عقوق الوالدين للابناء

عقوق الوالدين للابناء

المقدمة

عقوق الوالدين هو جحد حقوق الوالدين وعدم الوفاء بها، وهو من الكبائر التي نهى عنها الإسلام واعتبرها من الذنوب العظيمة. وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين فقال: “لا تعقوا آباءكم، من عق أباه فليمت، ومن عق أمه فليمت، قالوا: يا رسول الله ما عقوق الوالدين؟ قال: أن تقول لوالديك: أف لكما”.

أسباب عقوق الوالدين

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الأبناء إلى عقوق والديهم، ومنها:

1. الجهل بحقوق الوالدين: قد يكون عقوق الوالدين ناتجًا عن جهل الأبناء بحقوقهم وواجباتهم تجاههم. فقد لا يدرك الأبناء أهمية الوالدين في حياتهم ودورهم في تربيتهم ورعايتهم.

2. سوء التربية: قد يكون عقوق الوالدين ناتجًا عن سوء التربية التي تلقاها الأبناء. فقد تكون الأسرة التي نشأ فيها الأبناء أسرة مفككة أو أسرة تعاني من مشاكل عديدة، مما يؤدي إلى عدم حصول الأبناء على الرعاية والتربية اللازمتين.

3. الرفاق السوء: قد يكون عقوق الوالدين ناتجًا عن صحبة رفاق السوء. فقد يؤثر رفاق السوء على سلوك الأبناء ويحرضونهم على عقوق والديهم.

4. الانشغال عن الوالدين: قد يكون عقوق الوالدين ناتجًا عن انشغال الأبناء عنهم. فقد تكون لدى الأبناء وظائف أو دراسات أو اهتمامات أخرى تشغلهم عن الوالدين وتمنعهم من رعايتهم والاهتمام بهم.

5. تغيير نمط الحياة: يمكن أن يكون عقوق الوالدين والإهمال ناتجًا عن تغير نمط الحياة والإيقاع السريع الذي لا يترك مكانًا لقضاء وقت ممتع مع الوالدين.

6. ضعف الوازع الديني: قد يكون عقوق الوالدين ناتجًا عن ضعف الوازع الديني لدى الأبناء. فقد يكون الأبناء غير ملتزمين بتعاليم الدين الإسلامي، مما يؤدي إلى عدم اهتمامهم بحقوق الوالدين وعدم الوفاء بها.

7. العقوق المقابل: قد يكون عقوق الوالدين ناتجًا عن العقوق المقابل. فقد يكون الأبناء قد تعرضوا لعقوق من قبل والديهم في الماضي، مما أدى إلى كرههم لوالديهم ورفضهم الوفاء بحقوقهم.

آثار عقوق الوالدين

يترتب على عقوق الوالدين العديد من الآثار السلبية، منها:

1. غضب الله تعالى: عقوق الوالدين من الذنوب العظيمة التي يغضب الله تعالى منها. فقد قال الله تعالى في سورة الإسراء: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا”.

2. لعن الملائكة: يلعن الملائكة العاقين لوالديهم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة يلعنهم الله والملائكة والناس: الرجل المناني، والعاق لوالديه، والديوث الذي يقر الفاحشة في أهله”.

3. شؤم المنزل: يكون المنزل الذي يعيش فيه عاق لوالديه مشؤومًا. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا تدخل الملائكة منزلهم: عاق لوالديه، ومدمن خمر، ومؤمن بسحر”.

عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة

عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة شديدة جدًا. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العاق لوالديه لا يدخل الجنة”.

1. في الدنيا: يعاقب عقوق الوالدين في الدنيا بالحرمان من بركة الوالدين ودعائهما. كما قد يعاقب بالفقر والمرض والذل والهوان.

2. في الآخرة: يعاقب عقوق الوالدين في الآخرة بدخول النار. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العاق لوالديه من الكبائر، ومن الكبائر الشرك بالله، وقتل النفس، وقذف المحصنات”.

كيفية تجنب عقوق الوالدين

هناك العديد من الطرق التي يمكن للأبناء من خلالها تجنب عقوق والديهم، منها:

1. معرفة حقوق الوالدين: يجب على الأبناء معرفة حقوق الوالدين عليهم والالتزام بهذه الحقوق. فعلى الأبناء طاعة والديهم في المعروف، والإحسان إليهما، وبرهما، وصلة رحمهما، والدعاء لهما، والاستغفار لهما بعد موتهما.

2. حسن التربية: يجب على الآباء والأمهات تربية أبنائهم على طاعتهم والإحسان إليهم. فعلى الآباء والأمهات تعليم أبنائهم حقوقهم وواجباتهم تجاههم، وتدريبهم على حسن التعامل معهم واحترامهم.

3. صحبة الصالحين: يجب على الأبناء صحبة الصالحين من الأصدقاء والرفاق. فالصحبة الصالحة تحفز الأبناء على طاعة والديهم والإحسان إليهم.

4. قضاء الوقت مع الوالدين: يجب على الأبناء قضاء الوقت مع والديهم والاهتمام بهم. فعلى الأبناء زيارة والديهم باستمرار والاطمئنان عليهم وتلبية احتياجاتهم.

5. بر الوالدين بعد موتهما: يجب على الأبناء بر والديهم بعد موتهما. فعلى الأبناء الدعاء لهما والاستغفار لهما وصلة رحمهما وإخراج الصدقات عنهما.

الرفق بالوالدين

من المعلوم أن التربية الإسلامية قائمة على الرحمة واللطف، وفى تربية الوالدين شددت الشريعة الإسلامية على الرفق بهما والرحمة بهما، وأوصت أن يكون التعامل معهم قائمًا على المحبة والاحترام، والابتعاد عن أي قولٍ أو فعلٍ قد يؤذيهما أو يقلل من قدرهما، فيجب على الأبناء أن يكونوا ودودين وحسنى الخلق مع والديهم، وأن يعاملوا كبار السن بكل احترام وإجلال، وأن يتجنبوا إهانتهم أو التقليل من شأنهم، وأن يمتثلوا لأوامرهم في المعروف، وأن لا يعصوهم في غير المعصية، وأن يكونوا حريصين على إسعادهم وإدخال السرور عليهم، وأن لا يتكبروا عليهم، وأن لا يرفعوا أصواتهم عليهم، وأن لا يقاطعوهم في الكلام.

الوفاء بالعهود والمواثيق

إن بر الوالدين والوفاء بحقوقهم هو من أهم العهود والمواثيق التي يجب الوفاء بها، وقد شدد الله سبحانه وتعالى على ذلك في كتابه الكريم، فقال: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، فمن أوفى بعهده مع والديه وفى بحقوقهما نال رضا الله سبحانه وتعالى، ومن خالف ذلك فقد عصى الله سبحانه وتعالى ولم يوف بعهده.

الخاتمة

عقوق الوالدين من الذنوب العظيمة التي نهى عنها الإسلام واعتبرها من الكبائر. وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين فقال: “لا تعقوا آباءكم، من عق أباه فليمت، ومن عق أمه فليمت، قالوا: يا رسول الله ما عقوق الوالدين؟ قال: أن تقول لوالديك: أف لكما”.

وتوجد أسباب عديدة لعقوق الوالدين، منها الجهل بحقوق الوالدين،

أضف تعليق