خطبة الجمعة عن الطلاق

خطبة الجمعة عن الطلاق

الخطبة الأولى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الطلاق من أبغض الحلال عند الله تعالى، وهو آخر الدواء عند فشل كل محاولات الإصلاح بين الزوجين، وقد شرعه الله تعالى لرفع الضرر عن الزوجين ومنع وقوع الفتنة بينهما، وقد قال الله تعالى: {وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته}.

أولاً: أسباب الطلاق:

1. سوء الاختيار: قد يكون سبب الطلاق هو سوء الاختيار في بداية الزواج، حيث لم يتم التعرف على شخصية كل طرف بشكل جيد قبل الزواج، مما يؤدي إلى اكتشاف فروق كبيرة بينهما بعد الزواج.

2. عدم التوافق بين الزوجين: قد يكون سبب الطلاق هو عدم التوافق بين الزوجين في الطباع أو الأفكار أو العادات والتقاليد، مما يؤدي إلى حدوث خلافات مستمرة بينهما.

3. التدخل الخارجي: قد يكون سبب الطلاق هو التدخل الخارجي من الأهل والأقارب والأصدقاء، مما يؤدي إلى زيادة الخلافات بين الزوجين وتفاقم المشاكل.

4. المشاكل المالية: قد يكون سبب الطلاق هو المشاكل المالية، حيث يعاني الزوجان من ضائقة مالية أو ديون متراكمة، مما يؤدي إلى زيادة الضغوطات على الأسرة وتوتر العلاقة بين الزوجين.

5. الخيانة الزوجية: قد يكون سبب الطلاق هو الخيانة الزوجية، حيث يقوم أحد الزوجين بخيانة الآخر، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما وانهيار العلاقة الزوجية.

ثانياً: آثار الطلاق:

1. الأثر على الزوجين: يؤثر الطلاق على الزوجين بشكل سلبي، حيث يشعران بالوحدة والحزن والاكتئاب، وقد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية.

2. الأثر على الأبناء: يؤثر الطلاق على الأبناء بشكل كبير، حيث يشعرون بعدم الاستقرار والأمان، وقد يؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية لديهم.

3. الأثر على الأسرة والمجتمع: يؤثر الطلاق على الأسرة والمجتمع بشكل عام، حيث يؤدي إلى تفكك الأسرة وزيادة عدد الأسر المفككة، مما ينعكس سلباً على المجتمع.

ثالثاً: حكم الطلاق:

1. الطلاق حلال مباح: الطلاق حلال مباح عند الضرورة، ولكنه مكروه إلا في حالات معينة، مثل وجود ضرر أو خوف من الضرر أو عدم القدرة على الاستمرار في العلاقة الزوجية.

2. الطلاق بدعة: الطلاق بدعة في كثير من الحالات، حيث يتم اللجوء إليه دون وجود ضرورة أو سبب مشروع، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وزيادة عدد الأسر المفككة.

3. الطلاق سنة: الطلاق سنة في حالات معينة، مثل وجود ضرر أو خوف من الضرر أو عدم القدرة على الاستمرار في العلاقة الزوجية، وفي هذه الحالات يكون الطلاق هو الحل المناسب لإنهاء العلاقة الزوجية بشكل سليم.

الخطبة الثانية:

رابعاً: شروط الطلاق:

1. أن يكون الزوج عاقلاً بالغاً مختاراً: لا يصح الطلاق من المجنون أو الصبي أو المكره.

2. أن يكون الطلاق صريحاً: أي أن يتلفظ الزوج بكلمات صريحة تدل على طلاقه لزوجته، مثل: “أنت طالق” أو “فارقتك”.

3. أن يكون الطلاق حقيقياً: أي أن يكون الطلاق نافذاً، وليس معلقاً على شرط أو موقوفاً على أمر مستقبل.

خامساً: أنواع الطلاق:

1. الطلاق الرجعي: هو الطلاق الذي يقع فيه الزوج طلاقة واحدة أو اثنتين، فيحق له الرجعة إلى زوجته خلال فترة العدة، وهي ثلاثة قروء، أي ثلاثة حيضات.

2. الطلاق البائن: هو الطلاق الذي يقع فيه الزوج طلاقة ثلاثاً، فلا يحق له الرجعة إلى زوجته إلا بعقد ومهر جديدين.

3. الطلاق الخلعي: هو الطلاق الذي تطلب فيه الزوجة الطلاق من زوجها مقابل عوض مالي، يسمى “الخلع”.

سادساً: أحكام الطلاق:

1. سقوط نفقة الزوجة: تسقط نفقة الزوجة على زوجها بعد وقوع الطلاق، إلا إذا كانت حاملاً، فيستمر الزوج في الإنفاق عليها حتى تضع حملها.

2. سقوط حق الزوج في الاستمتاع بزوجته: يسقط حق الزوج في الاستمتاع بزوجته بعد وقوع الطلاق، فلا يجوز له لمسها أو مضاجعتها.

3. سقوط حق الزوج في الميراث: يسقط حق الزوج في الميراث بعد وقوع الطلاق، إلا إذا كان الطلاق رجعياً، وفي هذه الحالة يحق للزوج أن يرث زوجته إذا توفيت خلال فترة العدة.

سابعاً: الخاتمة:

وفي ختام هذه الخطبة، أدعوكم إلى التقوى والحرص على استمرار العلاقة الزوجية، واللجوء إلى الطلاق في الحالات الضرورية فقط، والله تعالى أعلى وأعلم.

أضف تعليق