خطبة عن الاسرة الصالحة

No images found for خطبة عن الاسرة الصالحة

الخطبة

مقدمة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد،،،

فإن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وهي الأساس الذي تقوم عليه الحياة الاجتماعية، وهي التي تنشئ الأجيال وتعدها للمستقبل، ولذا فإن صلاح الأسرة هو صلاح للمجتمع بأكمله، أما فساد الأسرة فهو فساد للمجتمع وانهياره.

أهمية الأسرة الصالحة

الأسرة الصالحة هي الأسرة التي تسودها المحبة والمودة والرحمة والاحترام المتبادل بين أفرادها، وهي الأسرة التي تقوم على تعاليم الدين الإسلامي وقيمه، وهي الأسرة التي يحرص أفرادها على أداء واجباتهم وحقوقهم على أكمل وجه.

وللأسرة الصالحة أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمع، فهي:

1. المدرسة الأولى للأبناء: الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الأبناء القيم والأخلاق والسلوكيات التي تؤثر على شخصيتهم وتصرفاتهم في المستقبل، وهي التي تغرس فيهم حب الوطن والانتماء إليه، وحب الوالدين والإخوة والأخوات، واحترام الكبير والعطف على الصغير، وغيرها من القيم والفضائل.

2. الحصن الحصين للأبناء: الأسرة الصالحة هي الحصن الحصين الذي يحمي الأبناء من الانحراف والضياع، فهي التي تحميهم من رفقاء السوء وأصدقاء السوء، ومن الوقوع في براثن المخدرات والمسكرات، ومن الانزلاق في وحل الرذيلة والفساد.

3. مصدر السعادة والسكينة للأفراد: الأسرة الصالحة هي مصدر السعادة والسكينة والأمان للأفراد، فهي التي توفر لهم الحب والاحتواء والدعم العاطفي الذي يحتاجون إليه، وهي التي تساعدهم على التغلب على مشاكلهم وهمومهم، وتجعلهم يشعرون بالطمأنينة والراحة.

ركائز الأسرة الصالحة

تقوم الأسرة الصالحة على عدد من الركائز الأساسية، وهي:

1. الإيمان بالله والتقوى: الإيمان بالله والتقوى من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فالإيمان بالله يجعل أفراد الأسرة يشعرون بالمسؤولية تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، كما أن التقوى تمنعهم من ارتكاب المعاصي والآثام، وتجعلهم حريصين على أداء واجباتهم وحقوقهم على أكمل وجه.

2. المحبة والمودة والرحمة: المحبة والمودة والرحمة بين أفراد الأسرة من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فهي التي تجعل أفراد الأسرة يشعرون بالسعادة والسكينة، وهي التي تساعدهم على التغلب على مشاكلهم وهمومهم، وتجعلهم يشعرون بالطمأنينة والراحة.

3. الاحترام المتبادل: الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فهو الذي يجعل أفراد الأسرة يشعرون بقيمتهم ومكانتهم، وهو الذي يحفظ كرامتهم ويمنعهم من الإساءة إلى بعضهم البعض.

4. أداء الواجبات والحقوق: أداء الواجبات والحقوق على أكمل وجه من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فعلى الزوج أن يؤدي واجباته تجاه زوجته وأبنائه، وعلى الزوجة أن تؤدي واجباتها تجاه زوجها وأبنائها، وعلى الأبناء أن يؤدوا واجباتهم تجاه والديهم وإخوانهم وأخواتهم.

5. التواصل الفعال: التواصل الفعال بين أفراد الأسرة من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فالتواصل الفعال هو الذي يسمح لأفراد الأسرة بالتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وتطلعاتهم، وهو الذي يساعدهم على فهم بعضهم البعض وحل مشاكلهم بطريقة سلمية.

6. حل المشاكل بطريقة سلمية: حل المشاكل بطريقة سلمية من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فالمشاكل والخلافات تحدث في كل أسرة، ولكن المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاكل وحلها بطريقة سلمية، وعدم اللجوء إلى العنف أو الإهانة أو الإساءة إلى بعضهم البعض.

