خطبة عن الحياة الطيبة

خطبة عن الحياة الطيبة

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وبيده ملكوت كل شيء، وهو على كل شيء قدير، الذي جعل الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، وجعل الحياة الآخرة دار جزاء وثواب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

المقدمة:

أيها الإخوة المؤمنون، إن الحياة الدنيا دارٌ زائلةٌ لا دوامَ فيها ولا بقاء، فهي كالظل الزائل والريح العاصف، كما قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد:20].

شروط الحياة الطيبة:

1. الرضا بالقضاء والقدر:

فالحياة الطيبة لا تكون إلا برضا الإنسان بما قسمه الله له من خير وشر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رضي عن الله تعالى رضي الله عنه، ومن سخط على الله تعالى سخط الله عليه”.

2. التوكل على الله:

والثقة به في جميع أمور الحياة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا”.

3. الصبر والتحمل:

فالحياة الطيبة لا تكون إلا بالصبر على ما فيها من مشاق ومتاعب، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”.

4. الشكر لله على نعمه:

فالشكر لله على نعمه يزيدها ويبارك فيها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شكر القليل، شُكر له الكثير”.

5. الرضا بقضاء الله تعالى وقدره:

فالمؤمن يعلم أن كل ما يصيبه في هذه الدنيا هو بقضاء الله وقدره، فهو راضٍ بقضاء الله وقدره، ولا يتسخط ولا يتذمر.

6. الصبر على الشدائد والابتلاءات:

فالمؤمن يعلم أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الشدائد والابتلاءات التي تصيبه هي من أجل أن يمتحن صبره وإيمانه، فهو يصبر على الشدائد والابتلاءات ولا يجزع ولا يقنط.

7. التوكل على الله في جميع الأمور:

فالمؤمن يعلم أن الله تعالى هو الرزاق وهو المتصرف في كل شيء، فهو يتوكل على الله في جميع أموره ويستعين به ولا يعجز.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وهدانا إلى صراطه المستقيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

ثمار الحياة الطيبة:

1. الطمأنينة والسكينة:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة يعيش في طمأنينة وراحة بال، وذلك لأنه مطمئن إلى أن الله تعالى راضٍ عنه، وأن الله تعالى معه في كل أحواله.

2. السعادة والفرح:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة يعيش في سعادة وسرور، وذلك لأنه يشعر بمحبة الله تعالى له، وبقرب الله تعالى منه.

3. النجاح والتوفيق:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة ينجح في حياته الدنيوية والآخروية، وذلك لأن الله تعالى يوفقه في جميع أموره.

4. البركة في الرزق:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة يبارك الله تعالى في رزقه، وذلك لأنه شكر الله تعالى على نعمه.

5. المحبة والاحترام:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة يكون محبوبًا ومحترمًا من الناس، وذلك لأن الناس يحبون من يحب الله تعالى.

6. الدعاء المستجاب:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة تكون دعوته مستجابة، وذلك لأن الله تعالى يحب من يحب الله تعالى.

7. الشفاعة يوم القيامة:

فالمؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة يشفع له الحبيب المصطفى يوم القيامة، وذلك لأن الله تعالى يحب من يحب الله تعالى.

الخاتمة:

أيها الإخوة المؤمنون، إن الحياة الطيبة هي حياة الإيمان والطاعة، وهي حياة الصبر والرضا، وهي حياة الشكر والتوكل، وهي حياة السعادة والفرح، وهي حياة النجاح والتوفيق، وهي حياة البركة في الرزق، وهي حياة المحبة والاحترام، وهي حياة الدعاء المستجاب، وهي حياة الشفاعة يوم القيامة، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أضف تعليق