خطبة عن القيل والقال

خطبة عن القيل والقال

خطبة عن القيل والقال:

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين. وبعد: أيها الإخوة والأخوات، في هذه الخطبة نسلط الضوء على موضوع القيل والقال، الذي انتشر بين الناس مثل النار في الهشيم، وأصبح من أكثر الأمراض الاجتماعية شيوعًا، فللأسف أصبح من السهل على الناس أن ينطقوا بألسنتهم بأي شيء دون مراعاة للعواقب أو التفكير في الضرر الذي قد يلحقه كلامهم بالآخرين.

أولاً: تعريف القيل والقال:

القيل والقال هو الحديث عن الآخرين في غيبتهم، سواء كان هذا الحديث سلبيًا أو إيجابيًا، فكلاهما يعتبر قيلًا وقالًا، ومن الممكن أن يكون القيل والقال مجرد كلام عابر أو مجرد شائعة، ولكن من الممكن أيضًا أن يكون افتراءً أو كذبًا، والأخطر من ذلك كله أن القيل والقال يمكن أن يكون تحريضًا على الكراهية والعنف.

ثانيًا: أسباب شيوع القيل والقال:

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار القيل والقال بين الناس، ومن أهم هذه الأسباب:

1. الفراغ: حيث أن الشخص الذي لا يجد ما يملأ به وقته يلجأ إلى القيل والقال، لأنه يرى أنها طريقة للتسلية والترفيه.

2. الحقد والحسد: فإن بعض الناس يحسدون الآخرين على ما يتمتعون به من نعم، فيلجأون إلى القيل والقال عنهم، في محاولة لإلحاق الأذى بهم.

3. حب الظهور: فبعض الناس يحبون أن يكونوا مركز الاهتمام، فيلجأون إلى القيل والقال عن الآخرين لجذب الانتباه إليهم.

ثالثًا: أنواع القيل والقال:

هناك نوعان رئيسيان من القيل والقال:

1. القيل والقال الإيجابي: وهو الحديث عن الآخرين في غيبتهم بشكل إيجابي، وذلك من خلال مدحهم والثناء عليهم.

2. القيل والقال السلبي: وهو الحديث عن الآخرين في غيبتهم بشكل سلبي، وذلك من خلال انتقادهم وتشويه سمعتهم.

رابعًا: أضرار القيل والقال:

للأسف هناك الكثير من الآثار السلبية للقيل والقال، والتي منها:

1. إلحاق الضرر بسمعة الآخرين: حيث أن القيل والقال يمكن أن يؤدي إلى تشويه سمعة الآخرين وإلحاق الأذى بهم، ويترتب على ذلك فقدانهم لثقة الآخرين بهم.

2. إثارة الفتن والمشاكل: حيث أن القيل والقال يمكن أن يؤدي إلى إثارة الفتن والمشاكل بين الناس، وذلك من خلال نشر الشائعات والأكاذيب.

3. تدمير العلاقات الاجتماعية: ومن أخطر الآثار السلبية للقيل والقال أنه يمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية بين الناس، وذلك من خلال خلق جو من عدم الثقة والشك بينهم.

خامسًا: حكم القيل والقال في الإسلام:

لقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من القيل والقال، فقد ورد في الحديث الشريف: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”. كما أن القيل والقال يعتبر من الكبائر في الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قتات”.

سادسًا: كيفية تجنب القيل والقال:

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدنا على تجنب القيل والقال، ومن أهم هذه الطرق:

1. الابتعاد عن مجالس القيل والقال: فكما قال الشاعر: “وإذا رأيتَ نديمَ سوءٍ فاجتنبه..وابغِ نديمًا صالحَ الأخلاق”.

2. الانشغال بما ينفع: حيث أن الانشغال بما ينفع من شأنه أن يحمينا من الوقوع في القيل والقال.

3. التحلي بالأخلاق الحميدة: فالأخلاق الحميدة تحولنا عن القيل والقال، وتجعلنا ننظر إلى الآخرين نظرة إيجابية.

سابعًا: الخاتمة:

القيل والقال هو من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي انتشرت بين الناس، وللأسف لها العديد من الآثار السلبية على الأفراد والمجتمعات، ولقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من القيل والقال، لذلك علينا أن نبتعد عنه ونتجنبه، وأن نتحلى بالأخلاق الحميدة التي تحولنا عنه.

أضف تعليق