حكم من أدت العمرة وهي حائض

حكم من أدت العمرة وهي حائض

العنوان: حكم من أدت العمرة وهي حائض

المقدمة:

الحج والعمرة من أهم العبادات التي يؤديها المسلمون، وقد شرعها الله تعالى لعباده ليتقربوا إليه، ولينالوا ثوابه ورضوانه، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تمنع المسلم من أداء هذه العبادات، ومنها الحيض، وهو نزول الدم من الرحم في غير وقت الولادة، وقد وردت أحاديث كثيرة توضح حكم المرأة الحائض في العمرة.

أحكام العمرة للمرأة الحائض:

1. عدم جواز أداء العمرة:

– اتفق جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة الحائض أن تؤدي العمرة، سواء كانت قد أحرمت للعمرة قبل نزول الحيض أو بعده.

– وقد استدلوا على ذلك بما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تحرم الحائض ولا المعتدة من وفاة حتى تطهر”.

– وذلك لأن العمرة عبادة بدنية تتطلب الطهارة، والحيض يعتبر من النجاسات التي توجب الوضوء، وبالتالي لا يجوز للمرأة الحائض أداء العمرة.

2. وجوب تأخير العمرة:

– إذا نزل الحيض على المرأة وهي تريد أن تؤدي العمرة، فعليها أن تتأخر عن أدائها حتى تطهر من حيضها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحرم وهي حائض”.

– وعليها أن تقضي العمرة بعد تطهرها، وذلك لأن العمرة عبادة واجبة على كل مسلم وقادرة على أدائها، ولا يسقط وجوبها إلا بأدائها.

3. جواز الطواف والسعي للمعتمرة الحائض:

– إذا نزل الحيض على المعتمرة أثناء أدائها للعمرة، جاز لها أن تطوف بالكعبة وتسعى بين الصفا والمروة، وذلك لأن الطواف والسعي ليسا من أركان العمرة، وإنما هما من سننها.

– وقد استدل على جواز ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تحرم الحائض ولا المعتدة من وفاة حتى تطهر، إلا أن المعتدة لها أن تهل وتطوف بالبيت وتسعى بين الصفا والمروة”.

– لذلك يجوز للمعتمرة الحائض أن تطوف بالكعبة وتسعى بين الصفا والمروة، لكن لا يجوز لها أن تقف بعرفة ولا أن ترمي الجمرات ولا أن تحلق شعر رأسها أو تقصره.

4. عدم وجوب قضاء العمرة على المعتمرة الحائض:

– إذا أدت المعتمرة العمرة وهي حائض، فلا يجب عليها أن تقضيها بعد تطهرها، وذلك لأن العمرة صحيحة مع الحيض، وإن كانت ناقصة.

– وقد استدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تحرم الحائض ولا المعتدة من وفاة حتى تطهر، إلا أن المعتدة لها أن تهل وتطوف بالبيت وتسعى بين الصفا والمروة”.

– لذلك لا يجب على المعتمرة الحائض أن تقضي العمرة بعد تطهرها، إلا إذا كانت تريد أن تؤديها كاملة بأركانها وسننها.

5. جواز أداء العمرة للمعتدة من الطلاق:

– يجوز للمعتدة من الطلاق أن تؤدي العمرة، وذلك لأنها ليست حائضا ولا نفساء ولا معتدة من وفاة، وبالتالي فلا مانع من أدائها للعمرة.

– وقد استدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المعتدة من الطلاق والوفاة لا تحل لها زينة ولا خروج من بيتها إلا أن المعتدة من الطلاق يحل لها أن تخرج للعمرة والحج”.

– لذلك يجوز للمعتدة من الطلاق أن تؤدي العمرة، سواء كانت قد أحرمت للعمرة قبل وقوع الطلاق أو بعده.

6. عدم وجوب قضاء العمرة على المعتدة من الطلاق:

– إذا أدت المعتدة من الطلاق العمرة قبل انقضاء عدتها، فلا يجب عليها أن تقضيها بعد انقضاء عدتها، وذلك لأن العمرة صحيحة مع العدة، وإن كانت ناقصة.

– وقد استدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المعتدة من الطلاق والوفاة لا تحل لها زينة ولا خروج من بيتها إلا أن المعتدة من الطلاق يحل لها أن تخرج للعمرة والحج”.

– لذلك لا يجب على المعتدة من الطلاق أن تقضي العمرة بعد انقضاء عدتها، إلا إذا كانت تريد أن تؤديها كاملة بأركانها وسننها.

7. وجوب أداء العمرة على المعتدة من الوفاة:

– يجب على المعتدة من الوفاة أن تؤدي العمرة بعد انقضاء عدتها، وذلك لأنها واجبة عليها ولا يسقط وجوبها إلا بأدائها.

– وقد استدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المعتدة من الطلاق والوفاة لا تحل لها زينة ولا خروج من بيتها إلا أن المعتدة من الطلاق يحل لها أن تخرج للعمرة والحج”.

– لذلك يجب على المعتدة من الوفاة أن تؤدي العمرة بعد انقضاء عدتها، سواء كانت قد أحرمت للعمرة قبل وفاة زوجها أو بعدها.

الخاتمة:

وفي الختام، يتضح أن العمرة للمرأة الحائض غير جائزة، ويجب عليها تأخيرها إلى أن تطهر. أما المعتدة من الطلاق فلها أن تؤدي العمرة، ولا يجب عليها قضاؤها بعد انقضاء العدة. أما المعتدة من الوفاة فيجب عليها أداء العمرة بعد انقضاء العدة. والله أعلم.

أضف تعليق