مقدمة:
علم موازين الشعر هو علم يبحث في أوزان الشعر العربي، وهو من العلوم المهمة في الأدب العربي، إذ إنه يساعد على فهم موسيقى الشعر وتذوق جماله، كما أنه من العلوم القديمة التي حظيت باهتمام كبير من العلماء والأدباء العرب منذ العصر الجاهلي إلى يومنا هذا.
أولاً: مفهوم الوزن في الشعر العربي:
1. الوزن في الشعر العربي هو ترتيب التفعيلات الشعرية في أبيات محددة، والتفعيلة هي وحدة الوزن الأساسية في الشعر العربي، وهي تتكون من مجموعة من الحركات والسكنات متتابعة، ويطلق عليها علم العروض كما سميت فيما بعد علم القوافي.
2. هناك ستة عشر تفعيلة أساسية في الشعر العربي، وهي: فعلن، فاعلن، مستفعلن، فاعلاتن، مفتعلن، مفاعيلن، فاعلاتن، مفعلاتن، فعولن، مفاعيل، فاعول، مفاعلة، متفاعلن، متفاعلاً، فعلاتن، وتسمى تفاعيل البحر الطويل.
3. يتم تصنيف البحور الشعرية إلى بحور بسيطة وبحور مركبة، والبحور البسيطة هي البحور التي تتكون من تفعيلة واحدة متكررة، والبحور المركبة هي البحور التي تتكون من أكثر من تفعيلة متكررة.
ثانيًا: أنواع البحور الشعرية:
1. البحور الشعرية البسيطة هي: البحر الطويل، وهو من أكثر البحور الشعرية شيوعًا، ويتكون من تفعيلة (فاعلاتن) متكررة، والبحر القصير، ويتكون من تفعيلة (مستفعلن) متكررة، والبحر المديد، ويتكون من تفعيلة (فاعلاتن) متكررة، والبحر الرجز، ويتكون من تفعيلة (مستفعلن) متكررة.
2. البحور الشعرية المركبة هي: البحر الخفيف، ويتكون من تفعيلتين (فاعلاتن) و(فاعلن) متكررتين، والبحر الرمل، يتكون من تفعيلة (فاعلاتن) و(فعولن) متكررتين، والبحر السريع، يتكون من تفعيلة (فاعلاتن) و(مفاعيلن) متكررتين، والبحر الكامل، يتكون من تفعيلة (فاعلاتن) و(متفاعلن) متكررتين، والبحر الوافر، ويتكون من تفعيلة (فاعلاتن) و(مفاعلة) متكررتين، والبحر البسيط، يتكون من تفعيلة (مستفعلن) و(فاعلن) متكررتين، والبحر الهزج، يتكون من تفعيلة (مستفعلن) و(فعولن) متكررتين، والبحر المنسرح، يتكون من تفعيلة (مستفعلن) و(مفاعيلن) متكررتين، والبحر الخفيف، يتكون من تفعيلة (فاعلاتن) و(فاعلن) متكررتين.
ثالثًا: شروط الوزن في الشعر العربي:
1. يجب أن يكون كل بيت من الشعر مكونًا من عدد محدد من التفعيلات، ويسمى هذا العدد “الوزن”، ويختلف الوزن من بحر إلى آخر.
2. يجب أن يكون البيت من الشعر متوافقًا مع بحر معين، أي أن تكون جميع تفعيلات البيت من نفس النوع.
3. يجب أن يكون البيت من الشعر خاليًا من العيوب العروضية، وهي أخطاء في الوزن أو القافية.
رابعًا: فوائد الوزن في الشعر العربي:
1. يساعد الوزن الشعري على إعطاء الشعر موسيقى وإيقاعًا جميلاً، مما يزيد من متعة الاستماع إليه وتذوق جماله.
2. يساعد الوزن الشعري على سهولة حفظ الشعر وتذكره، إذ أن الوزن الثابت يساعد على تثبيت الكلمات في الذاكرة.
3. يساعد الوزن الشعري على التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة فنية وجميلة، إذ أن الوزن والقافية يعطيان للشعر طابعًا خاصًا يجعله أكثر تأثيرًا في النفوس.
خامسًا: أشهر الشعراء العرب:
1. ومن أشهر الشعراء العرب الذين كتبوا الشعر الموزون: الشاعر الجاهلي امرؤ القيس، والشاعر الأموي الفرزدق، والشاعر العباسي أبو نواس، والشاعر الأندلسي ابن زيدون، والشاعر المملوكي ابن الفارض، والشاعر العثماني أحمد شوقي، وغيرهم كثيرون.
سادسًا: تطور علم موازين الشعر العربي:
1. تطور علم موازين الشعر العربي على مر العصور، فقد بدأ منذ العصر الجاهلي باهتمام الشعراء بالأوزان والقوافي، ثم تطور في العصر الأموي والعصر العباسي، حيث ظهرت كتب كثيرة في علم العروض والقافية، ومن أهم هذه الكتب كتاب “العروض والقوافي” للخليل بن أحمد الفراهيدي، الذي وضع أسس علم العروض والقافية.
2. وفي العصر الحديث، ظهرت كتب كثيرة في علم موازين الشعر العربي، ومن أهم هذه الكتب كتاب “الكامل في الصناعة الشعرية” للمبرد، وكتاب “الموشح في علم العروض والقافية” لابن رشيق القيرواني، وكتاب “أسرار البلاغة” لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها كثيرون.
سابعًا: الختام:
وفي الختام، فإن علم موازين الشعر العربي هو علم مهم في الأدب العربي، إذ إنه يساعد على فهم موسيقى الشعر وتذوق جماله، كما أنه من العلوم القديمة التي حظيت باهتمام كبير من العلماء والأدباء العرب منذ العصر الجاهلي إلى يومنا هذا.