كفارة الإطعام عن الصيام

كفارة الإطعام عن الصيام

كفارة الإطعام عن الصيام: فِدْيَةٌ لإبطال الصيام

المقدمة:

الصيام من أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادةٌ عظيمةٌ يُثاب عليها المسلم أجراً كبيراً، إلاَّ أنه قد يضطر المسلم إلى إبطال صيامه لأسبابٍ مختلفة، وقد شرع الله تعالى في هذه الحالة كفارةً يجب على المسلم أن يؤديها للتكفير عن هذا الإفطار. وتتلخص كفارة الإفطار في إطعام 60 مسكيناً، أو صيام 60 يوماً متتابعاً، أو عتق رقبة مؤمنة، واختلف الفقهاء فيمن يحق لهم قبول هذه الكفارة.

1. أنواع كفارة الإطعام عن الصيام:

إطعام 60 مسكيناً:

وهو أفضل أنواع الكفارة وأيسرها، وذلك بأن يُطعم المسلم 60 مسكيناً من الطعام الذي يأكله هو وأهله، ويُشترط أن يكون الطعام جيداً ومشبِعاً، ويُكره إعطاء الطعام الفاسد أو الرديء.

صيام 60 يوماً متتابعاً:

وهو ثاني أنواع الكفارة وأصعبها، وذلك بأن يصوم المسلم 60 يوماً متتابعاً دون انقطاع، ويبدأ الصيام من اليوم التالي للإفطار، ويُشترط أن يكون الصيام صحيحاً ومقبولاً عند الله تعالى.

عتق رقبة مؤمنة:

وهو ثالث أنواع الكفارة وأعظمها، وذلك بأن يعتق المسلم رقبة مؤمنة، أي يُحرر عبداً أو أمةً مسلمين، ويُشترط أن يكون العبد أو الأمة سليماً من العيوب التي تمنع العتق، وأن يكون مسلماً.

2. من يَحق له قبول كفارة الإطعام عن الصيام؟

المساكين:

وهم الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، ويجوز إعطاء الكفارة لمساكين المسلمين أو مساكين غير المسلمين.

اليتامى:

وهم الأطفال الذين مات آباؤهم ولم يتركوا لهم مالاً يكفي لمعيشتهم، ويجوز إعطاء الكفارة لليتامى المسلمين أو اليتامى غير المسلمين.

الأرامل:

وهن النساء اللاتي مات أزواجهن ولم يتركوا لهن مالاً يكفي لمعيشتهن، ويجوز إعطاء الكفارة للأرامل المسلمات أو الأرامل غير المسلمات.

المسافرون:

وهم الأشخاص الذين يسافرون بعيداً عن بلدهم ولا يجدون ما يكفي من الطعام والشراب، ويجوز إعطاء الكفارة للمسافرين المسلمين أو المسافرين غير المسلمين.

المرضى:

وهم الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة ولا يستطيعون العمل أو الكسب، ويجوز إعطاء الكفارة للمرضى المسلمين أو المرضى غير المسلمين.

3. شروط كفارة الإطعام عن الصيام:

أن يكون الطعام جيداً ومشبِعاً:

ويُكره إعطاء الطعام الفاسد أو الرديء، ويجب أن يكون الطعام كافياً لإشباع المسكين الواحد.

أن يكون الصيام صحيحاً ومقبولاً عند الله تعالى:

ويُشترط في الصيام أن يكون كاملاً وغير منقوص، وأن يكون خالياً من المحرمات والشبهات.

أن يكون العتق شرعياً:

ويُشترط في العتق أن يكون العبد أو الأمة سليماً من العيوب التي تمنع العتق، وأن يكون مسلماً.

4. الوقت الذي تُؤدى فيه كفارة الإطعام عن الصيام:

يجب على المسلم أن يؤدي كفارة الإفطار في أقرب وقت ممكن، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد رمضان، ويجوز للمسلم أن يؤدي الكفارة قبل رمضان إذا علم أنه سيفطر في رمضان، كما يجوز له أن يؤديها بعد رمضان إذا لم يستطع تأديتها في رمضان.

5. الحكمة من مشروعية كفارة الإطعام عن الصيام:

لقد شرع الله تعالى كفارة الإفطار لعدة حِكَم، منها:

تعويض المسلم عن اليوم الذي أفطره:

فالكفارة تُكفر عن ذنب الإفطار وتُعوض المسلم عن اليوم الذي أفطره.

تطهير المسلم من الذنوب:

فالكفارة تُطهر المسلم من الذنوب التي اقترفها أثناء الصيام.

إطعام الفقراء والمساكين:

فالكفارة تُساعد على إطعام الفقراء والمساكين وتخفيف معاناتهم.

6. من يُعفى من كفارة الإطعام عن الصيام؟

من أفطر بسبب المرض:

فالمريض الذي لا يستطيع الصيام يُعفى من كفارة الإفطار.

من أفطر بسبب السفر:

فالرجل المسافر يُعفى من كفارة الإفطار.

الحائض والنفساء:

فالمرأة الحائض أو النفساء تُعفى من كفارة الإفطار.

من أفطر بسبب الحمل أو الرضاعة:

فالمرأة الحامل أو المرضعة تُعفى من كفارة الإفطار.

الشيخ الكبير:

والمرأة الكبيرة في السن تُعفى من كفارة الإفطار.

7. متى يُسقط وجوب كفارة الإطعام عن الصيام؟

إذا لم يجد المسلم طعاماً يُطعم به 60 مسكيناً:

ففي هذه الحالة يُسقط وجوب كفارة الإطعام عن المسلم.

إذا لم يستطع المسلم صيام 60 يوماً متتابعاً:

ففي هذه الحالة يُسقط وجوب كفارة الصيام عن المسلم.

إذا لم يجد المسلم رقبةً مؤمنة يُعتقها:

ففي هذه الحالة يُسقط وجوب كفارة العتق عن المسلم.

الخاتمة:

كفارة الإطعام عن الصيام عبادة عظيمة يُثاب عليها المسلم أجراً كبيراً، وهي واجبة على كل مسلم أفطر في رمضان بغير عذر شرعي، ويجب على المسلم أن يؤدي كفارة الإفطار في أقرب وقت ممكن، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد رمضان.

أضف تعليق