ربي اغنني بحلالك عن حرامك

ربي اغنني بحلالك عن حرامك

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}، فالتوكل على الله والاعتماد عليه في الرزق هو من أهم أسباب الرزق الحلال، فالله هو الرزاق الكريم الذي يرزق من يشاء بغير حساب، وهو الغني الحميد الذي لا يفتقر إلى أحد، فإذا توكل العبد على ربه وأحسن الظن به، فإن الله يرزقه من حيث لا يحتسب.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تقوى الله أعطي رزقا من حيث لا يحتسب”، وقال أيضاً: “من سأل الله الغنى أغناه الله”، فمن أخلص النية لله عز وجل في سؤاله الرزق، فإن الله يرزقه من حيث لا يحتسب، وقد قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}.

الفقرة الأولى: أسباب الرزق الحلال:

1. الإخلاص في العمل: وهو أن يعمل العبد لله عز وجل في كل شيء، وأن يؤدي كل عمل على أكمل وجه، وأن ينوي به وجه الله تعالى، وهذا من أهم أسباب الرزق الحلال.

2. التوكل على الله: وهو الاعتماد على الله تعالى في الرزق، وأن يعلم العبد أن الله هو الرزاق الكريم، وأن عليه أن يسعى ويكد في طلب الرزق، ولكن عليه أن يتوكل على الله وأن يثق به في أنه سيرزقه من حيث لا يحتسب.

3. الدعاء إلى الله: وهو أن يدعو العبد إلى الله عز وجل بأن يرزقه من الرزق الحلال الطيب، وهذا من أهم أسباب الرزق الحلال، وقد قال الله تعالى: {ادعوني أستجب لكم}.

الفقرة الثانية: فوائد الرزق الحلال:

1. البركة في الرزق: فمن رزقه الله من الحلال بارك له فيه، وهذا يعني أن هذا الرزق يكفيه ويغنيه، ولا يحتاج إلى المزيد منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “باركوا في طعامكم فإن الله يحب البركة”.

2. النجاة من عذاب الله: فمن أكل من الرزق الحلال نجا من عذاب الله في الآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به”.

3. قبول الأعمال الصالحة: فمن أكل من الرزق الحلال تقبلت أعماله الصالحة، وهذا لأن الرزق الحلال يقوي البدن ويجعل العبد قادراً على أداء العبادات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل صدقة من غلول”.

الفقرة الثالثة: أسباب الرزق الحرام:

1. الغش في المعاملات: وهو أن يبيع العبد شيئاً على أنه جيد وهو يعلم أنه رديء، أو أن يبخس المكيال أو الميزان، أو أن يبيع شيئاً محرماً أو غير مشروع.

2. السرقة: وهو أخذ مال الغير بدون حقه، وهذا من أكبر الكبائر وأشدها عقاباً، وقد قال الله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم}.

3. الربا: وهو أخذ زيادة على رأس المال في القرض، وهذا من المحرمات الكبيرة، وقد قال الله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.

الفقرة الرابعة: فوائد الرزق الحرام:

1. النقص في الرزق: فمن أكل من الرزق الحرام نقص رزقه، وهذا لأن الرزق الحرام نار تحرق البركة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا أكل لقمة من حرام رفع الله بها عنه سبعين دعوة مستجابة”.

2. الضعف في البدن: فمن أكل من الرزق الحرام ضعف بدنه وقل قوته، وهذا لأن الرزق الحرام لا يمد الجسم بالقوة والطاقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى جسد نبت من حرام”.

3. شؤم الرزق الحرام: فمن أكل من الرزق الحرام شؤم عليه في ماله وولده وحياته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يبارك لأمة في معاملة فيها خيانة”.

الفقرة الخامسة: كيفية التوبة من الرزق الحرام:

1. الندم على ما مضى: وهو أن يندم العبد على ما أكل من الرزق الحرام، ويتمنى لو أنه لم يأكله، وأن يستغفر الله تعالى على ذلك.

2. الإقلاع عن أكل الرزق الحرام: وهو أن يتوقف العبد عن أكل الرزق الحرام، وأن يبتعد عن كل ما يؤدي إليه، وأن يصمم على ألا يأكله مرة أخرى.

3. رد المظالم إلى أهلها: وهو أن يرد العبد المظالم إلى أهلها إذا كان أكل الرزق الحرام عن طريق الغصب أو السرقة أو غير ذلك، فإن لم يتمكن من رد المظالم إلى أهلها فعليه أن يتصدق بها.

الفقرة السادسة: فضل الإنفاق من الرزق الحلال:

1. قبول الأعمال الصالحة: فمن أنفق من الرزق الحلال تقبلت أعماله الصالحة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل صدقة من غلول”.

2. زيادة الرزق: فمن أنفق من الرزق الحلال زاد الله له في رزقه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنفق ينفق الله عليك”.

3. دخول الجنة: فمن أنفق من الرزق الحلال دخل الجنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف”.

الفقرة السابعة: الخاتمة:

وفي الختام، فإن الرزق الحلال هو من أهم أسباب الرزق المبارك الذي يكفي العبد ويغنيه، وهو من أهم أسباب قبول الأعمال الصالحة والنجاة من عذاب الله في الآخرة، أما الرزق الحرام فهو من أسباب النقص في الرزق والضعف في البدن وشؤم الرزق،

أضف تعليق