دعاء اللهم لا تجعله اخر العهد من صيامنا

دعاء اللهم لا تجعله اخر العهد من صيامنا

دعاء اللهم لا تجعله اخر العهد من صيامنا: دعاء ورجاء وخشوع

المقدمة:

يعتبر دعاء “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا” من أكثر الأدعية شهرة ورواجًا بين المسلمين في شهر رمضان المبارك، حيث يناجي المسلمون ربهم بخشوع وتضرع، ويتضرعون إليه أن يجعل هذا الشهر الفضيل ليس آخر عهدهم بالصيام، وأن يوفقهم لصيامه والقيام به على أكمل وجه في السنوات القادمة.

هذا الدعاء البسيط يحمل بين طياته الكثير من المعاني والدلالات، فهو يعبر عن حب المسلمين للشهر الفضيل ورغبتهم في الاستفادة القصوى منه حتى آخر أيامه، كما يعكس خوفهم من عدم القدرة على صيامه في المستقبل بسبب المرض أو الوفاة أو أي سبب آخر.

فضل الدعاء في شهر رمضان:

للدعاء في شهر رمضان فضل كبير، فقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث المسلمين على الدعاء في هذا الشهر الفضيل وتبشرهم باستجابة دعائهم، ومن هذه الأحاديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “دعوة الصائم لا ترد”.

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تفتح أبواب الجنة في أول ليلة من رمضان، ولا تغلق حتى آخر ليلة منه، ويقول الله تعالى في كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟”.

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والمسافر حتى يرجع، والمظلوم حتى ينتقم”.

دعاء اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا:

يعتبر دعاء “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا” من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا، تقبل منا إنك أنت السميع العليم”.

ثواب الدعاء:

الدعاء هو عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه ويطلب منه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة، وقد وعد الله تعالى المستجيبين بالاستجابة فقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.

فضائل دعاء اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا:

هناك العديد من الفضائل والأجر العظيم لدعاء “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا”، ومن هذه الفضائل:

مغفرة الذنوب: فقد ورد في الحديث القدسي: “يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، كلكم فقير إلا من أغنيته، فاستغنوني أغنكم، كلكم مريض إلا من شفيته، فاستشفوني أشفيكم، كلكم خائف إلا من أمنته، فأمنوني أمنكم، ادعوني أستجب لكم”.

الرزق والبركة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجى، والموت حق، والبركة في الجماعة، والنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والسعة مع التقوى، والعزة مع التواضع، وإذا أردت أن تنصر فأكثر من الاستغفار”.

دخول الجنة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الصائم”.

كيفية الدعاء في شهر رمضان:

هناك آداب وأحكام للدعاء في شهر رمضان ينبغي مراعاتها حتى يكون الدعاء مقبولاً ومستجاباً، ومن هذه الآداب والأحكام:

الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الداعي مخلصًا لله تعالى في دعائه، وأن يقصد وجهه الكريم وحده.

حضور القلب والخشوع: يجب أن يكون الداعي حاضر القلب أثناء الدعاء، وأن يكون خاشعًا متذللاً بين يدي الله تعالى.

رفع اليدين: ينبغي للداعي أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

الدعاء بصوت خفيض: ينبغي للداعي أن يدعو بصوت خفيض، فلا يجهر بالدعاء حتى لا يزعج الآخرين.

الدعاء بالمأثور: ينبغي للداعي أن يدعو بالأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها أدعية جامعة مانعة.

الدعاء بطول العمر والصحة والعافية: ينبغي للداعي أن يدعو بطول العمر والصحة والعافية، فإنها من أفضل النعم التي يمكن أن ينعم بها الإنسان.

الدعاء بالرزق الواسع والبركة: ينبغي للداعي أن يدعو بالرزق الواسع والبركة، فإن الرزق من الله تعالى وحده.

الدعاء بالأولاد الصالحين: ينبغي للداعي أن يدعو بالأولاد الصالحين، فإنهم زينة الحياة الدنيا ونعيمها.

الدعاء بالهداية والصلاح: ينبغي للداعي أن يدعو بالهداية والصلاح، فإن الهداية والصلاح من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها الإنسان.

الدعاء بالتوفيق والفلاح: ينبغي للداعي أن يدعو بالتوفيق والفلاح، فإن التوفيق والفلاح من الله تعالى وحده.

الدعاء بالمغفرة والرحمة: ينبغي للداعي أن يدعو بالمغفرة والرحمة، فإن المغفرة والرحمة من الله تعالى وحده.

الخاتمة:

دعاء “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا” هو دعاء عظيم وفضيلته كبيرة، ويستحب للمسلمين الإكثار منه في شهر رمضان المبارك، وأن يدعوا به بخشوع وتضرع حتى يستجيب الله تعالى لهم ويمن عليهم بصيامه والقيام به في السنوات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *