خطبة عن الإحسان إلى الناس

خطبة عن الإحسان إلى الناس

خطبة عن الإحسان إلى الناس

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها المسلمون، إن الله تعالى قد حثنا على الإحسان إلى الناس، وأمرنا بذلك في كتابه الكريم وفي سنة نبيه الكريم. قال تعالى: “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (سورة البقرة: 195). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.

أولاً: فضل الإحسان إلى الناس:

1. إن الإحسان إلى الناس من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يدخل الجنة فليحسن إلى جاره”.

2. إن الإحسان إلى الناس سبب لنشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، وهو أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.

3. إن الإحسان إلى الناس سبب لزيادة الرزق وطول العمر، وهو سبب لتفريج الكربات ونيل العون من الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.

ثانياً: أنواع الإحسان إلى الناس:

1. الإحسان بالمال: وذلك بإخراج الصدقات والزكوات لمساعدة الفقراء والمساكين، وببذل الأموال في سبيل الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة بعشر أمثالها”.

2. الإحسان بالقول: وذلك بالتحدث مع الناس بالحسنى، وبإلقاء السلام عليهم، وبمدحهم والثناء عليهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”.

3. الإحسان بالفعل: وذلك بمساعدة الناس في قضاء حوائجهم، وبإعانتهم على أعمالهم، وبتفريج كرباتهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالرأس للجسد”.

ثالثاً: الإحسان إلى الوالدين:

1. إن الإحسان إلى الوالدين من أعظم أنواع الإحسان، وهو من أوجب الواجبات على المسلم. قال الله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (سورة الإسراء: 23).

2. إن الإحسان إلى الوالدين سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين”.

3. إن الإحسان إلى الوالدين سبب لزيادة البركة في الرزق وطول العمر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من بر والديه زاد الله في عمره”.

رابعاً: الإحسان إلى الأقارب:

1. إن الإحسان إلى الأقارب من الواجبات الشرعية على المسلم، وهو سبب لصلة الرحم ونشر المحبة والألفة بين أفراد العائلة. قال الله تعالى: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ” (سورة الروم: 38).

2. إن الإحسان إلى الأقارب سبب لتفريج الكربات ونيل العون من الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من وصل رحمه وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله”.

3. إن الإحسان إلى الأقارب سبب لزيادة النسل والبركة في المال والولد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يكثر ماله وولده فليصل رحمه”.

خامساً: الإحسان إلى الجيران:

1. إن الإحسان إلى الجيران من الواجبات الشرعية على المسلم، وهو سبب لصلة الجوار ونشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.

2. إن الإحسان إلى الجيران سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يدخل الجنة فليحسن إلى جاره”.

3. إن الإحسان إلى الجيران سبب لزيادة الرزق وطول العمر، وهو سبب لتفريج الكربات ونيل العون من الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.

سادساً: الإحسان إلى الأصدقاء:

1. إن الإحسان إلى الأصدقاء من الواجبات الأخلاقية على المسلم، وهو سبب لنشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.

2. إن الإحسان إلى الأصدقاء سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”.

3. إن الإحسان إلى الأصدقاء سبب لزيادة الرزق وطول العمر، وهو سبب لتفريج الكربات ونيل العون من الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.

سابعاً: الإحسان إلى أعداء:

1. إن الإحسان إلى الأعداء من أعظم أنواع الإحسان، وهو من أوجب الواجبات على المسلم. قال الله تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ” (سورة فصلت: 34).

2. إن الإحسان إلى الأعداء سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر”.

3. إن الإحسان إلى الأعداء سبب لزيادة الرزق وطول العمر، وهو سبب لتفريج الكربات ونيل العون من الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً”.

الخاتمة:

أيها المسلمون، إن الإحسان إلى الناس من أعظم القربات إلى الله تعالى، ومن أوجب الواجبات على المسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”. فلنكن من المحسنين إلى الناس، ولنساعد بعضنا البعض على قضاء حوائجنا، ولنفرج عن بعضنا كرباتنا، ولنجعل مجتمعنا مجتمعاً متراحماً متماسكاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *