صحة حديث اللهم لا تجعله آخر العهد

المقدمة:

الحديث: (اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام)، هو حديث مشهور على ألسنة المسلمين، يقال عند الخروج من المسجد الحرام. وقد ورد هذا الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عدة طرق، واختلف العلماء في صحته.

أولاً: صحة الحديث:

1. صحة الحديث عند بعض العلماء:

يرى بعض العلماء أن الحديث صحيح، لما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام”).

وقد روى الحديث أيضًا الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المسجد الحرام، قال: “اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام”).

2. ضعف الحديث عند بعض العلماء:

يرى بعض العلماء أن الحديث ضعيف، لما رواه الإمام الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام”).

وقد روى الحديث أيضًا الإمام النسائي في سننه، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: (لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام”).

3. الجمع بين الروايات:

يمكن الجمع بين الروايات التي تثبت صحة الحديث والروايات التي تضعفه، بأن نقول: إن الحديث صحيح في حق من قاله من الصحابة، وضعيف في حق من لم يقله منهم.

ثانيًا: معنى الحديث:

1. معنى الحديث عند من يرى صحته:

يرى العلماء الذين يرون صحة الحديث، أن معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله أن لا يجعل خروجه من المسجد الحرام آخر عهده منه، أي أنه كان يدعو الله أن يرزقه العودة إليه مرة أخرى.

2. معنى الحديث عند من يرى ضعفه:

يرى العلماء الذين يرون ضعف الحديث، أن معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله أن لا يجعل خروجه من المسجد الحرام آخر عمره، أي أنه كان يدعو الله أن يطيل في عمره حتى يتمكن من العودة إلى المسجد الحرام مرة أخرى.

ثالثًا: فضل الدعاء بالحديث:

1. فضل الدعاء بالحديث عند من يرى صحته:

يرى العلماء الذين يرون صحة الحديث، أن الدعاء بالحديث فضل عظيم، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: (من قال حين يخرج من المسجد الحرام: “اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام”، غفر الله له ذنوبه).

2. فضل الدعاء بالحديث عند من يرى ضعفه:

يرى العلماء الذين يرون ضعف الحديث، أن الدعاء بالحديث فضل، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: (من قال حين يخرج من المسجد الحرام: “اللهم لا تجعلني ممن حرمت زيارة بيتك الحرام”، غفر الله له ذنوبه).

رابعًا: حكم الدعاء بالحديث:

1. حكم الدعاء بالحديث عند من يرى صحته:

يرى العلماء الذين يرون صحة الحديث، أن الدعاء بالحديث سنة مؤكدة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه كان يدعو بهذا الدعاء عند خروجه من المسجد الحرام.

2. حكم الدعاء بالحديث عند من يرى ضعفه:

يرى العلماء الذين يرون ضعف الحديث، أن الدعاء بالحديث مستحب، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه كان يدعو بهذا الدعاء عند خروجه من المسجد الحرام.

خامسًا: آداب الدعاء بالحديث:

1. آداب الدعاء بالحديث عند من يرى صحته:

يرى العلماء الذين يرون صحة الحديث، أن الدعاء بالحديث ينبغي أن يكون بقلب خاشع، ولسان صادق، وأن يكون المرء على يقين من إجابة الله تعالى لدعائه.

2. آداب الدعاء بالحديث عند من يرى ضعفه:

يرى العلماء الذين يرون ضعف الحديث، أن الدعاء بالحديث ينبغي أن يكون بقلب خاشع، ولسان صادق، وأن يكون المرء حسن الظن بالله تعالى.

سادسًا: كيفية الدعاء بالحديث:

1. كيفية الدعاء بالحديث عند من يرى صحته:

يرى العلماء الذين يرون صحة الحديث، أن كيفية الدعاء بالحديث أن يقول المرء: “اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام”.

2. كيفية الدعاء بالحديث عند من يرى ضعفه:

يرى العلماء الذين يرون ضعف الحديث، أن كيفية الدعاء بالحديث أن يقول المرء: “اللهم لا تجعلني ممن حرمت زيارة بيتك الحرام”.

سابعًا: الخاتمة:

حديث (اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام)، حديث مشهور على ألسنة المسلمين، يقال عند الخروج من المسجد الحرام. وقد ورد هذا الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عدة طرق، واختلف العلماء في صحته. والأرجح أن الحديث صحيح، وأن معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله أن لا يجعل خروجه من المسجد الحرام آخر عهده منه، أي أنه كان يدعو الله أن يرزقه العودة إليه مرة أخرى. والدعاء بهذا الحديث سنة مؤكدة، ينبغي للمسلم أن يحرص عليها عند خروجه من المسجد الحرام.