دعاء في القران

دعاء في القران

دعاء في القران

مقدمة

الدعاء هو جوهر العبادة ولبها، وهو نوع من المناجاة لله تعالى، وهو عبادة جامعة بين العبد وربه، وهو من أسباب تحقيق الراحة النفسية والاطمئنان والسكينة، وهو من أعظم الأسلحة التي يمكن للمؤمن أن يحارب بها أعداءه، وهو من أقوى الوسائل التي يمكن للمؤمن أن يتقرب بها إلى ربه، وهو من أفضل الأعمال التي يمكن للمؤمن أن ينال بها رضوان ربه، وهو من أيسر العبادات وأكثرها نفعا.

أقسام الدعاء في القرآن الكريم

ينقسم الدعاء في القرآن الكريم إلى قسمين:

القسم الأول: الدعاء المأثور: الدعاء المأثور هو الدعاء الذي ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، وهو أفضل أنواع الدعاء وأعلاها قدرا، ومن الأمثلة على الدعاء المأثور: دعاء الاستفتاح، ودعاء الاستعاذة، ودعاء القنوت، ودعاء التشهد، ودعاء السلام، ودعاء الخروج من المسجد، ودعاء دخول المسجد، ودعاء دخول الحمام، ودعاء الخروج من الحمام.

القسم الثاني: الدعاء غير المأثور: الدعاء غير المأثور هو الدعاء الذي لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، وهو جائز شرعا بشرط ألا يتضمن شيئا محرما أو منكرا، ومن الأمثلة على الدعاء غير المأثور: دعاء العبد ربه بأن يرزقه الهداية والتوفيق، ودعاء العبد ربه بأن يرزقه الصحة والعافية، ودعاء العبد ربه بأن يرزقه المال والبنين.

شروط قبول الدعاء

يشترط لقبول الدعاء عدة شروط، منها:

الاخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصا لله تعالى وحده، لا يشوبه شيء من الرياء أو السمعة، ومن دعا غير الله تعالى فقد أشرك معه غيره فلا يستجاب دعائه، ومن دعا مخلصا لله تعالى وحده فإن الله تعالى يستجيب دعاءه.

اليقين باستجابة الدعاء: يجب أن يكون العبد على يقين تام بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فإذا دعاء العبد ربه وهو غير واثق من استجابة دعائه فلا يستجاب دعائه، ومن دعا ربه على يقين تام بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه فإن الله تعالى يستجيب دعاءه.

الحلال: يجب أن يكون الدعاء حلالا، فلا يجوز الدعاء بأشياء محرمة أو منكرة، ومن دعا الله تعالى بأشياء محرمة أو منكرة فلا يستجاب دعائه، ومن دعا الله تعالى بأشياء حلال فلا يستجاب دعائه.

الدعاء لايضارة: يجب أن يكون الدعاء خاليا من أي أذى لأحد، فلا يجوز الدعاء على أحد بالشر أو الضرر، ومن دعا الله تعالى على أحد بالشر أو الضرر فلا يستجاب دعاءه، ومن دعا الله تعالى خاليا من أي أذى لأحد فلا يستجاب دعائه.

الدعاء لايصرف الناس عن طاعة الله: يجب أن يكون الدعاء لا يصرف الناس عن طاعة الله تعالى، فلا يجوز الدعاء بأن يرزق العبد مالا حراما أو أن يرزقه منصبا باطلا، ومن دعا الله تعالى بأن يرزقه مالا حراما أو أن يرزقه منصبا باطلا فلا يستجاب دعائه، ومن دعا الله تعالى بأن يرزقه مالا حلالا أو أن يرزقه منصبا حقا فلا يستجاب دعائه.

الدعاء باحسن ماسيصير اليه العبد ربه: يجب أن يكون الدعاء بأحسن ما سيسير إليه العبد ربه، فلا يجوز الدعاء بأن يرزق العبد مالا حراما أو أن يرزقه منصبا باطلا، ومن دعا الله تعالى بأن يرزقه مالا حراما أو أن يرزقه منصبا باطلا فلا يستجاب دعائه، ومن دعا الله تعالى بأن يرزقه مالا حلالا أو أن يرزقه منصبا حقا فلا يستجاب دعائه.

أوقات استجابة الدعاء

هناك أوقات يكون الدعاء فيها مستجابا، منها:

الدعاء في الثلث الأخير من الليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ربنا تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟).

الدعاء عند السحر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب من ذنبه فأتاب عليه؟).

الدعاء بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة).

الدعاء بعد الأذان مباشرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع المؤذن: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة).

أسباب عدم استجابة الدعاء

هناك عدة أسباب تؤدي إلى عدم استجابة الدعاء، منها:

عدم الاخلاص لله تعالى: إذا لم يكن الدعاء خالصا لله تعالى وحده، ولم يكن موجها إليه وحده، فلا يستجاب الدعاء.

عدم اليقين باستجابة الدعاء: إذا لم يكن العبد على يقين تام بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فلا يستجاب الدعاء.

عدم الحلال: إذا كان الدعاء غير حلال، أو كان فيه أذى لأحد، أو كان يصرف الناس عن طاعة الله تعالى، فلا يستجاب الدعاء.

عدم الدعاء بأحسن ما سيسير إليه العبد ربه: إذا لم يكن الدعاء بأحسن ما سيسير إليه العبد ربه، فلا يستجاب الدعاء.

دعوة الغافل: الدعاء إذا كان من غافل، فلا يستجاب الدعاء.

دعوة الظالم: الدعاء إذا كان على ظالم، فلا يستجاب الدعاء.

دعوة القاطع للرحم: الدعاء إذا كان من قاطع للرحم، فلا يستجاب الدعاء.

الحكمة من عدم استجابة الدعاء

هناك عدة حكم لعدم استجابة الدعاء، منها:

اختبار العبد: قد لا يستجيب الله تعالى دعاء العبد ليختبر صبره وثباته على دينه، فإن صبر واحتسب الأجر عند الله تعالى رزقه الله تعالى ما هو خير له.

تكفير السيئات: قد لا يستجيب الله تعالى دعاء العبد ليكفر به سيئاته، فإن السيئات تمنع استجابة الدعاء، وكفارة السيئات تكون بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى.

رفعة الدرجات: قد لا يستجيب الله تعالى دعاء العبد ليرفع درجاته في الجنة، فإن من رفع درجاته في الجنة هو من لم يستجب الله تعالى دعاءه في الدنيا، فعوضه الله تعالى في الجنة خيرا مما دعا به.

الخلاصة

الدعاء هو جوهر العبادة ولبها، وهو من أسباب تحقيق الراحة النفسية والاطمئنان والسكينة، وهو من أقوى الوسائل التي يمكن للمؤمن أن يتقرب بها إلى ربه، وهو من أفضل الأعمال التي يمكن للمؤمن أن ينال بها رضوان ربه.

وللدعاء شروط وأوقات وأسباب لعدم الاستجابة، ولكن الحكمة من عدم استجابة الدعاء هي اختبار العبد وتكفير سيئاته ورفع درجاته في الجنة.

أضف تعليق