دعاء صالح
مقدمة
دعاء صالح هو دعاء ورد في القرآن الكريم، في سورة هود، وقد دعى الله تعالى به على قومه قوم ثمود، وكان دعاءه مستجابًا، فأهلك الله قوم ثمود بسبب كفرهم وفسادهم في الأرض.
1. أسباب دعاء صالح على قومه
كان لقوم ثمود العديد من الأسباب التي جعلت نبي الله صالح يدعو عليهم الله تعالى، ومنها:
كفرهم بالله تعالى: كان قوم ثمود من المشركين، وكانوا يعبدون الأصنام من دون الله تعالى، وكانوا يرفضون دعوة نبي الله صالح إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده.
فسادهم في الأرض: كان قوم ثمود من المفسدين في الأرض، وكانوا يعتدون على الناس ويظلمونهم، وكانوا يفسدون في الأرض ويخربونها، وكانوا يقطعون الأشجار ويقتلون الحيوانات، وكانوا يمنعون الناس من عبادة الله تعالى.
استهزاءهم بنبي الله صالح: كان قوم ثمود يستهزئون بنبي الله صالح، وكانوا يكذبونه ويتهمونه بالكذب والجنون، وكانوا يرفضون الاستماع إلى دعوته إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده، وكانوا يتحدونه ويطلبون منه أن يأتى لهم بآيات وبراهين تثبت صدقه.
2. دعاء صالح على قومه
دعا نبي الله صالح على قومه دعاءً شديدًا، قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”، وقال تعالى: “فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ”، وقال تعالى: “فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَأَصْبَحُوا كَهَشِيمِ الْمُنْتَشِرِ”.
3. أسباب استجابة الله تعالى لدعاء صالح
استجاب الله تعالى لدعاء نبي الله صالح على قومه لأسباب عدة، ومنها:
صدق نبي الله صالح: كان نبي الله صالح من الأنبياء الصادقين، وكان يدعو قومه إلى الحق، وكان يبلغهم رسالة ربه تعالى بكل أمانة وصدق، وكان يدعو الله تعالى عليهم بأن ينتقم منهم بسبب كفرهم وفسادهم في الأرض.
عدل الله تعالى: الله تعالى عادل، وهو لا يظلم أحدًا، وهو لا يدع كافرًا أو فاسدًا يفلت من عقابه، وقد استجاب الله تعالى لدعاء نبي الله صالح على قومه لأنهم كانوا ظالمين لأنفسهم ومفسدين في الأرض.
حكمة الله تعالى: الله تعالى حكيم، وهو يعلم ما فيه الخير لعباده، وقد استجاب الله تعالى لدعاء نبي الله صالح على قومه لأن في ذلك عبرة وعظة للمسلمين، ولأن في ذلك حماية للمؤمنين من شر الكافرين والمفسدين في الأرض.
4. الآثار المترتبة على دعاء صالح
ترتب على دعاء نبي الله صالح على قومه العديد من الآثار، ومنها:
هلاك قوم ثمود: هلك قوم ثمود بسبب دعاء نبي الله صالح عليهم، وقد أهلكهم الله تعالى بالصاعقة، فأصبحوا في ديارهم جاثمين، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ”.
نجاة نبي الله صالح ومن آمن معه: نجا نبي الله صالح ومن آمن معه من عذاب الله تعالى الذي نزل على قوم ثمود، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَأَنْجَيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَتِنَا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ”.
تدمير ديار قوم ثمود: دمرت ديار قوم ثمود بسبب دعاء نبي الله صالح عليهم، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالصَّاعِقَةِ”.
5. العبر المستفادة من دعاء صالح
هناك العديد من العبر المستفادة من دعاء نبي الله صالح على قومه، ومنها:
عاقبة الكفر والفساد في الأرض: الكفر بالله تعالى والفساد في الأرض من أشد الذنوب عند الله تعالى، ومن يستحب الكفر على الهدى كاستحباب العمى على البصر، ويصد عن سبيل الله ويكذب بآياته ويستهزئ برسله، فإنه يستحق عذاب الله تعالى الشديد، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”.