خطبة عن الرجاء

خطبة عن الرجاء

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الرجاء هو مفتاح السعادة، ودافع الأمل، وهو الذي يجعل الحياة جديرة بالعيش، فمن كان عنده رجاء، عاش سعيدا، وأما من فقد الرجاء، عاش حزينا كئيبا، والرجاء هو الذي يدفع الإنسان إلى العمل والسعي، فإن من لا يرجو شيئا، لا يعمل من أجله، والرجاء هو الذي يجعل الإنسان يصبر على المصائب والشدائد، فإن من يرجو أن يفرج الله كربه، يصبر على المصائب، ولا ييأس من رحمة الله.

فضل الرجاء:

للرجاء فضل كبير في الإسلام، فقد حثنا الله تعالى على التوكل عليه، والرجاء في رحمته، قال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، وقال تعالى: “وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”.

وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الرجاء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرجاء نصف العبادة”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يرد دعائهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

أسباب الرجاء:

هناك أسباب كثيرة تدفع الإنسان إلى الرجاء، ومنها:

– الإيمان بالله تعالى: فمن آمن بالله تعالى، علم أن الله قادر على كل شيء، وأنه لا يعجزه شيء، وأنه رحيم بعباده، يغفر الذنوب، ويقبل التوبة، وهذا يبعث في نفس المؤمن الرجاء.

– التوكل على الله تعالى: فمن توكل على الله تعالى، فوض أمره إليه، واعتمد عليه، وهذا يبعث في نفس الإنسان الرجاء.

– الإحسان إلى الآخرين: فمن أحسن إلى الآخرين، كان له عند الله ثواب عظيم، وهذا يبعث في نفس الإنسان الرجاء.

ثمرات الرجاء:

للرجاء ثمرات كثيرة، منها:

– السعادة: فمن كان عنده رجاء، عاش سعيدا، وأما من فقد الرجاء، عاش حزينا كئيبا.

– النجاح: فمن كان عنده رجاء، كان أكثر حرصا على العمل والسعي، وهذا يزيد من فرص نجاحه.

– الصبر: فمن يرجو أن يفرج الله كربه، يصبر على المصائب، ولا ييأس من رحمة الله.

الرجاء في القرآن الكريم:

ورد ذكر الرجاء في القرآن الكريم في كثير من الآيات، منها:

– قوله تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، وهذا يعني أن من توكل على الله تعالى، كفاه الله تعالى ما همه.

– قوله تعالى: “وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”، وهذا يعني أن علينا ألا نيأس من رحمة الله تعالى، فإن الله تعالى لا ييأس من عباده أبدا.

– قوله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا”، وهذا يعني أن علينا أن نرجو لله تعالى وقارا، أي أن نتعظ بقدرته تعالى، ونعلم أنه قادر على كل شيء.

الرجاء في السنة النبوية:

ورد ذكر الرجاء في السنة النبوية في كثير من الأحاديث، منها:

– قوله صلى الله عليه وسلم: “الرجاء نصف العبادة”، وهذا يعني أن الرجاء عبادة عظيمة، وأن من رجا الله تعالى فقد عبد الله تعالى.

– قوله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يرد دعائهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”، وهذا يعني أن علينا أن نكثر من الدعاء، وأن نرجو الله تعالى أن يستجيب لدعائنا.

– قوله صلى الله عليه وسلم: “من أتى الله بقلب سليم، كان له ما تمنى من الجنة”، وهذا يعني أن من جاء الله تعالى بقلب سليم، أي بقلب خالص لله تعالى، كان له ما تمنى من الجنة.

الخاتمة:

الرجاء هو مفتاح السعادة، ودافع الأمل، وهو الذي يجعل الحياة جديرة بالعيش، فمن كان عنده رجاء، عاش سعيدا، وأما من فقد الرجاء، عاش حزينا كئيبا، والرجاء هو الذي يدفع الإنسان إلى العمل والسعي، فإن من لا يرجو شيئا، لا يعمل من أجله، والرجاء هو الذي يجعل الإنسان يصبر على المصائب والشدائد، فإن من يرجو أن يفرج الله كربه، يصبر على المصائب، ولا ييأس من رحمة الله.

أضف تعليق