المقدمة:
يشير سعر الريال الإيراني مقابل الدولار في السوق السوداء إلى السعر الذي يتم به تداول العملة الإيرانية بشكل غير رسمي خارج النظام المصرفي الرسمي. غالبًا ما يختلف سعر السوق السوداء عن السعر الرسمي، والذي يتم تحديده من قبل البنك المركزي الإيراني. في هذا المقال، سنتعرف على سعر الريال الإيراني مقابل الدولار في السوق السوداء اليوم، والعوامل التي تؤثر على هذا السعر، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع سعر الدولار.
أسباب ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء الإيرانية:
1. العقوبات الدولية: تُعد العقوبات الدولية المفروضة على إيران أحد أهم العوامل التي أدت إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء. أدت هذه العقوبات إلى تجميد أصول إيران في الخارج، مما أدى إلى تقليل تدفق العملات الأجنبية إلى البلاد.
2. ارتفاع الطلب على الدولار: شهد الطلب على الدولار في إيران ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب زيادة الواردات الإيرانية من السلع والخدمات الأجنبية. كما أدى انخفاض قيمة الريال الإيراني إلى زيادة الطلب على الدولار كعملة ملاذ آمن.
3. قلة المعروض من الدولار: أدى انخفاض صادرات إيران من النفط إلى تقليل تدفق العملات الأجنبية إلى البلاد، مما أدى إلى قلة المعروض من الدولار في السوق. كما أدت العقوبات الدولية إلى صعوبة حصول إيران على الدولار من الأسواق العالمية.
التداعيات الاقتصادية لارتفاع سعر الدولار:
1. ارتفاع التضخم: أدى ارتفاع سعر الدولار إلى ارتفاع تكاليف الواردات الإيرانية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات في البلاد. كما أدى ارتفاع سعر الدولار إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار أيضًا.
2. انخفاض الاستثمارات الأجنبية: أدى ارتفاع سعر الدولار إلى انخفاض الاستثمارات الأجنبية في إيران. وذلك لأن المستثمرين الأجانب يواجهون صعوبة في تحويل أرباحهم بالريال الإيراني إلى عملات أجنبية.
3. انخفاض الصادرات الإيرانية: أدى ارتفاع سعر الدولار إلى انخفاض الصادرات الإيرانية، وذلك لأن السلع الإيرانية أصبحت أكثر تكلفة بالنسبة للمستوردين الأجانب. كما أدت العقوبات الدولية إلى صعوبة تصدير السلع الإيرانية إلى بعض الدول.
السياسات الحكومية للسيطرة على سعر الدولار:
1. تحديد سعر الصرف الرسمي: يحاول البنك المركزي الإيراني السيطرة على سعر الدولار من خلال تحديد سعر الصرف الرسمي. إلا أن هذا السعر غالبًا ما يكون أقل من سعر السوق السوداء، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار في السوق السوداء.
2. فرض قيود على تداول الدولار: فرضت الحكومة الإيرانية قيودًا على تداول الدولار في البلاد، في محاولة للسيطرة على سعر الدولار. إلا أن هذه القيود لم تكن فعالة في الحد من الطلب على الدولار، بل أدت إلى زيادة الطلب عليه في السوق السوداء.
3. التدخل في السوق السوداء: تدخلت الحكومة الإيرانية في السوق السوداء في محاولة للسيطرة على سعر الدولار. إلا أن هذه التدخلات لم تكن فعالة أيضًا، بل أدت إلى زيادة التقلبات في سعر الدولار في السوق السوداء.
الاتفاق النووي وتأثيره على سعر الدولار:
أدى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران والدول الغربية في عام 2015 إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران. أدى ذلك إلى تحسن الاقتصاد الإيراني، وانخفاض سعر الدولار في السوق السوداء. إلا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 أدى إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، مما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء مرة أخرى.
توقعات سعر الدولار في السوق السوداء الإيرانية:
من الصعب التنبؤ بتوقعات سعر الدولار في السوق السوداء الإيرانية في المستقبل. إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على سعر الدولار في المستقبل، مثل الاتفاق النووي، والسياسات الحكومية، والوضع الاقتصادي العام لإيران.
الاستنتاج:
ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء الإيرانية له العديد من التداعيات الاقتصادية السلبية، مثل ارتفاع التضخم، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية، وانخفاض الصادرات الإيرانية. تحاول الحكومة الإيرانية السيطرة على سعر الدولار من خلال سياسات مختلفة، إلا أن هذه السياسات لم تكن فعالة حتى الآن. من المتوقع أن يشهد سعر الدولار في السوق السوداء الإيرانية مزيدًا من التقلبات في المستقبل، وذلك بسبب العوامل التي ذكرناها في هذا المقال.