خطبة عن الظلم للشيخ محمد العريفي مكتوبة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الظلم من أبشع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها الإنسان في حق أخيه الإنسان، وهو من أكثر الذنوب التي حرمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حذرنا الله تعالى من الظلم في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: {وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.

أولاً: تعريف الظلم

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، أو هو التعدي على حق الغير أو الاعتداء عليه، وهو من الأفعال القبيحة التي نهى عنها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حذرنا الله تعالى من الظلم في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: {وَلا تَظْلِمُوا وَلَا تُظْلَمُونَ}.

ثانيًا: أقسام الظلم

ينقسم الظلم إلى قسمين:

1- الظلم العمدي: وهو الظلم الذي يقصد صاحبه إيذاء الغير والتعدي عليه، وهذا النوع من الظلم هو أقبح أنواع الظلم وأكثرها إثماً.

2- الظلم غير العمدي: وهو الظلم الذي يرتكبه صاحبه دون قصد إيذاء الغير، وقد يكون هذا النوع من الظلم ناتجاً عن الإهمال أو التقصير، أو عن عدم العلم بحقوق الغير.

ثالثًا: صور الظلم

يتجلى الظلم في صور عديدة، منها:

1- الظلم في الحقوق المالية: مثل الاعتداء على أموال الغير أو الاستيلاء عليها دون وجه حق، أو عدم رد الأمانات إلى أصحابها، أو عدم الوفاء بالديون.

2- الظلم في الحقوق الجسدية: مثل الاعتداء على الجسد بالضرب والإيذاء، أو القتل، أو الحبس دون وجه حق.

3- الظلم في الحقوق المعنوية: مثل التشهير بالغير أو إهانته أو التقليل من شأنه، أو حرمانه من حقوقه الأساسية كالحرية والعدالة والمساواة.

رابعًا: آثار الظلم

للظلم آثار سلبية عديدة على الفرد والمجتمع، منها:

1- انتشار الحقد والكراهية بين الناس.

2- زعزعة الأمن والاستقرار في المجتمع.

3- إضعاف الثقة بين الناس وبين حكامهم.

4- هجرة العقول والكفاءات من المجتمعات التي ينتشر فيها الظلم.

5- تراجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات التي ينتشر فيها الظلم.

خامسًا: أسباب الظلم

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الظلم في المجتمعات، منها:

1- الجهل: فالجاهل بحقوق الغير وبحرمة الظلم قد يرتكب الظلم دون أن يدري.

2- الطمع: فطمع الإنسان في مال الغير أو في منصبه أو في سلطته قد يدفعه إلى ارتكاب الظلم.

3- الحسد: فحسد الإنسان لأخيه الإنسان على ما آتاه الله من نعمة قد يدفعه إلى ارتكاب الظلم في حقه.

4- الكبر: فكبر الإنسان وتعاليه على الغير قد يدفعه إلى ارتكاب الظلم في حقهم.

5- حب السلطة: فحب السلطة والرغبة في السيطرة على الآخرين قد يدفع الحاكم إلى ارتكاب الظلم في حق شعبه.

سادسًا: حكم الظلم في الإسلام

لقد حرم الإسلام الظلم وحذر منه في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن ذلك:

1- قال الله تعالى: {وَلا تَظْلِمُوا وَلَا تُظْلَمُونَ}.

2- وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.

3- وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين”.

سابعًا: علاج الظلم

هناك العديد من الطرق التي يمكن بها علاج الظلم في المجتمعات، منها:

1- نشر الوعي بحرمة الظلم وبآثاره السلبية على الفرد والمجتمع.

2- تفعيل القوانين التي تجرم الظلم وتفرض العقوبات على مرتكبيه.

3- توعية الناس بحقوقهم وحثهم على المطالبة بها والدفاع عنها.

4- توعية الناس بواجباتهم تجاه الآخرين وحثهم على أدائها على أكمل وجه.

5- تعزيز دور المؤسسات الحقوقية والمدنية في المجتمعات ودعمها في جهودها لمكافحة الظلم.

الخاتمة

وفي الختام، فإن الظلم من أبشع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها الإنسان في حق أخيه الإنسان، وهو من أكثر الذنوب التي حرمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حذرنا الله تعالى من الظلم في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وللظلم آثار سلبية عديدة على الفرد والمجتمع، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الظلم في المجتمعات، وقد حرم الإسلام الظلم وحذر منه في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وهناك العديد من الطرق التي يمكن بها علاج الظلم في المجتمعات.