الخطبة : اغتنم خمسا قبل خمس
المقدمة:
الحمد لله الذي خلقنا وأحسن خلقنا، ورزقنا من الطيبات ما نقوى به على طاعته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير خلقه وخاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هدانا إلى اتباع سنته والاقتداء به في أقواله وأفعاله وأحواله، ومن وصاياه العظيمة ومواعظه الجليلة قوله: “اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.
اغتنم شبابك قبل هرمك:
الشباب هو زهرة العمر وقوته، وهو الوقت الذي يستطيع فيه الإنسان أن يفعل الكثير من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها في الدنيا والآخرة، فاغتنم يا أخي شبابك في طاعة الله تعالى واجتناب معاصيه، وادخر لنفسك ذخرا من الأعمال الصالحة التي تنفعك يوم القيامة.
اغتنم شبابك في طلب العلم النافع، وتعلم ما ينفعك في دينك ودنياك، فإن العلم زينة المؤمن، وبه يُنال الخير الكثير.
اغتنم شبابك في العمل الصالح، وأكثر من الطاعات والعبادات، فإن الله تعالى يحب المحسنين، ويجزيهم خير الجزاء.
اغتنم شبابك في الدعوة إلى الله تعالى، وبذل النصيحة لعباد الله، فإن الداعية إلى الله تعالى له أجر عظيم، وسيشفع لأقاربه وأصدقائه يوم القيامة.
اغتنم صحتك قبل سقمك:
الصحة هي أغلى ما يملك الإنسان، وهي رأس مال المرء في هذه الحياة، وبدنها يتمكن الإنسان من القيام بواجباته الدينية والدنيوية، فاحرص يا أخي على صحتك واغتنمها في عبادة الله تعالى وطاعته.
اغتنم صحتك في أداء العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن هذه العبادات من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.
اغتنم صحتك في فعل النوافل من العبادات كالصدقة والصلاة والصيام، فإن النوافل تقرب العبد إلى ربه وتكمل إيمانه.
اغتنم صحتك في الدعوة إلى الله تعالى وبذل النصيحة لعباد الله، فإن الداعية إلى الله تعالى له أجر عظيم، وسيشفع لأقاربه وأصدقائه يوم القيامة.
اغتنم غناك قبل فقرك:
الغنى من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، وهو سبب لراحة البال وسعة العيش، فاحرص يا أخي على الغنى واغتنمه في طاعة الله تعالى ومساعدة المحتاجين.
اغتنم غناك في أداء العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن هذه العبادات من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.
اغتنم غناك في فعل النوافل من العبادات كالصدقة والصلاة والصيام، فإن النوافل تقرب العبد إلى ربه وتكمل إيمانه.
اغتنم غناك في الدعوة إلى الله تعالى وبذل النصيحة لعباد الله، فإن الداعية إلى الله تعالى له أجر عظيم، وسيشفع لأقاربه وأصدقائه يوم القيامة.
اغتنم فراغك قبل شغلك:
الفراغ نعمة كبيرة، وهو فرصة سانحة للإنسان ليقوم بالكثير من الأعمال النافعة التي تعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة، فاحرص يا أخي على اغتنام فراغك والاستفادة منه فيما ينفعك.
اغتنم فراغك في طلب العلم النافع، وتعلم ما ينفعك في دينك ودنياك، فإن العلم زينة المؤمن، وبه يُنال الخير الكثير.
اغتنم فراغك في العمل الصالح، وأكثر من الطاعات والعبادات، فإن الله تعالى يحب المحسنين، ويجزيهم خير الجزاء.
اغتنم فراغك في الدعوة إلى الله تعالى، وبذل النصيحة لعباد الله، فإن الداعية إلى الله تعالى له أجر عظيم، وسيشفع لأقاربه وأصدقائه يوم القيامة.
اغتنم حياتك قبل موتك:
الحياة الدنيا دار اختبار وابتلاء، وهي فرصة قصيرة للإنسان ليعمل الصالحات ويتزود لآخرته، فاحرص يا أخي على اغتنام حياتك والاستفادة منها فيما ينفعك في الدنيا والآخرة.
اغتنم حياتك في أداء العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن هذه العبادات من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.
اغتنم حياتك في فعل النوافل من العبادات كالصدقة والصلاة والصيام، فإن النوافل تقرب العبد إلى ربه وتكمل إيمانه.
اغتنم حياتك في الدعوة إلى الله تعالى وبذل النصيحة لعباد الله، فإن الداعية إلى الله تعالى له أجر عظيم، وسيشفع لأقاربه وأصدقائه يوم القيامة.
الخاتمة:
عباد الله: اغتنموا الفرص الخمس قبل فوات الأوان، واذكروا أن الموت حق، وأنه سيأتي بغتة، فكونوا على استعداد دائم للقاء الله تعالى، وأكثروا من العمل الصالح والتوبة والإنابة إلى الله تعالى، نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، إنه سميع مجيب الدعاء.