اروع الخطب عن خطورة النفاق

اروع الخطب عن خطورة النفاق

المقدمة:

النفاق من أخطر الظواهر السلبية التي قد تصيب المجتمع، فهو مرض اجتماعي خطير يفتك بأواصر المحبة والوئام بين الناس، وينشر بذور الشك والريبة، وينزع الثقة بين الأفراد، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع واضطرابه. ولذلك، فإن من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذروا من النفاق وأن يتجنبوه بكل السبل الممكنة، وأن يسعوا إلى نشر المحبة والوئام بين الناس.

1. تعريف النفاق:

النفاق هو إظهار خلاف ما يبطن، والتظاهر بالحب والإخلاص في الظاهر، والضغينة والبغضاء في الباطن. وهو من أخطر الصفات التي قد يتصف بها الإنسان، إذ أنه يجلب عليه غضب الله تعالى، وينافي الإيمان الصادق، ويؤدي إلى سوء الخاتمة.

2. أنواع النفاق:

للنفاق أنواع كثيرة، منها:

– النفاق في العقيدة: وهو التظاهر بالإيمان بالله تعالى ورسوله الكريم، وإبطان الكفر بهما.

– النفاق في القول: وهو التظاهر بقول الحق، وإبطان الباطل.

– النفاق في العمل: وهو التظاهر بعمل الخير، وإبطان الشر.

– النفاق في المعاملة: وهو التظاهر بالحب والإخلاص، وإبطان الضغينة والبغضاء.

3. أسباب النفاق:

من أسباب النفاق:

– ضعف الإيمان: فمن ضعف إيمانه بالله تعالى ورسوله الكريم، كان أشد عرضة للنفاق.

– حب الدنيا: فمن أحب الدنيا وزينتها، كان أشد عرضة للنفاق، لكي يحصل على ما يريد من متاع الدنيا.

– الخوف من الناس: فمن خاف من الناس أكثر من خوفه من الله تعالى، كان أشد عرضة للنفاق، حتى لا يتعرض للأذى أو الإهانة منهم.

– الحسد: فمن حسد غيره على ما آتاه الله تعالى من نعم، كان أشد عرضة للنفاق، حتى يحط من قدره وينقص من شأنه.

4. مظاهر النفاق:

من مظاهر النفاق:

– التلون: فالمنافق يتلون بألوان الناس، ويتغير حسب الظروف والأحوال، حتى يرضي الجميع.

– الرياء: فالمنافق يفعل الأمور ظاهرًا للناس، حتى يمدحوه ويثنوا عليه، ولا يفعلها لله تعالى.

– الغدر: فالمنافق غادر لا وفاء له، فهو يتخلى عن أصحابه وأحبابه عند الشدائد، وينضم إلى أعدائه.

– النكث بالعهود: فالمنافق لا يحترم العهود ولا الوعود، فهو ينقضها متى ما أراد، ولا يتورع عن ذلك.

5. حكم النفاق:

النفاق من كبائر الذنوب، وهو من أشد المحرمات عند الله تعالى، فقد حذر الله تعالى المنافقين في كتابه العزيز، وبين سوء خاتمتهم.

قال تعالى: {المجادلون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد} (الشورى: 16).

6. التعامل مع المنافقين:

يجب على المسلم أن يتجنب المنافقين، وأن لا يأنس إليهم، وأن لا يثق بهم، وأن لا يجعلهم أصدقاء أو مستشارين.

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر} (آل عمران: 118).

7. التخلص من النفاق:

من أراد أن يتخلص من النفاق، فعليه أن يفعل ما يلي:

– تقوية الإيمان بالله تعالى: فالإيمان القوي بالله تعالى يمنع الإنسان من النفاق، ويجعله يخاف الله تعالى ويراقبه في كل أقواله وأفعاله.

– حب الله تعالى: فمن أحب الله تعالى، فإن ذلك يمنعه من النفاق، لأنه يكون خائفًا من أن يغضب الله تعالى عليه.

– الصدق مع النفس والناس: فمن كان صادقًا مع نفسه ومع الناس، فإن ذلك يمنعه من النفاق، لأنه يكون معتادًا على قول الحق وإظهار ما في قلبه.

الخلاصة:

النفاق من أخطر الأمراض الاجتماعية التي قد تصيب المجتمع، وهو من كبائر الذنوب عند الله تعالى، ويستحق صاحبه عذابًا شديدًا في الدنيا والآخرة. لذلك، يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتجنب النفاق بكل السبل الممكنة، وأن يسعى إلى نشر المحبة والوئام بين الناس.

أضف تعليق