خطبة الجمعة عن عيسى عليه السلام

خطبة الجمعة عن عيسى عليه السلام

خطبة الجمعة عن عيسى عليه السلام

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإني أقف بين أيديكم اليوم لأتحدث إليكم عن أحد أنبياء الله العظام، ورسله الكرام، ألا وهو عيسى بن مريم عليه السلام. سيدنا عيسى هو كلمة الله وروحه، أرسله الله إلى بني إسرائيل بالهداية والرحمة، فدعاهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، ونهى عن الشرك بالله والكفر به، وحذر من اتباع الهوى والشهوات، ودعاهم إلى الأخلاق الفاضلة والعمل الصالح.

عيسى عليه السلام كلمة الله وروحه

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب” (المائدة: 116).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام هو كلمة الله وروحه، وأنه لم يقل للناس قط أن يتخذوه هو وأمه آلهة من دون الله تعالى، بل إنه سبح الله عما نسب إليه، وعلم أن الله تعالى يعلم ما في نفسه، وأن لا يعلم ما في نفس الله تعالى.

عيسى عليه السلام خاتم أنبياء بني إسرائيل

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين” (الصف: 6).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل، وأنه بشّرهم برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

عيسى عليه السلام أمه مريم العذراء

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين” (آل عمران: 45).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام ولد من مريم العذراء، وأن الله تعالى خلقه من غير أب، وأنها بشرت به قبل أن يولد.

عيسى عليه السلام نبي الله ورسوله

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه” (النساء: 171).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام هو نبي الله ورسوله، وأن الله تعالى ألقى كلمته إلى مريم، وأنها نفخ فيه من روحه، وأنه بشر مثله مثل البشر، يولد ويأكل ويشرب وينام ويمرض ويموت.

عيسى عليه السلام بشّر برسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين” (الصف: 6).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام بشّر بني إسرائيل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه أخبرهم باسمه ونسبه وبعثته، وأنهم كذبوه واتهموه بالسحر.

عيسى عليه السلام كلم الناس في المهد

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وآتيناه الحكم صبيا” (مريم: 12).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام كلم الناس في المهد، وأنه أعطي الحكمة والفقه منذ صغره، وأن الله تعالى آتاه ملكوت السماوات والأرض، وأنه علمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل.

عيسى عليه السلام رفع إلى السماء

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “ورفعناه مكانا عليا” (مريم: 57).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء، وأنه لم يمت كما يدّعي النصارى، وأنه حي في السماء، وأنه سينزل إلى الأرض في آخر الزمان، وأنه سيحكم الناس بالعدل، وأن لا تقوم الساعة إلا بعد أن ينزل.

عيسى عليه السلام سيدنا ومولانا

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وآتيناه الإنجيل وفيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين” (المائدة: 46).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام هو سيدنا ومولانا، وأن الله تعالى أعطاه الإنجيل، وأنه فيه هدى ونور، وأنه مصدق لما بين يديه من التوراة، وأنه هدى وموعظة للمتقين.

عيسى عليه السلام لم يمت

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم” (النساء: 157).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام لم يمت ولم يصلب، وأن الله تعالى رفعه إلى السماء، وأن اليهود ظنوا أنهم قتلوه وصلبوه، ولكن الله تعالى أنقذه منهم، وأنه حي في السماء.

عيسى عليه السلام شهد على النصارى يوم القيامة

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم هل أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب” (المائدة: 116).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام شهد على النصارى يوم القيامة أنه لم يأمرهم بأن يتخذوه هو وأمه آلهة من دون الله تعالى، وأنهم كذبوا عليه وافتروا عليه، وأن الله تعالى يعلم ما في نفسه ولا يعلم ما في نفس الله تعالى.

عيسى عليه السلام حجة على النصارى يوم القيامة

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين” (الصف: 6).

فدلّت هذه الآية الكريمة على أن عيسى عليه السلام حجة على النصارى يوم القيامة، وأنه سيحاجهم بما جاءهم به من الآيات والبراهين، وأنهم كذبوه واتهموه بالسحر.

خاتمة

في ختام هذه الخطبة، أدعوكم إلى الإيمان بعيسى عليه السلام، وأشهد أنه نبي الله ورسوله، وأنه كلمة الله وروحه، وأنه لم يمت ولم يصلب، وأنه رفع إلى السماء، وأنه حي في السماء، وأنه سينزل إلى الأرض في آخر الزمان، وأنه سيحكم الناس بالعدل، وأن لا تقوم الساعة إلا بعد أن ينزل.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

أضف تعليق