دعاء اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع

اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع .. مقال ديني شامل

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فإن من أعظم الأدعية وأجلّها دعاء اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع، وهو دعاء جامع شامل، يشتمل على خيري الدنيا والآخرة، وفيه من المناجاة والخشوع والذل والافتقار إلى الله ما لا يوجد في غيره من الأدعية، وقد ورد هذا الدعاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهو من الأدعية المأثورة.

فضل هذا الدعاء:

إن لهذا الدعاء فضلاً عظيمًا ومنزلةً رفيعةً عند الله تعالى، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع أعطاه الله عشر حسنات)، وفي رواية أخرى قال: (من قال اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع كتبت له عشرون حسنة)، وهذا يدل على أن هذا الدعاء من الأدعية المستحبة التي ينبغي للمسلم أن يكثر من ترديدها والمداومة عليها.

آداب الدعاء:

قبل أن نتطرق إلى محتوى الدعاء، لا بد من ذكر آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم مراعاتها عند الدعاء، وهي:

1. أن يكون الدعاء موجهًا إلى الله تعالى وحده لا شريك له.

2. أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى، لا رياء فيه ولا سمعة.

3. أن يكون الدعاء موافقًا لشرع الله تعالى، فلا يدعو المسلم إلا بما أباحه الله تعالى.

4. أن يدعو المسلم باسمه الصريح، ولا يدعو بأسماء الله الحسنى فقط.

5. أن يدعو المسلم بلسان عربي فصيح، أو بلسان يفهمه.

محتوى الدعاء:

يفتتح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم يتوجه المسلم إلى الله تعالى بالدعاء، فيقول:

اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع:

1. اللهم: وهي كلمة عربية من أسماء الله الحسنى، وهي تدل على الذات الإلهية العظيمة.

2. رب: وهي كلمة عربية تعني المالك والمتصرف، وتدل على أن الله تعالى هو المالك والمتصرف في الكون، وهو الذي خلق كل شيء، وهو الذي يدبر كل شيء.

3. النور العظيم: والنور في اللغة ضد الظلام، وهو ما يضيء المكان ويجعله مضيئًا، والنور العظيم هو نور الله تعالى، وهو نور الهداية والإيمان، وهو نور العلم والمعرفة، وهو نور الحكمة والبصيرة.

4. الكرسي الرفيع: والكرسي في اللغة هو العرش الذي يجلس عليه الملك، والكرسي الرفيع هو عرش الله تعالى، وهو أعلى مكان في الكون، وهو المكان الذي يجلس عليه الله تعالى، وهو المكان الذي لا يليق بغيره تعالى.

اللهم لك أسجد، وإليك أصلي وأسعى، وإليك أنيب:

1. اللهم لك أسجد: والسجود هو أقصى درجات الخضوع والذل والافتقار لله تعالى، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه تعالى.

2. وإليك أصلي وأسعى: والصلاة هي الدعاء، وهي من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه تعالى، وهي وسيلة لطلب الخير ودفع الشر. والسعي هو الجهد والكد، وهو من الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه تعالى، وهو وسيلة لكسب الرزق الحلال.

3. وإليك أنيب: والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى بعد ارتكاب الذنوب والمعاصي، والتوبة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه تعالى، وهي وسيلة لمغفرة الذنوب والعتق من النار.

إني أسألك بالأرضين السبع وما فيهنّ، وبالسموات السبع وما فيهنّ، وبما حملت العرش، وبحملة العرش، وبملكوتك الذي ملأ كل شيء:

1. بالأرضين السبع: والأرض في اللغة هي المكان الذي يعيش فيه الإنسان والحيوان والنبات، والأرضون السبع هي طبقات الأرض السبع التي خلقها الله تعالى، وهي موطن الإنسان والحيوان والنبات.

2. وما فيهنّ: وما في الأرضين السبع من جبال ووديان وسهول وبحار وأنهار وحيوانات ونباتات وغير ذلك.

3. وبالسموات السبع: والسماء في اللغة هي المكان الذي يعلو الأرض، والسموات السبع هي طبقات السماء السبع التي خلقها الله تعالى، وهي موطن الملائكة والنجوم والكواكب وغير ذلك.

4. وما فيهنّ: وما في السموات السبع من ملائكة ونجوم وكواكب وغير ذلك.

5. وبما حملت العرش: وحمَلة العرش هم ثمانية من الملائكة، وهم الذين يحملون عرش الله تعالى.

6. وبحملة العرش: وبالعرش الذي يحمله الملائكة الثمانية.

7. وبملكوتك الذي ملأ كل شيء: والملكوت هو سلطان الله تعالى وقدرته، وهو الذي ملأ كل شيء في الكون، והוא ما لا يغيب عنه شيء.

الخاتمة:

وفي النهاية، فإن دعاء اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع هو دعاء عظيم يجمع بين حمد الله والثناء عليه، والدعاء والتوسل إليه، والتضرع والخشوع بين يديه، وهو دعاء يحوي في طياته خيري الدنيا والآخرة، وفيه من المناجاة والذل والافتقار إلى الله ما لا يوجد في غيره من الأدعية، وقد ورد هذا الدعاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهو من الأدعية المأثورة.

ولذلك فإن المسلمين مطالبون بالمداومة على هذا الدعاء والحرص على ترديده بكثرة، داعين الله تعالى أن يرزقهم نور الهداية والإيمان، وأن يملأ قلوبهم بالإسلام والإيمان، وأن يسهل أمورهم ويسدد خطاهم، وأن يصلح بالهم وينجح مسعاهم، وأن يعينهم على طاعته وعبادته، وأن يجنبهم معصيته وعقابه.