حكم واقوال الشافعي

حكم واقوال الشافعي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

مقدمة:

الإمام الشافعي هو أحد الأئمة الأربعة المشهورين في الفقه الإسلامي، واسمه بالكامل أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، ولد في غزة عام 150 هـ وتوفي في مصر عام 204 هـ، وقد ترك تراثًا علميًا كبيرًا في مختلف علوم الشريعة الإسلامية، ومن أشهر أقواله وحكمه ما يلي:

1- في الفقه:

قال الشافعي رحمه الله: “الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية”، وهذا التعريف يبين أن الفقه هو علم قائم على الأدلة الشرعية، وأن هذه الأدلة هي التي تحدد الأحكام الشرعية.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للمفتي أن يفتي إلا بعد أن يتحقق من الدليل، فإن لم يتحقق من الدليل فلا يجوز له أن يفتي”، وهذا القول يبين أهمية التحقق من الدليل قبل إصدار الفتوى، وأن المفتي لا يجوز له أن يفتي إلا بعد التأكد من صحة الدليل.

وقال أيضًا: “إذا اجتهد المجتهد فأصاب الحق فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد”، وهذا القول يبين أن المجتهد له أجر حتى لو أخطأ، وذلك لأنه بذل جهده في البحث عن الحق.

2- في العقيدة:

قال الشافعي رحمه الله: “الإيمان هو تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الأركان”، وهذا التعريف يبين أن الإيمان هو عمل قلبي ولساني وجسدي.

وقال أيضًا: “لا يجوز للمسلم أن يشك في شيء من عقائد الإسلام، فإن من شك في شيء منها فقد خرج عن الإسلام”، وهذا القول يبين أهمية اليقين في العقيدة، وأن الشك في أي شيء منها يعتبر خروجًا عن الإسلام.

وقال أيضًا: “أفضل الإيمان الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره”، وهذا القول يبين أن أفضل أنواع الإيمان هو الإيمان بالله تعالى وصفاته وأسمائه، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر.

3- في الأخلاق:

قال الشافعي رحمه الله: “أحسن الأخلاق أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”، وهذا القول يبين أهمية الإحسان إلى الآخرين وإفشاء السلام بين الناس.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للمسلم أن يحسد أخاه المسلم، فإن الحسد من أخلاق المنافقين”، وهذا القول يبين حرمة الحسد وأن الحاسد إنما يحسد أخاه المسلم على نعمة أنعم الله بها عليه.

وقال أيضًا: “أفضل الأخلاق الصبر والشكر”، وهذا القول يبين أن الصبر والشكر من أفضل الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها.

4- في السلوك:

قال الشافعي رحمه الله: “لا ينبغي للمسلم أن يمشي في الأسواق إلا لضرورة، فإن الأسواق من مواطن الشيطان”، وهذا القول يبين أن الأسواق من الأماكن التي يجب على المسلم تجنبها إلا لضرورة.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للمسلم أن يكثر من الكلام، فإن كثرة الكلام تذهب الهيبة وتجلب المهانة”، وهذا القول يبين أن كثرة الكلام من الأخلاق المذمومة وأنها تؤدي إلى ذهاب الهيبة وجلب المهانة.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للمسلم أن يكثر من المجالس، فإن كثرة المجالس تفسد القلب وتضيع الوقت”، وهذا القول يبين أن كثرة المجالس من الأمور المذمومة وأنها تؤدي إلى فساد القلب وإضاعة الوقت.

5- في العلم:

قال الشافعي رحمه الله: “العلم هو نور القلب وشفاء الجهل ودواء الخطأ”، وهذا القول يبين أهمية العلم وأنه نور القلب الذي يهديه وشفاء الجهل الذي يعميه ودواء الخطأ الذي يوقعه فيه.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للمسلم أن يترك طلب العلم، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”، وهذا القول يبين أن طلب العلم واجب على كل مسلم ومسلمة وأنه لا يجوز تركه.

وقال أيضًا: “أفضل العلم ما نفع العباد ورفع درجاتهم في الآخرة”، وهذا القول يبين أن أفضل أنواع العلم هو العلم الذي ينفع العباد ويرفع درجاتهم في الآخرة.

6- في الزهد:

قال الشافعي رحمه الله: “الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة والاقتصار على ما ينفع فيها”، وهذا القول يبين أن الزهد هو ترك الدنيا وما فيها والاقتصار على ما ينفع في الآخرة.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للمسلم أن يحب الدنيا، فإن حب الدنيا رأس كل خطيئة”، وهذا القول يبين أن حب الدنيا هو رأس كل خطيئة وأنه يجب على المسلم أن يتجنبه.

وقال أيضًا: “أفضل الزهاد من زهد في الدنيا وزهد في الآخرة، فزهد في الدنيا ليعبد ربه وزهد في الآخرة ليعبد ربه حق عبادته”، وهذا القول يبين أن أفضل أنواع الزهد هو الزهد في الدنيا والآخرة معًا، وأن الزاهد في الدنيا يزهد فيها ليعبد ربه والزاهد في الآخرة يزهد فيها ليعبد ربه حق عبادته.

7- في السياسة:

قال الشافعي رحمه الله: “السياسة هي تدبير أمور الرعية بالعدل والإنصاف”، وهذا القول يبين أن السياسة هي تدبير أمور الرعية بالعدل والإنصاف وأنها ليست مجرد ممارسة السلطة.

وقال أيضًا: “لا ينبغي للحاكم أن يظلم رعيته، فإن ظلم رعيته فقد خرج عن طاعة الله تعالى”، وهذا القول يبين حرمة ظلم الحاكم لرعيته وأن ظلمه لهم يعتبر خروجًا عن طاعة الله تعالى.

وقال أيضًا: “أفضل الحكام من عدل في الرعية وأمنهم على أنفسهم وأموالهم”، وهذا القول يبين أن أفضل الحكام هو الذي يعدل في الرعية ويأمنهم على أنفسهم وأموالهم.

الخاتمة:

إن الإمام الشافعي رحمه الله من كبار أئمة المسلمين الذين تركوا تراثًا علميًا كبيرًا في مختلف علوم الشريعة الإسلامية، وقد اشتهر بحكمه وأقواله المأثورة التي لا تزال تذكر حتى اليوم وتعتبر من أهم المصادر المرجعية في الفقه الإسلامي.

أضف تعليق