خطبة عن صلاح الدين الايوبي

خطبة عن صلاح الدين الايوبي

الخطبة: صلاح الدين الأيوبي، بطل الإسلام والمسلمين

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فنحن اليوم مجتمعون لنحتفي بذكرى أحد أعظم أبطال الإسلام والمسلمين، صلاح الدين الأيوبي، الذي قاد المسلمين إلى النصر في معركة حطين، واستعاد القدس من الصليبيين.

نشأته وحياته المبكرة:

ولد صلاح الدين الأيوبي في تكريت بالعراق عام 1138م، وكان والده نجم الدين أيوب قائدًا عسكريًا بارزًا في خدمة السلطان نور الدين زنكي. وقد نشأ صلاح الدين في بيئة عسكرية، وتلقى تعليمًا شاملاً في العلوم الدينية والعسكرية. وفي عام 1169م، عُين صلاح الدين وزيرًا للخليفة العباسي في مصر، حيث أظهر مهاراته الإدارية والعسكرية الفائقة.

توحيد مصر والشام:

بعد وفاة الخليفة العباسي، تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر وأسس فيها الدولة الأيوبية. وقد عمل على توحيد مصر والشام تحت راية واحدة، حيث نجح في إخضاع العديد من الإمارات والإمارات الصغيرة التي كانت قائمة في تلك الفترة. كما نجح في صد هجمات الصليبيين على مصر، وأحبط مخططاتهم الرامية إلى غزوها.

معركة حطين:

في عام 1187م، قاد صلاح الدين الأيوبي المسلمين إلى معركة حطين الفاصلة ضد الصليبيين. وقد دارت المعركة في سهل حطين بالقرب من مدينة طبريا، وتمكن المسلمون من تحقيق نصر حاسم على الصليبيين، وقتلوا وجرحوا الآلاف منهم، كما أسر صلاح الدين ملك بيت المقدس بالدوين الرابع.

استعادة القدس:

بعد معركة حطين، توجه صلاح الدين الأيوبي إلى القدس وحاصرها، وتمكن من فتحها بعد حصار دام 14 يومًا. وقد دخل صلاح الدين القدس فاتحًا منتصرًا، وأعاد إليها المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد أن حولهما الصليبيون إلى كنائس.

وفاته وإرثه:

توفي صلاح الدين الأيوبي في دمشق عام 1193م، عن عمر يناهز 55 عامًا. وقد ترك وراءه إرثًا عسكريًا وسياسيًا عظيمًا، حيث نجح في توحيد مصر والشام، واستعاد القدس من الصليبيين. كما أنه كان قائدًا عسكريًا لامعًا، اشتهر بشجاعته وإستراتيجياته المبتكرة.

أخلاقه وشخصيته:

كان صلاح الدين الأيوبي معروفًا بأخلاقه الحميدة وشخصيته النبيلة. فقد كان كريمًا وعادلاً وحليمًا، كما كان متسامحًا مع أعدائه. وقد اشتهر صلاح الدين أيضًا بحبه للعلم والعلماء، وكان يجالسهم ويتعلم منهم.

ختام:

في ختام هذه الخطبة، نتذكر صلاح الدين الأيوبي كأحد أعظم أبطال الإسلام والمسلمين. لقد كان قائدًا عسكريًا وسياسيًا لامعًا، نجح في توحيد مصر والشام، واستعاد القدس من الصليبيين. كما كان صلاح الدين الأيوبي نموذجًا للأخلاق الحميدة والشخصية النبيلة. ونحن ندعو الله تعالى أن يتقبله في واسع رحمته، وأن يجعله من الفائزين في الآخرة.

أضف تعليق