خطبة عن التهاون بالذنوب

خطبة عن التهاون بالذنوب

الخطبة: التهاون بالذنوب

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً، وهداه إلى سواء السبيل، وأرسل له الرسل مبشرين ومنذرين، ليكون ذلك رحمة للعباد، ولينذر من تولى واستكبر، ومن أعظم ما أنعم الله به على الإنسان العقل الذي به يميز بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ، وبين الحلال والحرام، ولكن الإنسان قد يضل بسبب هواه، وقد تغلبه الشهوات فيميل إلى ارتكاب الذنوب، وقد يتهاون بها فيظن أنها صغيرة لا تضره، ولا يعلم أن التهاون بالذنوب من أخطر الأمور وأعظمها ضرراً على الفرد والمجتمع.

أولاً: تعريف التهاون بالذنوب:

التهاون بالذنوب هو الاستهانة بها وعدم الاهتمام بتجنبها، وعدم الخوف من عقاب الله عليها، وقد يصل الأمر ببعض الناس إلى الاستهزاء بالذنوب والسخرية من مرتكبيها، وهذا من أخطر الأمور التي قد تؤدي إلى الكفر والعياذ بالله.

ثانياً: أسباب التهاون بالذنوب:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاون بالذنوب، ومن أهمها:

1. ضعف الإيمان بالله تعالى وبعقابه على الذنوب.

2. الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية وبالحلال والحرام.

3. حب الدنيا والحرص عليها، والانشغال بها عن طاعة الله تعالى.

4. اتباع الشهوات والهوى، وعدم القدرة على مقاومتها.

5. سوء الصحبة، ومجالسة أهل الفسق والفجور.

6. اليأس من رحمة الله تعالى، والإحساس بأن الذنوب قد كثرت ولا يمكن التخلص منها.

7. عدم الخوف من عقاب الله تعالى، والاعتقاد بأن الله غفور رحيم سيغفر الذنوب مهما عظمت.

ثالثاً: آثار التهاون بالذنوب:

إن التهاون بالذنوب له آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، ومن أهمها:

1. غضب الله تعالى وسخطه على العبد، وحرمانه من رحمته.

2. ابتلاء العبد بالمصائب والشدائد، والابتلاءات الدنيوية.

3. قسوة القلب، وفقدان الإحساس بالخطيئة.

4. ضعف الإيمان، والوقوع في الكفر والعياذ بالله.

5. نشر الفساد في الأرض، وانتشار الجرائم والآثام.

6. تدمير الأخلاق والقيم، وانهيار المجتمعات.

7. عذاب شديد في الآخرة، وبئس المصير.

رابعاً: خطورة التهاون بالذنوب:

إن التهاون بالذنوب من أخطر الأمور التي قد يقع فيها الإنسان، وذلك للأسباب التالية:

1. أن الذنوب مهما صغرت فهي معصية لله تعالى، وعقوبتها شديدة في الآخرة.

2. أن التهاون بالذنوب يجر إلى ارتكاب ذنوب أخرى أكبر وأعظم.

3. أن التهاون بالذنوب يجعل العبد عرضة لوساوس الشيطان، وإغوائه إلى ارتكاب المزيد من الذنوب.

4. أن التهاون بالذنوب يضعف الإيمان، ويجعل العبد عرضة للشكوك والضلالات.

5. أن التهاون بالذنوب يجعل العبد في حالة من اليأس والإحباط، وفقدان الأمل في رحمة الله تعالى.

خامساً: التوبة من الذنوب:

إذا وقع العبد في التهاون بالذنوب، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويتخلص من هذه الذنوب، والتوبة من الذنوب واجبة على كل مسلم، وهي شرط من شروط غفران الذنوب، والتوبة لها شروط منها:

1. الندم على الذنب الذي ارتكبه العبد.

2. الإقلاع عن الذنب والتوقف عن فعله.

3. العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

4. رد المظالم إلى أهلها، إذا كان الذنب متعلقاً بحقوق الناس.

5. الإكثار من الاستغفار والدعاء إلى الله تعالى بأن يغفر الذنب.

سادساً: الوقاية من التهاون بالذنوب:

هناك العديد من الأمور التي تساعد العبد على الوقاية من التهاون بالذنوب، ومن أهمها:

1. تقوية الإيمان بالله تعالى وبعقابه على الذنوب.

2. تعلم أحكام الشريعة الإسلامية ومعرفة الحلال والحرام.

3. الابتعاد عن الشهوات والهوى، ومقاومة النفس عن ارتكاب الذنوب.

4. اختيار الصحبة الصالحة، ومجالسة أهل الفضل والخير.

5. الإكثار من ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم.

6. الدعاء إلى الله تعالى بأن يحفظ العبد من التهاون بالذنوب.

7. مراقبة النفس ومحاسبتها على الذنوب التي ترتكبها.

سابعاً: الخاتمة:

إن التهاون بالذنوب من أخطر الأمور التي قد يقع فيها الإنسان، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ولذلك يجب على المسلم أن يحذر من التهاون بالذنوب، وأن يتوب إلى الله تعالى من الذنوب التي ارتكبها، وأن يتخذ الإجراءات اللازمة للوقاية من التهاون بالذنوب، نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يتوب علينا، إنه سميع مجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *