خطب عن الثبات في زمن الفتن

No images found for خطب عن الثبات في زمن الفتن

خطبة عن الثبات في زمن الفتن

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها المسلمون، إننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن والمحن، وتعددت فيه التيارات والأحزاب، وتنازع الناس فيه على السلطة والمال والجاه، وأصبح الحق فيه غائباً والباطل منتشراً، فكيف لنا أن نثبت في زمن الفتن هذا؟ وكيف لنا أن نحفظ ديننا وعقيدتنا وأخلاقنا؟

أولاً: الثبات على الحق

الثبات على الحق هو أن نتمسك بالحق ولا نتخلى عنه مهما كانت الظروف والأحوال، وأن ندافع عنه بكل ما نملك من قوة، وأن نكون مستعدين للتضحية في سبيله، قال تعالى: “وَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا”، وقال تعالى: ” وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.

ثانياً: الثبات على العدل

الثبات على العدل هو أن نعطي كل ذي حق حقه، وأن لا نظلم أحداً، وأن نحكم بين الناس بالحق والعدل، وأن لا نميل مع أحد على حساب أحد، قال تعالى: “وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”، وقال تعالى: “وَلَا تَجْرِمُوا فَتَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.

ثالثاً: الثبات على الإحسان

الثبات على الإحسان هو أن نفعل الخير ونساعد الآخرين ونحسن إليهم، وأن نغفر لمن أساء إلينا، وأن نصل من قطعنا، وأن نعفو عمن ظلمنا، قال تعالى: “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، وقال تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ”، وقال تعالى: “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.

رابعاً: الثبات على الصبر

الثبات على الصبر هو أن نتحمل المشاق والصعوبات والابتلاءات التي تواجهنا في الحياة، وأن لا نيأس أو نقنط، وأن نستمر في السعي والعمل حتى نصل إلى ما نريد، قال تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، وقال تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

خامساً: الثبات على الدعاء

الثبات على الدعاء هو أن نكثر من الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نطلب منه العون والمساعدة، وأن نتوكل عليه في كل أمورنا، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”، وقال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، وقال تعالى: “وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ”.

سادساً: الثبات على الذكر

الثبات على الذكر هو أن نكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى، وأن نذكره في كل حال، وأن نجعله نصب أعيننا، قال تعالى: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ”، وقال تعالى: “وَلِذِكْرِ اللَّهِ أَكْبَرُ”، وقال تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.

سابعاً: الثبات على الاستغفار

الثبات على الاستغفار هو أن نكثر من الاستغفار إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نطلب منه المغفرة والرحمة، وأن نتوب إليه من ذنوبنا، قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”، وقال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

الخاتمة

عباد الله، إن الثبات في زمن الفتن هو مفتاح النجاة والفلاح، وهو السبيل إلى الفوز برضا الله عز وجل، فتمسكوا بالحق والعدل والإحسان، واصبروا على البلاء والابتلاءات، وادعوا الله سبحانه وتعالى وتوكلوا عليه، واذكروه كثيراً واستغفروه من ذنوبكم، فإن الله معنا ولن يتركنا وحدنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *