خطبة عن الاحسان مكتوبة

خطبة عن الاحسان مكتوبة

مقدمة

الاحسان هو أحد أهم القيم الأخلاقية في الإسلام، وهو يعني لطفاً بالغا في العمل ورد الإحسان بالإحسان، وهو من الصفات التي حث عليها رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث النبوية الشريفة، فكان خير من ضرب لنا مثلاً في الإحسان في التعامل مع جميع فئات الناس، سواءً من يوافقونه الرأي أو يخالفه، أو حتى من ظلمه وأساء إليه، كما دعا إلى اتباع هذا النهج القويم في جميع التعاملات مع الناس، حتى مع من أساء إليك وظلمك، أو من يعاديك ويحاول تنفير الآخرين منك.

فضل الإحسان

1. الإحسان يعزز من قوة المجتمع واستقراره:

– الإحسان فضيلة أخلاقية عظيمة لها آثار إيجابية عديدة على الفرد والمجتمع على حد سواء.

– فهو يعزز من قوة المجتمع واستقراره من خلال تشجيع الناس على التعامل مع بعضهم البعض بلطف واحترام.

– ويخلق بيئة تسودها الثقة والتعاون بين الناس.

2. الإحسان يجلب الأجر والثواب من الله:

– الإحسان هو أحد أفضل الأعمال التي يمكن للمرء القيام بها، وهو يجلب الأجر والثواب من الله – عز وجل-.

– كما يجعل الإنسان محبوبًا من الناس ويجلب له الاحترام والتقدير.

– ومن يفعل الإحسان مع الآخرين، فإن الله يجزيه خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

3. الإحسان يعود بالنفع على الفرد نفسه:

– الإحسان يعود بالنفع على الفرد نفسه، فهو يساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الإجهاد والقلق.

– كما أنه يزيد من الشعور بالرضا عن النفس وتحقيق الذات.

– كما أن تحقيق الإحسان وتطبيق أفعاله في التعامل مع الآخرين يتيح لك التخلص من الأحقاد والضغائن التي قد تحملها في قلبك.

أنواع الإحسان

1. إحسان العبد إلى ربه:

– إحسان العبد إلى ربه يكون من خلال أداء العبادات المفروضة والنوافل، بالإضافة إلى إتباع أوامر الله – عز وجل- واجتناب نواهيه.

– الإحسان إلى الله – عز وجل- يتمثل في طاعته وعبادته وحده دون سواه.

– وهذا النوع من الإحسان واجب على كل مسلم ومسلمة، وهو يشمل عبادة الله وحده، وتوحيده في الربوبية والألوهية.

2. إحسان العبد إلى نفسه:

– إحسان العبد إلى نفسه يكون من خلال الاهتمام بصحتها وسلامتها النفسية والجسدية، بالإضافة إلى حمايتها من الانهدام.

– الإحسان إلى النفس يكون عن طريق الحفاظ على الجسد من الأمور المحرمة، مثل أكل الحرام أو شرب الخمر، ومن الأمور الضارة في الحلال، مثل الإدمان على تعاطي المخدرات أو التدخين.

– كما يجب على العبد أن يحسن إلى نفسه، بأن يبتعد عن كل ما يضر بدينه وبدنه وعقله.

3. إحسان العبد إلى الآخرين:

– إحسان العبد إلى الآخرين يكون من خلال مساعدتهم في أمورهم الحياتية، وجميع أنواع التعامل المهذب الرقيق معهم.

– الإحسان للآخرين من أفضل أنواع الإحسان وأعظمها أجرًا، وهو يشمل جميع أنواع الخير التي يمكن أن يفعلها المسلم مع غيره من المسلمين، مثل الصدقة والإحسان إليهم، وكف الأذى عنهم.

– كما يتمثل إحسان العباد إلى بعضهم البعض في التعاون على البر والتقوى، والتعاون على فعل الخيرات وإصلاح ذات البين، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

آثار الإحسان

1. نشر المحبة والألفة بين الناس:

– الإحسان يؤدي إلى نشر المحبة والألفة بين الناس، ويجعلهم يشعرون بالرضا والسعادة.

– كما ينشر الإحسان السلام في المجتمع وبين أفراده، ويجعلهم يعيشون في وئام وتناغم.

– فالإحسان سبب رئيس من أسباب استقرار المجتمع وتماسكه، وتخفيف حدة الخلافات والنزاعات بين أفراده.

2. تحصيل السعادة في الدنيا والآخرة:

– الإحسان يحقق للإنسان السعادة في الدنيا والآخرة.

– فالإحسان إلى الآخرين يجعلهم يحبونك ويدعون لك بالخير، وهذا دعاء مستجاب بإذن الله – عز وجل-.

– كما أن الإحسان إلى النفس يجعلها تشعر بالسعادة والرضا، لأنها تحصل على ما تحتاج إليه من راحة واطمئنان.

3. زيادة البركة في الرزق والعمل:

– الإحسان يزيد من البركة في الرزق والعمل.

– فالإنسان المحسن يحصل على أجر كبير من الله – عز وجل- في الدنيا والآخرة.

– كما أن الإحسان إلى الآخرين يجعلهم يردون إليك الجميل، وهذا يجعلك تحصل على المزيد من الخير والبركة في حياتك.

كيفية اكتساب الإحسان

1. الإيمان بالله – عز وجل-:

– أول خطوة لكي تكتسب الإحسان هي الإيمان بالله – عز وجل-، والإيمان بأسمائه وصفاته، وباليوم الآخر.

– فالإيمان بالله يجعلك تخشى عقابه، وتطمع في ثوابه، وهذا يجعلك تحرص على فعل الإحسان وتجنب الإساءة.

– كما أن الإيمان باليوم الآخر يجعلك تدرك أن كل ما تفعله في الدنيا سيسأل عنه يوم القيامة، وهذا يجعلك تحرص على فعل الخير وتجنب الشر.

2. اتباع سنة النبي – صلى الله عليه وسلم-:

– الخطوة الثانية لكي تكتسب الإحسان هي اتباع سنة النبي – صلى الله عليه وسلم-.

– فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم- مثالاً أعلى في الإحسان، وقد حث أصحابه على الإحسان في كل شيء.

– لذا، فعليك أن تحرص على قراءة سيرته – صلى الله عليه وسلم- والتعرف على أقواله وأفعاله، وأن تتبعه في كل شيء.

3. مجالسة الصالحين:

– الخطوة الثالثة لكي تكتسب الإحسان هي مجالسة الصالحين.

– فالصالحون هم الذين يحرصون على فعل الإحسان وتجنب الإساءة، ومجالستهم تجعلك تتأثر بهم وتحرص على فعل الإحسان.

– كما أن مجالسة الصالحين تجعلك تتعلم منهم الكثير من الأمور المفيدة، والتي تساعدك على اكتساب الإحسان.

خاتمة

الإحسان هو خلق عظيم، وهو من أفضل الأخلاق التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان، وهو سبب رئيس من أسباب استقرار المجتمع وتماسكه.

والإحسان ليس مقتصراً على جانب واحد من جوانب الحياة، بل يشمل جميع جوانبها، فهو يشمل الإحسان إلى الله – عز وجل- والإحسان إلى النفس والإحسان إلى الآخرين.

وعلى المسلم أن يسعى جاهدًا ليتصف بالإحسان في جميع أقواله وأفعاله، فهذا هو السبيل إلى رضا الله – عز وجل- وإلى الفلاح في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق