زكاة الابل بالمال

زكاة الابل بالمال

مقدمة

تعتبر الزكاة ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة، وهي تعني إخراج جزء محدد من المال أو الماشية أو المحاصيل الزراعية وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. وقد فرضت الزكاة على المسلمين بهدف تطهير أموالهم ونفوسهم، وإعانة الفقراء والمحتاجين، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع.

وحد الله عز وجل مقدار الزكاة في الإبل، ففي حديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “في كل خمس من الإبل شاة، وفي كل عشر من الإبل شاتان، وفي كل خمسين من الإبل بنت مخاض، وفي كل مائة من الإبل بنت لبون، وفي كل مائتي من الإبل حقة، وفي كل أربعمائة من الإبل جذعة، وفي كل ألف من الإبل عشرون بنت لبون”.

زكاة الإبل البالغة

وتعتبر الإبل من الأنعام التي تجب فيها الزكاة، وقد حدد الله تعالى مقدارها في الحديث السابق، حيث يجب إخراج شاة واحدة عن كل خمس من الإبل، وشاتين عن كل عشر من الإبل، وبنت مخاض عن كل خمسين من الإبل، وبنت لبون عن كل مائة من الإبل، وحقة عن كل مائتي من الإبل، وجذعة عن كل أربعمائة من الإبل، وعشرون بنت لبون عن كل ألف من الإبل.

زكاة الإبل الثني

والإبل الثني هي التي بلغت سنتين ولم تبلغ ثلاث سنوات، ويجب فيها نصف زكاة الإبل البالغة، فيُخرج عنها نصف شاة عن كل خمس من الإبل، ونصف شاتين عن كل عشر من الإبل، ونصف بنت مخاض عن كل خمسين من الإبل، ونصف بنت لبون عن كل مائة من الإبل، ونصف حقة عن كل مائتي من الإبل، ونصف جذعة عن كل أربعمائة من الإبل، وعشرة بنات لبون عن كل ألف من الإبل.

زكاة الإبل الحول

وهي الإبل التي بلغت ثلاث سنوات ولم تبلغ أربع سنوات، ويجب فيها ربع زكاة الإبل البالغة، فيُخرج عنها ربع شاة عن كل خمس من الإبل، وربع شاتين عن كل عشر من الإبل، وربع بنت مخاض عن كل خمسين من الإبل، وربع بنت لبون عن كل مائة من الإبل، وربع حقة عن كل مائتي من الإبل، وربع جذعة عن كل أربعمائة من الإبل، وخمس بنات لبون عن كل ألف من الإبل.

زكاة الإبل الجذاع

وهي الإبل التي بلغت أربع سنوات، ويجب فيها ثمن زكاة الإبل البالغة، فيُخرج عنها ثمن شاة عن كل خمس من الإبل، وثمن شاتين عن كل عشر من الإبل، وثمن بنت مخاض عن كل خمسين من الإبل، وثمن بنت لبون عن كل مائة من الإبل، وثمن حقة عن كل مائتي من الإبل، وثمن جذعة عن كل أربعمائة من الإبل، واثنتان ونصف بنت لبون عن كل ألف من الإبل.

شروط وجوب زكاة الإبل

يشترط لوجوب زكاة الإبل عدة شروط، منها:

1. ملكية الإبل: يجب أن يكون الشخص مالكًا للإبل ملكية تامة، بحيث يكون له حق التصرف فيها كيف يشاء.

2. بلوغ النصاب: يجب أن تبلغ الإبل النصاب المحدد شرعًا، والنصاب هو الحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، وهو خمسة من الإبل.

3. حولان الحول: يجب أن تبقى الإبل عند المالك لمدة عام كامل، فإذا باعها قبل مرور عام، فلا تجب فيها الزكاة.

4. عدم وجود دين في الإبل: يجب أن تكون الإبل خالية من أي ديون أو رهون، فإذا كان على المالك دين في الإبل، فإن الزكاة لا تجب إلا بعد وفاء الدين.

مستحقو زكاة الإبل

يستحق زكاة الإبل عدة فئات من الناس، وهم:

1. الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال أو الممتلكات لتلبية حاجاتهم الأساسية.

2. المساكين: وهم الذين يملكون بعض المال أو الممتلكات، ولكنها لا تكفي لتلبية حاجاتهم الأساسية.

3. العاملون على جمع الزكاة: وهم الذين يقومون بجمع وتوزيع الزكاة.

4. الغارمون: وهم الذين عليهم ديون ولا يستطيعون سدادها.

5. في سبيل الله: وهم الذين ينفقون أموالهم في سبيل نشر الإسلام أو دعم الجهاد في سبيل الله.

6. ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطع به السفر ولم يجد ما ينفقه على نفسه.

حكمة مشروعية زكاة الإبل

شرع الله تعالى زكاة الإبل لما لها من فوائد ومصالح عديدة، منها:

1. تطهير أموال المالكين: تزكي زكاة الإبل أموال المالكين وتطهرها من الشوائب والأدران.

2. مساعدة الفقراء والمحتاجين: تساعد زكاة الإبل في سد حاجات الفقراء والمحتاجين وتوفير سبل العيش الكريم لهم.

3. تحقيق العدالة الاجتماعية: تساعد زكاة الإبل في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع، وذلك من خلال توزيع الثروة بشكل عادل ومنع تراكمها في أيدي فئة قليلة من الناس.

4. زيادة البركة في الأموال: يبارك الله تعالى في أموال الذين يؤدون الزكاة، ويزيدها ويضاعفها، كما قال تعالى: “وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت

أضف تعليق