خطبة عن الاحتشام

الخطبة

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الحياء من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم والمسلمة، فهو خلق نبيل يدعو إلى الخير ويمنع من الشر، وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التحلي بالحياء، فقال الله تعالى: (يا أيها النبي قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان).

الحياء في الإسلام:

يعتبر الحياء من الفضائل الإسلامية العظيمة، وينقسم إلى قسمين:

الحياء من الله تعالى: وهو أن يستحي الإنسان من الله تعالى أن يراه على معصية أو تقصير في العبادة، وأن يخشاه ويراقبه في أقواله وأفعاله.

الحياء من الناس: وهو أن يستحي الإنسان من الناس أن يروه على فعل قبيح أو مشين، وأن يتجنب ما يستقبحونه وينكرونه.

أهمية الحياء في المجتمع:

يساهم الحياء في تماسك المجتمع وترابط أفراده، وذلك لأنه يدعو إلى الكرم والاحترام المتبادل بين الناس، ويمنع من التعدي على حقوق الآخرين.

يساعد الحياء على نشر الفضيلة والتقوى في المجتمع، وذلك لأنه يدعو إلى الابتعاد عن الرذائل والمحرمات، ويدفع الناس إلى فعل الخير والتقرب إلى الله تعالى.

يحمي الحياء المجتمع من الانحراف والفساد، وذلك لأنه يمنع من انتشار الفواحش والمنكرات، ويحافظ على نقاء المجتمع وطهره.

أسباب قلة الحياء في المجتمع:

ضعف الإيمان بالله تعالى: إن ضعف الإيمان بالله تعالى يؤدي إلى قلة الحياء، وذلك لأن الإنسان الذي لا يؤمن بالله تعالى لا يخشاه ولا يراقبه، ولا يخاف من عذابه، وبالتالي لا يستحي من ارتكاب المعاصي والمنكرات.

سوء التربية: إن سوء التربية وعدم غرس قيم الحياء في نفوس الأطفال منذ الصغر يؤدي إلى قلة الحياء عند الكبر، وذلك لأن الطفل الذي لا يتربى على الحياء لا ينشأ عليه، ويصبح من السهل عليه ارتكاب المعاصي والمنكرات دون أن يشعر بالخجل أو الخوف.

انتشار الفواحش والمنكرات: إن انتشار الفواحش والمنكرات في المجتمع يؤدي إلى قلة الحياء، وذلك لأن الإنسان الذي يرى الفواحش والمنكرات منتشرة حوله يعتاد عليها ويصبح من السهل عليه ارتكابها، ولا يشعر بالخجل أو الخوف.

طرق تعزيز الحياء في المجتمع:

تعزيز الإيمان بالله تعالى: إن تعزيز الإيمان بالله تعالى هو أهم وأفضل طريقة لتعزيز الحياء في المجتمع، وذلك لأن الإيمان بالله تعالى يولد في نفس الإنسان الخوف والخشية منه، ويمنعه من ارتكاب المعاصي والمنكرات.

تحسين التربية: إن تحسين التربية وغرس قيم الحياء في نفوس الأطفال منذ الصغر من أهم الطرق لتعزيز الحياء في المجتمع، وذلك لأن الطفل الذي يتربى على الحياء ينشأ عليه، ويصبح من الصعب عليه ارتكاب المعاصي والمنكرات.

محاربة الفواحش والمنكرات: إن محاربة الفواحش والمنكرات في المجتمع من أهم الطرق لتعزيز الحياء، وذلك لأن انتشار الفواحش والمنكرات يؤدي إلى قلة الحياء، وبالتالي فإن محاربتها والقضاء عليها يؤدي إلى تعزيز الحياء.

الاحتشام في الإسلام:

الاحتشام من أهم مظاهر الحياء، وهو أن يستر الإنسان جسمه عن أعين الآخرين، وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على الاحتشام، فقال الله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة).

أهمية الاحتشام في المجتمع:

يساهم الاحتشام في حماية المجتمع من الانحراف والفساد، وذلك لأنه يمنع من انتشار الفواحش والمنكرات، ويحافظ على نقاء المجتمع وطهره.

يساعد الاحتشام على نشر الفضيلة والتقوى في المجتمع، وذلك لأنه يدعو إلى الابتعاد عن الرذائل والمحرمات، ويدفع الناس إلى فعل الخير والتقرب إلى الله تعالى.

يساهم الاحتشام في تماسك المجتمع وترابط أفراده، وذلك لأنه يدعو إلى الكرم والاحترام المتبادل بين الناس، ويمنع من التعدي على حقوق الآخرين.

طرق تعزيز الاحتشام في المجتمع:

تعزيز الإيمان بالله تعالى: إن تعزيز الإيمان بالله تعالى هو أهم وأفضل طريقة لتعزيز الاحتشام في المجتمع، وذلك لأن الإيمان بالله تعالى يولد في نفس الإنسان الخوف والخشية منه، ويمنعه من ارتكاب المعاصي والمنكرات، ومنها كشف العورات.

تحسين التربية: إن تحسين التربية وغرس قيم الاحتشام في نفوس الأطفال منذ الصغر من أهم الطرق لتعزيز الاحتشام في المجتمع، وذلك لأن الطفل الذي يتربى على الاحتشام ينشأ عليه، ويصبح من الصعب عليه كشف عورته أمام الآخرين.

إطلاق حملات توعوية: إن إطلاق حملات توعوية حول أهمية الاحتشام في المجتمع من أهم الطرق لتعزيز الاحتشام، وذلك لأن هذه الحملات تساعد على زيادة وعي الناس بأهمية الاحتشام، وتدفعهم إلى الالتزام به.

الخاتمة:

الحياء والاحتشام من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم والمسلمة، وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التحلي بهما، لما لهما من أهمية كبيرة في حماية المجتمع من الانحراف والفساد، ونشر الفضيلة والتقوى فيه، وتماسك أفراده وترابطهم.