المقدمة:
التوبة من أهم العبادات التي أمرنا الله بها في القرآن والسنة، وهي ركن أساسي في حياة المؤمن، والتائب من الذنوب كمن لا ذنب له، لكن قد يقع الإنسان في الذنب بعد توبته منه، فما حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب؟
الفرق بين التوبة والندم:
التوبة: هي الرجوع إلى الله تعالى والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه، وهي واجبة على كل مسلم مذنب.
الندم: هو الشعور بالأسف والحزن على ما فعله الإنسان من ذنوب، وهو محمود ولكن لا يكفي وحده للتوبة.
أركان التوبة:
الإقلاع عن الذنب: أي تركه والتوقف عن فعله.
الندم على ما فات: أي الشعور بالأسف والحزن على ما فعله من ذنوب.
العزم على عدم العودة إلى الذنب: أي النية الأكيدة على عدم تكراره في المستقبل.
من يقبل الله توبته؟
الذين تابوا من ذنوبهم وأقلعوا عنها وأزموا على عدم العودة إليها.
الذين تابوا قبل فوات الأوان، أي قبل حلول الموت أو نزول العذاب.
الذين تابوا توبة نصوحًا، أي توبة صادقة خالصة لوجه الله تعالى.
ما حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب؟
من تاب من ذنب ثم عاد إليه فهو آثم مرتكب لكبيرة من الكبائر، وعليه التوبة مرة أخرى والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه.
من تاب من ذنب ثم عاد إليه مرات عديدة فهو مرتكب للفسق، وعليه التوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة حتى يقبل الله توبته.
وإذا مات من تاب من ذنب ثم عاد إليه قبل أن يتوب توبة صحيحة، فهو من أهل النار والعياذ بالله.
أسباب العودة إلى الذنب بعد التوبة:
ضعف الإيمان وعدم الخوف من الله تعالى.
عدم الاستقامة على طاعة الله تعالى.
الوقوع في بيئة سيئة أو صحبة سيئة.
الاستهانة بالتوبة وعدم الشعور بصدقها.
كيف نحافظ على التوبة ونمنع العودة إلى الذنب؟
المحافظة على الإيمان وتقوية العلاقة مع الله تعالى.
الاستقامة على طاعة الله تعالى واجتناب المحرمات.
الابتعاد عن البيئة السيئة والصحبة السيئة.
المداومة على الاستغفار والتوبة والذكر والدعاء.
القيام بالأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله تعالى.
الخاتمة:
التوبة واجبة على كل مسلم مذنب، ومن تاب من ذنب ثم عاد إليه فهو آثم مرتكب لكبيرة من الكبائر، وعليه التوبة مرة أخرى والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه.
ومن حافظ على التوبة ونمنع العودة إلى الذنب فقد فاز برضا الله تعالى وجنته، ومن عاد إلى الذنب بعد التوبة فقد عرض نفسه لسخط الله تعالى وعذابه.