خطبة عن التضحية

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن التضحية من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى خالقه، وهي بذل شيء محبوب في سبيل الله تعالى، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتضحية في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].

فضل التضحية:

1. التضحية من أسباب مغفرة الذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يضحي إلا هراق الله بكل قطرة من دمها خطيئة” [رواه الترمذي].

2. التضحية من أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يضحي إلا دخل الجنة بقرنيه وجلده وشعره” [رواه أحمد].

3. التضحية من أسباب زيادة الرزق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ضحى في يوم الأضحى زاد الله في رزقه في الدنيا والآخرة” [رواه ابن ماجه].

أنواع التضحية:

1. التضحية بالمال: وهي بذل الأموال في سبيل الله تعالى، مثل: الصدقات، والزكاة، والكفارات، والهبات.

2. التضحية بالنفس: وهي بذل النفس في سبيل الله تعالى، مثل: الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن الدين، والاستشهاد في سبيل الله.

3. التضحية بالوقت: وهي بذل الوقت في سبيل الله تعالى، مثل: أداء العبادات، والذكر، والدعوة إلى الله تعالى.

4. التضحية بالجهد: وهي بذل الجهد في سبيل الله تعالى، مثل: العمل الصالح، ومساعدة المحتاجين، وإعمار الأرض.

شروط التضحية:

1. أن تكون التضحية خالصة لله تعالى، أي لا تكون رياءً ولا سمعة، ولا طلباً للمال أو الجاه أو المنصب.

2. أن تكون التضحية مشروعة، أي أن تكون موافقة لأحكام الشريعة الإسلامية.

3. أن تكون التضحية مقدوراً عليها، أي أن لا تكون فوق طاقة الشخص.

آداب التضحية:

1. الإخلاص لله تعالى: أي أن تكون التضحية خالصة لله تعالى، لا لغيره.

2. التقرب إلى الله تعالى: أي أن تكون التضحية بقصد التقرب إلى الله تعالى ونيل رضاه.

3. الفرح والسرور: أي أن يفرح ويسر بالتضحية التي يقدمها لله تعالى.

4. الشكر لله تعالى: أي أن يشكر الله تعالى على التوفيق للتضحية، وعلى ما يترتب عليها من أجر وثواب.

التضحية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:

1. كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي كل عام، وكان يحرص على اختيار أفضل الأنعام للتضحية بها.

2. كان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين والأقارب والأصدقاء.

3. كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل من لحم الأضحية ويطعم أهله ويدخر منه لوقت لاحق.

التضحية في حياة الصحابة رضوان الله عليهم:

1. كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على التضحية كل عام، وكانوا يختارون أفضل الأنعام للتضحية بها.

2. كان الصحابة رضوان الله عليهم يوزعون لحم الأضحية على الفقراء والمساكين والأقارب والأصدقاء.

3. كان الصحابة رضوان الله عليهم يأكلون من لحم الأضحية ويطعمون أهلهم ويدخرون منه لوقت لاحق.

الخاتمة:

التضحية من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى خالقه، وهي بذل شيء محبوب في سبيل الله تعالى، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتضحية في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال في التضحية، فقد ضحى بنفسه وأهله وماله في سبيل الله تعالى، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا للتضحية في سبيله، وأن يجعل تضحيتنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يتقبلها منا بقبول حسن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.