خطبة عن البعث بعد الموت

No images found for خطبة عن البعث بعد الموت

الخطبة:

مقدمة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فيا أيها المسلمون، إن الإيمان بالبعث بعد الموت هو أحد أركان الإيمان الستة، وهو من الأمور التي يجب على كل مسلم أن يؤمن بها ويدرك أهميتها، فالموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة، وهو نهاية كل إنسان، وبعد الموت لا ينتهي كل شيء، بل تبدأ حياة أخرى، حياة الآخرة، وهي الحياة الأبدية التي لا تفنى.

1- أدلة البعث من القرآن الكريم:

وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على البعث بعد الموت، منها قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغْرُرْكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ” (لقمان: الآية 33)، وقوله تعالى: “وَإِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ” (الحج: الآية 7)، وقوله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُونَ” (آل عمران: الآية 169).

2- أدلة البعث من السنة النبوية:

وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على البعث بعد الموت، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تبارك وتعالى يبعث الخلائق يوم القيامة حفاة عراة غرلاً”، وفي رواية أخرى لهما أنه قال: “إن الله تبارك وتعالى يبعث الناس يوم القيامة على صورهم الأولى”، ومنها ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مات على شيء بعث عليه”.

3- أدلة البعث من العقل:

هناك العديد من الأدلة العقلية التي تدل على البعث بعد الموت، منها أن الله تعالى خلق الإنسان لغاية عظيمة وهي عبادته، والإنسان لا يمكنه أن يعبد الله حق عبادته في هذه الحياة الدنيا، لأن هذه الحياة قصيرة ومليئة بالفتن والمشاغل، لذا لابد أن تكون هناك حياة أخرى يخلد فيها الإنسان لعبادة الله تعالى، ومنها أن الله تعالى عادل، وهو لا يظلم أحداً، وفي هذه الحياة الدنيا يظلم الكثير من الناس، لذا لابد أن تكون هناك حياة أخرى ينال فيها المظلوم حقه، ومنها أن الإنسان لديه فطرة تؤمن بالبعث بعد الموت، وهذه الفطرة موجودة في جميع البشر، وهذا يدل على أن البعث بعد الموت هو حقيقة واقعة.

4- نعيم الجنة:

أعد الله تعالى للمؤمنين المتقين نعيم الجنة، وهو نعيم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومن نعيم الجنة: الخلود فيها، فلا يموت فيها أحد، والسلامة من كل آفة، فلا مرض فيها ولا حزن ولا غم، والنعيم المقيم، فلا ينقطع ولا ينقص، والأكل والشرب والملبس والزينة، والزواج، والحور العين، والولدان المخلدون، وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى.

5- عذاب النار:

أعد الله تعالى للكافرين الفجار عذاب النار، وهو عذاب شديد لا مثيل له، ومن عذاب النار: الخلود فيها، فلا يخرج منها أحد، والحر الشديد، والعطش الشديد، والجوع الشديد، والظلمة الشديدة، والوحدة الشديدة، والحشرات السامة، والعقارب والحيات، والضرب الشديد، وغير ذلك من العذاب الذي لا يعد ولا يحصى.

6- علامات البعث:

هناك العديد من العلامات التي تدل على قرب البعث بعد الموت، منها خروج الدابة من الأرض، وخروج يأجوج ومأجوج، ودخان يملأ الأرض، وخسف القمر، وانشقاق الشمس، ونزول عيسى عليه السلام إلى الأرض، وغير ذلك من العلامات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية.

7- الاستعداد للبعث:

ينبغي على كل مسلم أن يستعد للبعث بعد الموت، وأن يعمل الصالحات في هذه الحياة الدنيا، فإن العمل الصالح هو زاد الآخرة، ومن الأعمال الصالحة: الإيمان بالله تعالى وبرسله وكتبه واليوم الآخر، والصلاة والزكاة والصيام والحج، والبر بالوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي أمرنا الله تعالى بها.

الخاتمة:

أيها المسلمون، إن الإيمان بالبعث بعد الموت هو من أركان الإيمان الستة، وهو من الأمور التي يجب على كل مسلم أن يؤمن بها ويدرك أهميتها، فالموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة، وهو نهاية كل إنسان، وبعد الموت لا ينتهي كل شيء، بل تبدأ حياة أخرى، حياة الآخرة، وهي الحياة الأبدية التي لا تفنى، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يصدقون بالبعث بعد الموت، وأن يجعلنا من أهل الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أضف تعليق