المقدمة:
الصفار هو حالة مؤقتة شائعة عند حديثي الولادة، حيث يتحول لون جلد الطفل إلى اللون الأصفر بسبب تراكم مادة البيليروبين في الدم. يمكن أن يظهر الصفار في وجه الطفل وصدره وبطنه وقدميه ويديه. وعادةً ما يبدأ الصفار في الظهور بعد حوالي يومين إلى ثلاثة أيام من الولادة، ويبلغ ذروته في غضون أسبوع إلى أسبوعين. وفي معظم الحالات، يزول الصفار من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ومع ذلك، إذا كان الصفار شديدًا أو استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة.
1. أسباب الصفار:
– زيادة إنتاج البيليروبين: ينتج البيليروبين بشكل طبيعي عندما يتكسر الهيموغلوبين، وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء يحمل الأكسجين. ويكون لدى حديثي الولادة كمية أكبر من البيليروبين مقارنة بالبالغين لأن خلايا الدم الحمراء لديهم تتكسر بشكل أسرع.
– ضعف قدرة الكبد على معالجة البيليروبين: لا يستطيع الكبد لدى حديثي الولادة معالجة البيليروبين بكفاءة كما يفعل كبد البالغين. وينتج عن ذلك تراكم البيليروبين في الدم وتطور الصفار.
– أسباب أخرى: يمكن أن يحدث الصفار أيضًا بسبب بعض العوامل الأخرى، مثل عدم التوافق بين فصائل الدم بين الأم والطفل، أو العدوى، أو بعض الأمراض الخلقية.
2. أعراض الصفار:
– اصفرار الجلد والعينين: هذا هو العرض الرئيسي للصفار.
– اصفرار البول: قد يصبح بول الطفل أصفر داكنًا أو برتقاليًا.
– اصفرار البراز: قد يصبح براز الطفل شاحبًا أو رماديًا.
– فقدان الشهية: قد يفقد الطفل الشهية أو يتقيأ.
– الخمول: قد يبدو الطفل أكثر خمولًا أو نعاسًا من المعتاد.
3. مضاعفات الصفار:
– تلف الدماغ: يمكن أن يؤدي ارتفاع البيليروبين في الدم إلى تلف الدماغ، خاصةً إذا كان الطفل خديجًا أو يعاني من مشاكل صحية أخرى.
– مشاكل في السمع: يمكن أن يسبب الصفار الشديد أيضًا مشاكل في السمع.
– الوفاة: في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الصفار إلى الوفاة.
4. تشخيص الصفار:
– فحص جسدي: يقوم الطبيب بفحص الطفل بحثًا عن علامات الصفار، مثل اصفرار الجلد والعينين.
– فحوصات الدم: يتم إجراء فحوصات الدم لقياس مستوى البيليروبين في الدم.
– فحوصات أخرى: قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى، مثل فحص بالموجات فوق الصوتية للكبد أو اختبار وظائف الكبد، لتحديد سبب الصفار.
5. علاج الصفار:
– العلاج بالضوء: العلاج الأكثر شيوعًا للصفار هو العلاج بالضوء. يتم وضع الطفل تحت ضوء خاص يساعد على تحطيم البيليروبين في الجلد.
– نقل الدم: في الحالات الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى نقل دم لإزالة البيليروبين من الدم.
– الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية للمساعدة في تقليل إنتاج البيليروبين أو تحسين قدرة الكبد على معالجته.
6. الوقاية من الصفار:
– الرضاعة الطبيعية: تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل طريقة للوقاية من الصفار. يحتوي حليب الثدي على مادة تساعد على إزالة البيليروبين من جسم الطفل.
– التطعيم ضد التهاب الكبد ب: يمكن أن يساعد التطعيم ضد التهاب الكبد ب في الوقاية من الصفار لأن التهاب الكبد ب يمكن أن يسبب ارتفاع البيليروبين في الدم.
– المتابعة مع الطبيب: من المهم متابعة الطفل مع الطبيب بانتظام حتى يمكن اكتشاف أي مشاكل صحية، بما في ذلك الصفار، وعلاجها في وقت مبكر.
7. متى يجب استشارة الطبيب:
– إذا كان طفلك يعاني من اصفرار الجلد أو العينين.
– إذا كان بول طفلك أصفر داكنًا أو برتقاليًا.
– إذا كان براز طفلك شاحبًا أو رماديًا.
– إذا فقد طفلك الشهية أو تقيأ.
– إذا كان طفلك يبدو أكثر خمولًا أو نعاسًا من المعتاد.
الاستنتاج:
الصفار هو حالة مؤقتة شائعة عند حديثي الولادة وعادةً ما يزول من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ومع ذلك، إذا كان الصفار شديدًا أو استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة. لذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا كنت قلقًا بشأن صحة طفلك.