خطبة عن التمائم

خطبة عن التمائم

خطبة عن التمائم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهداه إلى سواء السبيل، وأرسل إليه الرسل مبشرين ومنذرين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مفهوم التمائم:

التميمة هي كل شيء يُعَلَّق على بدن الإنسان أو حيوان أو نبات، يُعتقد أنه يمنع عنهم الشر ويجلب النفع، وقد تكون التمائم مصنوعة من مواد مختلفة كالحديد والنحاس والفضة والذهب، أو من مواد طبيعية كالقرن والعظام والجلود، وقد تكون مكتوبًا عليها طلاسم وأسرار وأدعية وأسماء الله الحسنى، ومن أشهر أنواع التمائم:

– الأحجبة: وهي قطع من القماش أو الورق كُتب عليها أدعية وأسماء الله الحسنى والآيات القرآنية والأذكار، وتُعلَّق على الرقبة أو الذراع أو الساق.

– التعويذات: وهي كلمات أو جمل تُقال أو تُكتب على ورق وتُعلق على الجسم، يُعتقد أنها تحمي من الشرور والأمراض.

– الدلايات: وهي قطع من المعدن أو الحجر يُعتقد أنها تجلب الحظ وتدفع البلاء.

– الخواتم: وهي حلقات تُلبس في الأصابع، يُعتقد أنها تحمي من الأمراض وتجلب الرزق.

ثانيًا: حكم التمائم في الإسلام:

وقد اختلف العلماء في حكم التمائم إلى ثلاثة أقسام:

1. من أجازها مطلقًا، ومنهم من منعها مطلقًا، ومنهم من أجازها بشرط خلوها من الشرك.

2. ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم التمائم مطلقًا، واستدلوا على ذلك بالأدلة الشرعية التالية:

– قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].

– قوله صلى الله عليه وسلم: “من علق تميمة فقد أشرك”.

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تعلق تميمة فقد كفر بما أنزل على محمد”.

3. ذهب بعض العلماء إلى جواز التمائم بشرط خلوها من الشرك، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تعلق على رقبة النبي صلى الله عليه وسلم تميمة من العُوذة.

– قوله صلى الله عليه وسلم: “لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك”.

ثالثًا: أضرار التمائم:

للتمئم أضرار مادية ومعنوية كثيرة، منها:

1. إنفاق الأموال في غير وجهها: فمن يعلق التمائم يدفع ثمنها، وهذا المال يمكن أن يُنفق في وجوه خير أخرى.

2. إشاعة الخرافات والبدع: فمن يعلق التمائم يعتقد أن لها تأثيرًا خارقًا للعادة، وهذا اعتقاد خاطئ يُخالف العقيدة الإسلامية.

3. تعزيز الشعور بالخوف والقلق: فمن يعلق التمائم يعتقد أنه معرض للإصابة بالأمراض والشرور، وهذا الشعور يُسبب له خوفًا وقلقًا دائمًا.

4. إضعاف الثقة بالله تعالى: فمن يعلق التمائم يعتقد أن التمائم هي التي تحميه من الشرور، وهذا يُضعف ثقته بالله تعالى.

رابعًا: البدائل الشرعية للتمائم:

هناك العديد من البدائل الشرعية للتمائم، منها:

1. الرقية الشرعية: وهي قراءة آيات قرآنية وأذكار وأدعية على المريض، يُعتقد أنها تُشفيه من مرضه وتحميه من الشرور.

2. التوكل على الله تعالى: فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وهو القادر على حمايته من الشرور، ومن يتوكل عليه يضمن حفظه ورعايته.

3. الإيمان بالقدر: فكل شيء في هذه الحياة مقدر ومكتوب، ومن يؤمن بالقدر يرضى بقضاء الله تعالى وقدره.

4. اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: ومن ذلك اتباعه في لبس الخواتم والأحجبة التي لا تحتوي على شرك.

خامسًا: موقف الإسلام من الرقية:

الرقية الشرعية هي قراءة آيات قرآنية وأذكار وأدعية على المريض، يُعتقد أنها تُشفيه من مرضه وتحميه من الشرور، وقد شرع الإسلام الرقية بشرط خلوها من الشرك، ومن أنواع الرقية المباحة:

– الرقية بالقرآن الكريم: وهي قراءة آيات قرآنية على المريض، يُعتقد أنها تُشفيه من مرضه وتحميه من الشرور.

– الرقية بالأدعية والأذكار: وهي قراءة الأدعية والأذكار الواردة في السنة النبوية، يُعتقد أنها تُشفيه من مرضه وتح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *