ما حكم الاشتراك في ثمن أضحية الغنم

ما حكم الاشتراك في ثمن أضحية الغنم

مقدمة:

الأضحية هي أحد شعائر العبادات التي تقام في عيد الأضحى المبارك، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا”.

أنواع الأضحية:

1- أضحية الفرض: وهي الأضحية التي تجب على كل مسلم قادر مستطيع، ذكرًا كان أو أنثى، حرًا كان أو عبدًا، صغيرًا كان أو كبيرًا، إذا كان يملك نصاب الزكاة من النقد أو العروض النامية أو بهيمة الأنعام.

2- أضحية السنة: وهي الأضحية التي يستحب للمسلم أن يضحي بها، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة.

3- أضحية النفل: وهي الأضحية التي يتطوع بها المسلم، من غير إيجاب ولا استحباب، ابتغاء مرضاة الله تعالى.

شروط الأضحية:

1- السن: يجب أن تكون الأضحية من الإبل والبقر والغنم، وأن تبلغ السن المحددة شرعًا، وهي:

– الإبل: خمس سنوات فما فوق.

– البقر: سنتان فما فوق.

– الغنم: سنة واحدة فما فوق.

2- السلامة: يجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي تمنع من إجزائها، وهي:

– العور البين.

– المرض البين.

– العرج البين.

– الهزال البين.

– قطع الذنب أو الأذن أو الخصية.

أحكام الاشتراك في ثمن أضحية الغنم:

1- حكم الاشتراك في ثمن أضحية الغنم واجب أم مستحب:

– جمهور العلماء على جواز الاشتراك في ثمن أضحية الغنم.

– الحنفية: الاشتراك في ثمن الأضحية غير جائز، ولكن يجوز التوكيل في الذبح.

2- شروط الاشتراك في ثمن أضحية الغنم:

– أن يكون الاشتراك بإذن المضحي الأصلي.

– أن يكون كل شريك قادرًا على شراء أضحية كاملة.

– أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي تمنع من إجزائها.

– أن يتم الذبح في الوقت المحدد شرعًا.

3- كيفية الاشتراك في ثمن أضحية الغنم:

– يتفق الشركاء على شراء أضحية واحدة، ويحددون نصيب كل منهم فيها.

– يقوم أحد الشركاء بشراء الأضحية، أو يوكل أحدًا بشرائها.

– يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد شرعًا، وتوزع اللحوم على الشركاء حسب نصيب كل منهم.

4- فضل الاشتراك في ثمن أضحية الغنم:

– يثاب الشركاء في أضحية الغنم على قدر مشاركتهم فيها.

– الاشتراك في الأضحية يساعد على توفير المال، وييسر على الفقراء والمساكين التضحية.

– الاشتراك في الأضحية يقوي أواصر الترابط والمحبة بين المسلمين.

5- آراء العلماء في حكم الاشتراك في ثمن أضحية الغنم:

– جمهور العلماء: يجوز الاشتراك في ثمن أضحية الغنم، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “اشتركنا في ثمن بقرة، فذبحناها يوم النحر”.

– الحنفية: لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية، واستدلوا على ذلك بأن الأضحية عبادة بدنية، والعبادات البدنية لا يجوز فيها النيابة.

6- الرد على أدلة الحنفية:

– جمهور العلماء ردوا على أدلة الحنفية بأن النيابة في الأضحية جائزة في بعض الحالات، مثل حالة المرض أو السفر، أو إذا وكل المضحي أحدًا بذبح أضحيته.

– الاشتراك في ثمن الأضحية لا يعد نيابة، لأن كل شريك يمتلك جزءًا من الأضحية، ويكون شريكًا في ثوابها.

7- فتاوى العلماء المعاصرين في حكم الاشتراك في ثمن أضحية الغنم:

– الشيخ ابن باز رحمه الله: الاشتراك في ثمن الأضحية جائز، سواء كانت الأضحية من الإبل أو البقر أو الغنم.

– الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الاشتراك في ثمن الأضحية جائز، وهو من صور التعاون على البر والتقوى.

– الشيخ صالح الفوز

أضف تعليق