خطبة عن التسامح قبل رمضان

خطبة عن التسامح قبل رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام هو التسامح، وهو خلق عظيم ينبغي أن يتحلى به كل مسلم ومسلمة، لما له من أثر كبير في إصلاح ذات البين وزرع المحبة والوئام في المجتمع.

والتسامح هو تجاوز عن الإساءة والخطأ، وعدم ملاحقة المسيء والانتقام منه، بل العفو عنه والصفح له. وهو خلق يتطلب من صاحبه قوة الشخصية وعلو الهمة وعزة النفس، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

والتسامح من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، فقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” [مسلم].

أولاً: فضل التسامح في الإسلام

1. التسامح من صفات المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير” [مسلم]. فالمؤمن القوي هو الذي يتحمل الأذى ويتسامح مع المسيئين له.

2. التسامح سبب لدخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تعطروا للناس، وصلوا لله ربكم، وأدخلو الجنة بسلام” [أحمد]. وفي رواية أخرى: “إذا تحاببتما فتصافحا، فإن التصافح ينفي الغل” [ابن ماجه].

3. التسامح سبب لزيادة المحبة والألفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حرمت الجنة على كل هتَّاك فاحش” [مسلم]. فالهتاك هو الذي يكشف عورات الناس ويؤذيهم بلسانه، وهو من أسباب قطع الرحم والنزاع بين الناس.

ثانيًا: أسباب التسامح

1. حب الخير للغير: المتسامح هو الذي يحب الخير للغير، فلا يحب أن يرى أحداً يتأذى، ويسعى دائماً إلى إصلاح ذات البين ونشر المحبة والوئام.

2. الإيمان بالله تعالى: المؤمن بالله يعلم أن الله غفور رحيم، وأن التسامح من صفات المؤمنين، لذلك يسعى إلى التسامح مع المسيئين له حتى ينال رضا الله تعالى.

3. العفو عن الناس: العفو عن الناس من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهو خلق يتطلب من صاحبه قوة الشخصية وعلو الهمة، فالمعفو هو الذي لا يحمل ضغينة في قلبه على أحد، ولا يسعى للانتقام منه.

ثالثًا: فوائد التسامح

1. صلاح ذات البين: التسامح هو السبيل الوحيد لإصلاح ذات البين ونشر المحبة والوئام في المجتمع، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

2. جلب المحبة والألفة: التسامح يجلب المحبة والألفة بين الناس، فالمتساهل محبوب من الجميع، أما المتسامح فمحبوب من الجميع ومحبوب من الله تعالى.

3. السلامة من شرور الناس: التسامح يسلم صاحبه من شرور الناس، فالمتساهل لا يتعرض لأذى من أحد، أما المتسامح فيتجنب أذى الناس جميعًا.

رابعًا: كيفية التسامح

1. إخراج الحقد من القلب: أول خطوة في التسامح هي إخراج الحقد من القلب، فلا يجوز للمسلم أن يحمل في قلبه ضغينة أو كراهية لأحد، بل يجب أن يسعى إلى إخراج هذه المشاعر السلبية من قلبه.

2. التغاضي عن الإساءة: الخطوة الثانية في التسامح هي التغاضي عن الإساءة، أي عدم الالتفات إليها وعدم الرد عليها، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

3. العفو والصفح: الخطوة الثالثة في التسامح هي العفو والصفح، أي إسقاط العقوبة عن المسيء والتنازل عن حقه في الاقتصاص منه، والعفو والصفح من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام.

خامسًا: صور التسامح في الإسلام

1. عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة: عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً، لم ينتقم من أهلها الذين آذوه وأخرجوه منها، بل عفا عنهم جميعًا وقال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء” [البخاري].

2. عفو أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أهل الردة: عندما ارتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قاد أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيش المسلمين لقتالهم، وعندما انتصر عليهم عفا عنهم جميعًا ولم ينتقم منهم.

3. عفو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن الحجاج بن يوسف الثقفي: عندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، عفا عن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان واليًا على العراق واشتهر بقسوته وظلمه، وقال له: “إني قد عفوت عنك، فاذهب حيث شئت”.

سادسًا: التسامح في الحياة اليومية

1. التسامح بين الزوجين: التسامح من أهم أسس الحياة الزوجية الناجحة، ف الزوجان يختلفان ويتشاجران كثيراً، والتسامح هو السبيل الوحيد لاستمرار الحياة الزوجية ونجاحها.

2. التسامح بين الأهل والأقارب: التسامح من أهم أسس صلة الرحم، فالأهل والأقارب يتخالفون ويتشاجرون كثيراً، والتسامح هو السبيل الوحيد لاستمرار صلة الرحم ونجاحها.

3. التسامح بين الأصدقاء: التسامح من أهم أسس الصداقة الحقيقية، فالأصدقاء يتخالفون ويتشاجرون كثيراً، والتسامح هو السبيل الوحيد لاستمرار الصداقة ونجاحها.

سابعًا: التسامح في المجتمع

1. التسامح الديني: التسامح الديني هو احترام عقائد ومعتقدات الآخرين، وعدم التعرض لهم بسبب اختلافهم عنا، والتسامح الديني من أهم أسس التعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة.

2. التسامح الثقافي: التسامح الثقافي هو احترام ثقافة الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم، وعدم التعرض لهم بسبب اختلافهم عنا، والتسامح الثقافي من أهم أسس التعايش السلمي بين أتباع الثقافات المختلفة.

3. التسامح السياسي: التسامح السياسي هو احترام آراء الآخرين السياسية ووجهات نظرهم، وعدم التعرض لهم بسبب اختلافهم عنا، والتسامح السياسي من أهم أسس الديمقراطية والتعددية السياسية.

خاتمة

التسامح من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهو خلق يتطلب من صاحبه قوة الشخصية وعلو الهمة وعزة النفس، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

والتسامح من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهو خلق يتطلب من صاحبه قوة الشخصية وعلو الهمة وعزة النفس، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

والتسامح من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهو خلق يتطلب من صاحبه قوة الشخصية وعلو الهمة وعزة النفس، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

والتسامح من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهو خلق يتطلب من صاحبه قوة الشخصية وعلو الهمة وعزة النفس، فالمتساهل لا يبالي بالإساءة ولا يعبأ بها، أما المتسامح فيتسامى عليها ويعلو عليها.

أضف تعليق