ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول

ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول

مقدمة

﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ﴾، هذه الآية الكريمة من سورة آل عمران، وهي تدعو المؤمنين إلى الإيمان بما أنزله الله واتباع رسوله، وقد قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿وَقُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.

1. الإيمان بالله

الإيمان بالله هو أساس الدين الإسلامي، وهو أول أركان الإيمان الخمسة، وقد قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿آللهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾، والإيمان بالله يعني التصديق بوجوده ووحدانيته وأسمائه وصفاته.

الإيمان بالله يقتضي الإيمان بربوبيته وألوهيته، والإيمان بربوبيته يعني التصديق بأنه هو الذي خلق الكون ويدبره ويرزقه، والإيمان بألوهيته يعني التصديق بأنه هو الذي يستحق العبادة وحده.

الإيمان بالله يقتضي محبته وخشيته ورجاءه، ومحبته تعني تعظيمه وتوقيره والرغبة في التقرب إليه، وخشيته تعني الخوف من عقابه والحرص على اجتناب معاصيه، ورجاءه تعني الثقة بفضله ورحمته والرغبة في ثوابه.

2. الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان بالكتب السماوية هو أحد أركان الإيمان الخمسة، وقد قال تعالى في سورة البقرة: ﴿وَنَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، والكتب السماوية هي الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله لتبليغها إلى الناس.

الإيمان بالكتب السماوية يقتضي التصديق بأنها من عند الله وأنها غير محرفة أو منقوصة، وأنها تحتوي على الهدى والرحمة للناس، وأنها شريعة الله التي يجب على المؤمنين اتباعها.

الإيمان بالكتب السماوية يقتضي دراستها وفهمها والعمل بما فيها، وأن تكون هي المرجع الأول في حياة المؤمنين، وأن تكون هي الحَكَم في جميع أمورهم.

3. الإيمان بالرسل والأنبياء

الإيمان بالرسل والأنبياء هو أحد أركان الإيمان الخمسة، وقد قال تعالى في سورة البقرة: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾، والرسل والأنبياء هم الذين اختارهم الله تعالى لتبليغ رسالته ودعوته إلى الناس.

الإيمان بالرسل والأنبياء يقتضي التصديق بأنهم بشر وأنهم ليسوا آلهة، وأنهم معصومون من الخطأ والذنب، وأنهم بلغوا رسالة الله إلى الناس على أكمل وجه.

الإيمان بالرسل والأنبياء يقتضي محبتهم وتوقيرهم والاقتداء بهم، ومحبتهم تعني تعظيمهم واحترامهم، وتوقيرهم يعني إجلالهم وتبجيلهم، والاقتداء بهم يعني اتباع سنتهم والعمل بما عملوا به.

4. الإيمان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الخمسة، وقد قال تعالى في سورة البقرة: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾، واليوم الآخر هو اليوم الذي ينتهي فيه هذا العالم ويحاسب فيه الناس على أعمالهم.

الإيمان باليوم الآخر يقتضي التصديق بأن الموت حق وأن البعث حق وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن كل إنسان سيجازى بما عمل في هذه الدنيا.

الإيمان باليوم الآخر يقتضي العمل الصالح والتقوى والإحسان إلى الناس، وأن يكون الإنسان دائمًا مستعدًا للقاء الله تعالى.

5. الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الخمسة، وقد قال تعالى في سورة الحجر: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾، والقدر هو علم الله تعالى بكل شيء قبل وقوعه وقضاؤه بذلك الشيء وكتابته في اللوح المحفوظ.

الإيمان بالقدر يقتضي التصديق بأن كل شيء في هذا الكون محكوم بقدر الله تعالى، وأن كل ما يحدث في الكون هو بإرادته ومشيئته.

الإيمان بالقدر لا يعني الجبر أو الإلغاء للدور الإنساني، بل يعني أن الإنسان حر في اختياراته وفي أعماله، وأن الله تعالى أعطى الإنسان العقل والإرادة والقدرة على الاختيار.

6. اتباع الرسول

اتباع الرسول هو أحد أهم واجبات المؤمنين، وقد قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا الرَّسُولَ كَمَا اتَّبَعَكُمُ اللَّـهُ﴾، واتباع الرسول يعني اتباع سنته والعمل بما عمل به والابتعاد عما نهى عنه.

اتباع الرسول يقتضي محبته وتوقيره والاقتداء به، ومحبته تعني تعظيمه واحترامه، وتوقيره يعني إجلاله وتبجيله، والاقتداء به يعني اتباع سنته والعمل بما عمل به.

اتباع الرسول يقتضي الالتزام بشريعته والعمل بها، وأن يكون الرسول هو المثل الأعلى للمؤمنين في كل أقوالهم وأفعالهم.

7. الحكمة من الإيمان بما أنزل الله واتباع الرسول

الحكمة من الإيمان بما أنزل الله واتباع الرسول هي تحقيق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد قال تعالى في سورة النور: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾.

الإيمان بما أنزل الله واتباع الرسول يجعل الإنسان متقربًا إلى الله تعالى، ومتحليًا بالأخلاق الحميدة، ومتمتعًا بنعيم الدنيا والآ

أضف تعليق