7. التعاون والمشاركة: التعاون والمشاركة بين أفراد الأسرة من أهم ركائز الأسرة الصالحة، فالأسرة الصالحة هي الأسرة التي يتعاون أفرادها ويتشاركون في المسؤوليات والمهام، مما يخفف العبء عن كاهل كل فرد ويجعل الأسرة أكثر تماسكاً وقوة.

دور الأسرة في تربية الأبناء

للأسرة دور كبير في تربية الأبناء وتعليمهم، وهي المسؤولة عن غرس القيم والأخلاق والفضائل في نفوسهم، وهي التي تعدهم للمستقبل وتجعلهم أفراداً صالحين في المجتمع.

وتتمثل أهم مسؤوليات الأسرة في تربية الأبناء فيما يلي:

1. تعليم الأبناء القيم والأخلاق والفضائل: الأسرة مسؤولة عن تعليم الأبناء القيم والأخلاق والفضائل، وهي التي تغرس في نفوسهم حب الوطن والانتماء إليه، وحب الوالدين والإخوة والأخوات، واحترام الكبير والعطف على الصغير، وغيرها من القيم والفضائل.

2. توفير التعليم الجيد للأبناء: الأسرة مسؤولة عن توفير التعليم الجيد للأبناء، وهي التي تساعدهم على اختيار المدارس والجامعات المناسبة لهم، وتشجعهم على الدراسة والتفوق.

3. حماية الأبناء من الانحراف والضياع: الأسرة مسؤولة عن حماية الأبناء من الانحراف والضياع، وهي التي تحميهم من رفقاء السوء وأصدقاء السوء، ومن الوقوع في براثن المخدرات والمسكرات، ومن الانزلاق في وحل الرذيلة والفساد.

4. إعداد الأبناء للمستقبل: الأسرة مسؤولة عن إعداد الأبناء للمستقبل، وهي التي تساعدهم على اختيار التخصصات المناسبة لهم، وتشجعهم على العمل والاجتهاد، وتدعمهم في تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.

دور الدولة والمجتمع في دعم الأسرة الصالحة

للدولة والمجتمع دور كبير في دعم الأسرة الصالحة، وذلك من خلال:

1. سن القوانين والتشريعات التي تحمي الأسرة وتدعمها: على الدولة والمجتمع سن القوانين والتشريعات التي تحمي الأسرة وتدعمها، مثل قانون الأسرة وقانون حماية الطفل، وغيرها من القوانين والتشريعات التي تحمي أفراد الأسرة من العنف والإهمال والإساءة.

2. توفير الخدمات الأساسية للأسرة: على الدولة والمجتمع توفير الخدمات الأساسية للأسرة، مثل الصحة والتعليم والإسكان والعمل، وغيرها من الخدمات التي تساعد الأسرة على توفير حياة كريمة لأفرادها.

3. نشر الوعي بأهمية الأسرة الصالحة: على الدولة والمجتمع نشر الوعي بأهمية الأسرة الصالحة، وتوعية أفراد المجتمع بدورهم ومسؤولياتهم تجاه أسرهم، وتشجيعهم على تكوين أسر صالحة ومتماسكة.

الخاتمة

الأسرة الصالحة هي الأساس الذي تقوم عليه الحياة الاجتماعية، وهي الركيزة الأساسية لمجتمع قوي ومتماسك، وهي الحصن الحصين للأبناء الذي يحميهم من الانحراف والضياع، وهي مصدر السعادة والسكينة والأمان للأفراد.

ولتحقيق الأسرة الصالحة، يجب أن يتعاون أفراد الأسرة مع بعضهم البعض وأن يؤدوا واجباتهم وحقوقهم على أكمل وجه، وأن يسود بينهم الحب والمودة والرحمة والاحترام المتبادل، وأن يتواصلوا فيما بينهم بطريقة فعالة، وأن يحلوا مشاكلهم بطريقة سلمية، وأن يتعاونوا ويتشاركوا في المسؤوليات والمهام.

كما يجب على الدولة والمجتمع دعم الأسرة الصالحة من خلال سن القوانين والتشريعات التي تحمي الأسرة وتدعمها، وتوفير الخدمات الأساسية للأسرة، ونشر الوعي بأهمية الأسرة الصالحة وتوعية أفراد المجتمع بدورهم ومسؤولياتهم تجاه أسرهم وتشجيعهم على تكوين أسر صالحة ومتماسكة.

أضف تعليق