سورة عن الظالمين

سورة عن الظالمين

سورة العنكبوت

مقدمة:

سورة العنكبوت هي السورة التاسعة والعشرون في القرآن الكريم، وهي سورة مكية، نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وفي هذه السورة يخبر الله تعالى عن قدرته العظيمة، ورحمته الواسعة، وعقابه الشديد للظالمين، ويحذر عباده من الظلم والبغي.

1. قدرة الله تعالى:

يخبر الله تعالى عن قدرته العظيمة في خلق السماوات والأرض، وما بينهما من كواكب ونجوم، ويقول تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30].

ويذكر الله تعالى قدرته على إحياء الموتى وإعادتهم إلى الحياة يوم القيامة، ويقول تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُزْعِمُونَ} [الأنبياء: 98].

ويخبر الله تعالى عن علمه الغيب، وأنه يعلم ما في قلوب الناس، ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُكْنُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [الأنبياء: 109].

2. رحمة الله تعالى:

يخبر الله تعالى عن رحمته الواسعة، وأنه رحيم بعباده، ويقول تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156].

ويذكر الله تعالى رحمته بالناس في إرسال الرسل والأنبياء إليهم لهدايتهم إلى طريق الحق، ويقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

ويخبر الله تعالى عن رحمته بالناس في نزول القرآن الكريم عليهم، ويقول تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَرَحْمَةً وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89].

3. عقاب الله تعالى للظالمين:

يحذر الله تعالى عباده من الظلم والبغي، ويخبرهم عن عذابه الشديد للظالمين، ويقول تعالى: {وَلا تَظْلِمُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 41].

ويذكر الله تعالى عذاب الظالمين في نار جهنم، ويقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 47].

ويخبر الله تعالى عن عذاب الظالمين في الدنيا، وانه يحل بهم البلاء والمحن، ويقول تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].

4. صفات الظالمين:

من صفات الظالمين الكبر والغرور، ويقول تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَكَبَّرُوا وَتَعَالَوْا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [غافر: 60].

ومن صفات الظالمين الجهل والضلال، ويقول تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر: 8].

ومن صفات الظالمين الاعتداء على حقوق الآخرين، ويقول تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].

5. عاقبة الظالمين:

عاقبة الظالمين في الدنيا هي الخسران والبوار، ويقول تعالى: {وَأَنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

وعاقبة الظالمين في الآخرة هي عذاب النار، ويقول تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا فَلَا تَحْسَبَنَّ أَنَّهُمْ نَاجُونَ مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحديد: 18].

وعاقبة الظالمين عند الله تعالى هو الخزي والعار، ويقول تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].

6. النهي عن الظلم:

ينهى الله تعالى عباده عن الظلم والبغي، ويقول تعالى: {وَلا تَظْلِمُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 41].

ويأمر الله تعالى عباده بالعدل والإنصاف، ويقول تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58].

ويحض الله تعالى عباده على التسامح والعفو عن الظالمين، ويقول تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 13].

7. الظلم والتاريخ:

لقد انتشر الظلم والبغي في كثير من المجتمعات على مر التاريخ، وكان له آثار مدمرة على حياة الأفراد والشعوب.

وقد أدى الظلم والبغي إلى الحروب والصراعات، وإلى معاناة الناس من الفقر والحرمان والتشرد.

وقد حذر الله تعالى عباده من الظلم والبغي، وجعله من الكبائر، وأمرهم بالعدل والإنصاف والتسامح والعفو.

خاتمة:

سورة العنكبوت هي سورة عظيمة تحوي الكثير من الدروس والعبر، وهي تحذر من الظلم والبغي وتبين عاقبة الظالمين في الدنيا والآخرة، وتأمر بالعدل والإنصاف والتسامح والعفو.

أضف تعليق