حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب السيستاني

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب السيستاني

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب السيستاني

مقدمة

التوبة هي الرجوع عن الذنب والإقلاع عنه والندم عليه، وهي واجبة في جميع الذنوب، الكبيرة والصغيرة، ومن المعلوم أن الذنوب التي يعاقب عليها الشرع نوعان، كبيرة وصغيرة، والصغير لا يؤثر إذا تكرر منه الذنب كثيرا بخلاف الذنب الكبير والمعصية الكبيرة، فإن التكرار يجعله من الكبائر.

ويقول السيستاني أنه لا يجوز للمسلم أن يتوب عن ذنوبه ثم يعود إليها، لأن التوبة الصادقة تستلزم الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، فإذا عاد إليه بعد ذلك فهذا يدل على أن توبته لم تكن صادقة.

الأسباب التي تدفع المسلم إلى العودة إلى الذنب بعد التوبة

ضعف الإيمان: إذا كان إيمان المسلم ضعيفًا، فإنه يكون أكثر عرضة للوقوع في المعصية والذنب، وقد يجد صعوبة في مقاومة إغراءات الشيطان والهوى.

قلة العلم: إذا كان المسلم لا يعلم حكم الشرع في الذنب الذي يرتكبه، أو لا يعرف خطورته وعقوبته، فإنه قد يقع فيه بسهولة.

سوء الصحبة: إذا كان المسلم يصحب أشخاصًا سيئين، فإنهم قد يؤثرون عليه ويدفعونه إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي.

الانشغال بالشهوات: إذا كان المسلم منشغلًا بالشهوات الدنيوية، فإن هذا قد يجعله ينسى الله ورسوله، وينساق وراء رغباته وميوله.

خطورة العودة إلى الذنب بعد التوبة

زيادة الإثم: عندما يعود المسلم إلى الذنب بعد التوبة، فإن هذا يزيد من إثمه وذنبه، لأنه يكون قد خان الله ورسوله، وأخلف وعده الذي قطعه على نفسه بالتوبة والإقلاع عن الذنب.

قسوة القلب: عندما يعود المسلم إلى الذنب بعد التوبة، فإن هذا يجعل قلبه قاسياً، ويقل الشعور بالذنب والندم عليه، وقد يصبح أكثر جرأة في ارتكاب الذنوب والمعاصي.

الحرمان من المغفرة: عندما يعود المسلم إلى الذنب بعد التوبة، فإن هذا يحرمه من مغفرة الله ورحمته، وقد يعرض نفسه للعقاب والعذاب في الدنيا والآخرة.

شروط التوبة الصادقة

الإقلاع عن الذنب: يجب على المسلم أن يقلع عن الذنب الذي تاب منه، وأن لا يعود إليه مرة أخرى.

الندم على الذنب: يجب على المسلم أن يندم على الذنب الذي تاب منه، وأن يتمنى لو لم يرتكبه.

العزم على عدم العودة إلى الذنب: يجب على المسلم أن يعزم على عدم العودة إلى الذنب الذي تاب منه، وأن يبذل قصارى جهده للابتعاد عنه.

رد المظالم: إذا كان الذنب الذي تاب منه المسلم قد ترتب عليه ظلم أو إضرار بالآخرين، فيجب عليه أن يرد المظالم إلى أهلها، وأن يتحمل مسؤولية أفعاله.

أهمية الاستغفار بعد التوبة

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى على الذنوب والمعاصي.

الاستغفار يزيد من حسنات المسلم ويكفر عن سيئاته.

الاستغفار يطهر قلب المسلم ويجعله أكثر تقربًا إلى الله تعالى.

الاستغفار يزيل الحزن والغم عن قلب المسلم ويجعله أكثر راحة واطمئنانًا.

كيفية الثبات على التوبة

تقوية الإيمان: يجب على المسلم أن يقوي إيمانه بالله تعالى، وأن يصدق بوعده ووعيده، وأن يعلم أن الله تعالى يراقبه ويعلم ما يفعل.

زيادة العلم: يجب على المسلم أن يزيد علمه بالشرع، وأن يتعلم أحكام الله تعالى في الذنوب والمعاصي، وأن يعرف خطورتها وعقوبتها.

اختيار الصحبة الصالحة: يجب على المسلم أن يختار صحبة صالحة، وأن يجتنب صحبة الأشخاص السيئين الذين قد يؤثرون عليه ويدفعونه إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي.

الابتعاد عن الشهوات: يجب على المسلم أن يبتعد عن الشهوات الدنيوية، وأن يركز على عبادة الله تعالى وطلب رضاه.

خاتمة

التوبة النصوح هي التي لا يعود صاحبها إلى الذنب مرة أخرى، وهي التي يقبلها الله تعالى من عباده ويغفر لهم ذنوبهم. أما التوبة التي يعود صاحبها بعدها إلى الذنب مرة أخرى فهي توبة غير مقبولة عند الله تعالى، ولا تغفر الذنوب.

أضف تعليق