دعاء اللهم طهر قلبي من النفاق

دعاء اللهم طهر قلبي من النفاق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من أعظم المصائب التي يمكن أن تصيب المسلم هو النفاق؛ لأنه مرض قلبي خطير، قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10].

ولهذا كان من أعظم الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يدعو بها الله تعالى أن يطهر قلبه من النفاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من شركٍ أُشركه بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، اللهم إني أعوذ بك من أن أُرائي الناس بعملي، وأني أكون منهم غافلاً، وأعوذ بك من أن أتكبر في نفسي وأنا صغير عندك”.

مقدمة:

النفاق هو الرياء والخداع، وهو من أخطر الأمراض القلبية التي يمكن أن تصيب المسلم، فهو مرض فتاك يهدد إيمان المسلم وعمله، قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف: 36-37].

أولاً: أسباب النفاق:

1. ضعف الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

2. محبة الدنيا والحرص عليها.

3. الخوف من الناس ومداهنتهم.

4. اتباع الهوى والشهوات.

5. حب الظهور والرياء.

6. عدم الإخلاص في العبادة.

7. عدم العلم بالدين وعدم العمل به.

ثانيًا: أقسام النفاق:

1. النفاق الأكبر: وهو الشرك بالله تعالى، وهو أخطر أنواع النفاق وأعظمه.

2. النفاق الأصغر: وهو الرياء والخداع في العبادات والمعاملات، وهو أخف أنواع النفاق وأقلها خطورة.

3. النفاق العملي: وهو التظاهر بالإسلام وإخفاء الكفر في القلب.

4. النفاق الاعتقادي: وهو الاعتقاد بالكفر وإخفاء الإسلام في القلب.

5. النفاق اللساني: وهو التحدث بما لا يعتقد به المرء.

6. النفاق في العبادة: وهو التظاهر بالعبادة وإخفاء الكسل والتقصير في القلب.

7. النفاق في المعاملة: وهو التظاهر بالحب والمودة وإخفاء الكراهية والعداوة في القلب.

ثالثًا: علامات النفاق:

1. التناقض في الأقوال والأفعال.

2. كثرة الحلف بالله تعالى كذباً.

3. كثرة الغيبة والنميمة والفحش.

4. حب الدنيا والحرص عليها.

5. الخوف من الناس ومداهنتهم.

6. اتباع الهوى والشهوات.

7. عدم الإخلاص في العبادة.

رابعًا: عقوبة النفاق:

1. الخلود في النار: قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145].

2. سخط الله عليهم: قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) لَّكِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 147-148].

3. إبطال أعمالهم: قال تعالى: {وَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (2) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَى هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَٰؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (3)} [النساء: 145].

خامسًا: النفاق في الحياة المعاصرة:

1. التظاهر بالإسلام وإخفاء الكفر في القلب.

2. التظاهر بالصلاح وإخفاء الفساد في القلب.

3. التظاهر بالصدق والأمانة وإخفاء الكذب والغش في القلب.

4. التظاهر بالحب والمودة وإخفاء الكراهية والعداوة في القلب.

5. التظاهر بالوحدة وإخفاء الفرقة والاختلاف في القلب.

6. التظاهر بالقوة وإخفاء الضعف في القلب.

7. التظاهر بالشجاعة وإخفاء الجبن في القلب.

سادسًا: علاج النفاق:

1. الإكثار من ذكر الله تعالى.

2. الإكثار من الدعاء بأن يطهر الله القلب من النفاق.

3. الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبره.

4. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

5. الإكثار من الصدقة.

6. الإكثار من الصيام.

7. الإكثار من الذكر والاستغفار.

سابعًا: الخاتمة:

النفاق مرض فتاك يهدد إيمان المسلم وعمله، ويجب على المسلم أن يتحلى بالصدق والإخلاص والتقوى، وأن يجاهد نفسه على ترك النفاق والتخلص منه، قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق