المقدمة:
النجاسة في الإسلام هي كل ما أمر الشارع بتجنبه، سواء كان ذلك مما يتعلق بالبدن أو الثوب أو المكان، وقد حدد الشارع أنواع النجاسات وبيّن حكمها، ومن النجاسات التي قد تحدث للإنسان النجاسة في الدبر، وهي ما تخرج من السبيلين من بول أو غائط أو ريح، فما حكم من وجد نجاسة في دبره بعد الصلاة؟
حكم من وجد نجاسة في دبره بعد الصلاة:
1. وجوب إعادة الصلاة:
إذا وجد المصلي نجاسة في دبره بعد الصلاة، فإن صلاته تكون باطلة وعليه أن يعيدها، وذلك لأن النجاسة تمنع صحة الصلاة، فهي تبطلها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله الصلاة من محدث حتى يتوضأ)، والمحدث هو من خرج منه شيء من النجاسة أو أحدث حدثا.
2. كيفية إعادة الصلاة:
إذا وجد المصلي نجاسة في دبره بعد الصلاة، فعليه أن يتوضأ ويعيد الصلاة من جديد، وذلك بأن يكبر تكبيرة الإحرام ثم يقرأ سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، ثم يركع ويسجد، ثم يقوم ويقرأ سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، ثم يركع ويسجد، ثم يسلم، وذلك إذا كان قد صلى ركعتين، أما إذا كان قد صلى أكثر من ذلك فعليه أن يكمل صلاته.
3. حكم من صلى بنجاسة في دبره ناسيا:
إذا صلى المصلي بنجاسة في دبره ناسيا، فإن صلاته تكون صحيحة ولا يجب عليه إعادة الصلاة، وذلك لأن النسيان يسقط الإثم والعقاب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، ولأن النجاسة في هذه الحالة لم تكن متعمدة.
4. حكم من علم بنجاسة في دبره قبل الصلاة وتهاون في إزالتها:
إذا علم المصلي بنجاسة في دبره قبل الصلاة وتهاون في إزالتها، فإن صلاته تكون باطلة وعليه أن يعيدها، وذلك لأنه قد تعمد الصلاة بنجاسة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى وعلى ثوبه أو بدنه نجاسة وهو يعلمها لم تقبل له صلاته).
5. حكم من شك في وجود نجاسة في دبره بعد الصلاة:
إذا شك المصلي في وجود نجاسة في دبره بعد الصلاة، فإن صلاته تكون صحيحة ولا يجب عليه إعادة الصلاة، وذلك لأن الأصل في الأشياء الإباحة، واليقين لا يزول بالشك، ولأن الشك لا يضر إلا إذا كان في العبادات.
6. حكم من وجد نجاسة في دبره بعد الصلاة ولم يتمكن من إزالتها:
إذا وجد المصلي نجاسة في دبره بعد الصلاة ولم يتمكن من إزالتها، فإن صلاته تكون صحيحة ولا يجب عليه إعادة الصلاة، وذلك لأنه قد عجز عن إزالتها، والعجز يسقط الإثم والعقاب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
7. حكم من وجد نجاسة في دبره بعد الصلاة وتبين أنها ليست نجاسة:
إذا وجد المصلي نجاسة في دبره بعد الصلاة وتبين أنها ليست نجاسة، فإن صلاته تكون صحيحة ولا يجب عليه إعادة الصلاة، وذلك لأنه قد ظن أنها نجاسة وتبين أنها ليست كذلك، والظن لا يضر إلا إذا كان في العبادات.
الخاتمة:
النجاسة في الإسلام هي كل ما أمر الشارع بتجنبه، سواء كان ذلك مما يتعلق بالبدن أو الثوب أو المكان، وقد حدد الشارع أنواع النجاسات وبيّن حكمها، ومن النجاسات التي قد تحدث للإنسان النجاسة في الدبر، وهي ما تخرج من السبيلين من بول أو غائط أو ريح، فما حكم من وجد نجاسة في دبره بعد الصلاة؟
وقد أوضحنا في هذا المقال حكم من وجد نجاسة في دبره بعد الصلاة، وبيّنا أنه يجب عليه إعادة الصلاة إذا كانت النجاسة متعمدة، أما إذا كانت النجاسة غير متعمدة أو كان المصلي جاهلا بها أو عاجزا عن إزالتها، فإن صلاته تكون صحيحة ولا يجب عليه إعادة الصلاة.