صحة دعاء سيدنا الخضر

صحة دعاء سيدنا الخضر

صحة دعاء سيدنا الخضر

مقدمة

سيدنا الخضر عليه السلام من الشخصيات الغامضة في التاريخ الإسلامي، ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد اختلف العلماء في حقيقة هذا الرجل وحياته وظروفه، وهناك العديد من الروايات والقصص التي تروى عنه.

الروايات المختلفة حول سيدنا الخضر

وردت العديد من الروايات المختلفة حول سيدنا الخضر، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، ومن الروايات الصحيحة عنه ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: لا، فأوحى الله إليه أن عبدًا لنا بمجمع البحرين هو أعلم منك، فانطلق موسى حتى أتى مجمع البحرين فإذا رجل في كوخ فقال: هل أنت الخضر؟ قال: أنا الخضر، قال: جئت لأتعلم منك مما علمك الله، قال: إنك لن تستطيع معي صبرًا، فانطلقا حتى ركبا في السفينة، فجاء الموج فكاد يغرقها فخرقها الخضر، قال موسى: هلا أخبرتني قبل أن تخرقها؟ قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت، ثم انطلقا حتى إذا أتيا على غلام يلعب مع الغلمان فأخذه الخضر فقتله، قال موسى: قتلت نفسًا زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فأفارقن، ثم انطلقا حتى أتيا على أهل قرية فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فإذا جدار يريد أن ينقض فأقامه الخضر، قال موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرًا، قال: هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها عليهم فكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا، وأما الغلام فكان أبوه وأمه مؤمنين فخشيت أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري).

من الروايات الضعيفة عن سيدنا الخضر ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الخضر كان نبيًا من أنبياء بني إسرائيل، وقد كان يعيش في زمن موسى عليه السلام، وكان له علم غزير بالأسرار الإلهية.

روى البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الخضر كان رجلاً صالحًا من أهل اليمن، وقد كان يعيش في زمن إبراهيم عليه السلام، وكان له علم غزير بالطب والحكمة.

حقيقة سيدنا الخضر

وقد اختلف العلماء في حقيقة سيدنا الخضر، فمنهم من قال إنه نبي، ومنهم من قال إنه ولي صالح، ومنهم من قال إنه ملك، ومنهم من قال إنه جنّ.

والراجح عند أهل العلم أنه ولي صالح، وذلك للأدلة الآتية:

1. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدل على أن الخضر نبي.

2. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدل على أن الخضر ملك أو جنّي.

3. ورد في الأحاديث الصحيحة أن الخضر عليه السلام كان رجلاً صالحًا.

ألقاب سيدنا الخضر

لقب سيدنا الخضر عليه السلام بالعديد من الألقاب، ومنها:

1. الخضر: وهو لقب مشهور له، وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان جلده أخضر اللون.

2. إلياس: وهو لقب آخر له، وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان يعيش في جبال إلياس.

3. ذو القرنين: وهو لقب ثالث له، وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان له قرن على رأسه.

4. أبو العباس: وهو لقب رابع له، وقد سمي بهذا الاسم لأن والده كان اسمه عباس.

5. أبو القاسم: وهو لقب خامس له، وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان له ابن اسمه قاسم.

دعاء سيدنا الخضر

ورد في الأحاديث الصحيحة أن سيدنا الخضر عليه السلام كان يدعو الله تعالى بالدعاء الآتي:

“اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم”.

وقد ورد في بعض الروايات أن سيدنا الخضر عليه السلام كان يدعو الله تعالى بالدعاء الآتي:

“اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، أن تجعلني من عبادك الصالحين، وأن ترزقني علمًا نافعًا، وأن توفقني إلى العمل الصالح”.

وقد ورد في بعض الروايات أن سيدنا الخضر عليه السلام كان يدعو الله تعالى بالدعاء الآتي:

“اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الخالق الرزاق، الذي بيده ملكوت كل شيء، أن تيسر لي أمري، وأن تفتح لي أبواب رزقك، وأن تصرف عني شر خلقك”.

فوائد دعاء سيدنا الخضر

لدعاء سيدنا الخضر عليه السلام العديد من الفوائد، ومنها:

1. مغفرة الذنوب.

2. زيادة العلم النافع.

3. التوفيق إلى العمل الصالح.

4. تيسير الأمور.

5. فتح أبواب الرزق.

6. صرف شر خلق الله.

خاتمة

سيدنا الخضر عليه السلام من الشخصيات الغامضة في التاريخ الإسلامي، وقد اختلف العلماء في حقيقة هذا الرجل وحياته وظروفه، وهناك العديد من الروايات والقصص التي تروى عنه.

ودعاء سيدنا الخضر عليه السلام من الأدعية المأثورة التي وردت في الأحاديث الصحيح

أضف تعليق