ما حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر

ما حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر

المقدمة:

الشريعة الإسلامية هي نظام متكامل للحياة، وتشمل جميع جوانبها، بما في ذلك الطعام والشراب والملبس والمسكن والمعاملات وغيرها. ومن أهم الأمور التي تناولتها الشريعة الإسلامية هي أحكام الصيام في شهر رمضان المبارك، حيث فرض الله تعالى الصيام على جميع المسلمين القادرين عليه، وحدد أحكامه وضوابطه. ومن بين هذه الأحكام، حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر.

أولاً: حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر:

يجوز للمسلم أن يبيع الطعام والشراب للكافر في نهار رمضان، وذلك لأن الكافر غير مكلف بالصيام، ولا حرج عليه في الأكل والشرب في نهار رمضان. وقد دلت على ذلك عدة أدلة من الكتاب والسنة، منها:

1. قال الله تعالى: {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة: 184]. وهذه الآية تدل على أن الصيام فرض على من كان قادراً عليه، أما من كان مريضاً أو مسافراً فلا حرج عليه في الإفطار، وذلك لأن المرض والسفر من الأعذار التي تبيح الإفطار. والكافر غير مكلف بالصيام، فهو كالذي يبيح له الإفطار كالمريض والمسافر.

2. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي الجفان من الطعام إلى اليهود في رمضان”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع الطعام إلى اليهود في نهار رمضان، وهذا يدل على جواز بيع الطعام للكافر في نهار رمضان.

3. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا يحل لعبد أن يصوم وربه شاهد إلا بإذنه”. وهذا الحديث يدل على أن الصيام حق للزوج على زوجته، وحق للرب على عبده، فإذا أذن الزوج لزوجته بالصيام، أو أذن الرب لعبده بالصيام، فلا حرج عليهما في صيام نهار رمضان. والكافر غير مكلف بالصيام، فلا حق لغيره عليه في منعه من الأكل والشرب في نهار رمضان.

ثانياً: شروط جواز بيع الطعام للكافر في نهار رمضان:

يجوز للمسلم أن يبيع الطعام للكافر في نهار رمضان، بشرط أن تتوفر الشروط الآتية:

1. أن يكون الكافر غير مسلم، لأن المسلم مكلف بالصيام، فلا يجوز للمسلم أن يبيعه الطعام في نهار رمضان.

2. أن يكون الطعام مباحاً، فلا يجوز للمسلم أن يبيع للكافر طعاماً محرماً، مثل لحم الخنزير والخمر وغيرهما.

3. أن لا يكون بيع الطعام للكافر سبباً في إعانته على الكفر، فلا يجوز للمسلم أن يبيع للكافر طعاماً يستخدمه في الكفر، مثل بيع الخمر للمسيحيين.

ثالثاً: حكم بيع الطعام للكافر في نهار رمضان إذا كان الطعام مباحاً:

إذا كان الطعام مباحاً، فلا حرج على المسلم أن يبيع الطعام للكافر في نهار رمضان، سواء كان الطعام نيئاً أو مطبوخاً، وسواء كان الطعام قليلاً أو كثيراً. وقد دلت على ذلك عدة أدلة من الكتاب والسنة، منها:

1. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} [المائدة: 1]. وهذه الآية تدل على وجوب الوفاء بالعقود، ومن أنواع العقود عقد البيع، فإذا باع المسلم طعاماً لكافر في نهار رمضان وجب عليه الوفاء بالعقد وتسليم الطعام للكافر.

2. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي الجفان من الطعام إلى اليهود في رمضان”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع الطعام إلى اليهود في نهار رمضان، وهذا يدل على جواز بيع الطعام للكافر في نهار رمضان إذا كان الطعام مباحاً.

3. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا يحل لعبد أن يصوم وربه شاهد إلا بإذنه”. وهذا الحديث يدل على أن الصيام حق للزوج على زوجته، وحق للرب على عبده، فإذا أذن الزوج لزوجته بالصيام، أو أذن الرب لعبده بالصيام، فلا حرج عليهما في صيام نهار رمضان. والكافر غير مكلف بالصيام، فلا حق لغيره عليه في منعه من الأكل والشرب في نهار رمضان.

رابعاً: حكم بيع الطعام للكافر في نهار رمضان إذا كان الطعام محرماً:

إذا كان الطعام محرماً، فلا يجوز للمسلم أن يبيع الطعام للكافر في نهار رمضان، سواء كان الطعام نيئاً أو مطبوخاً، وسواء كان الطعام قليلاً أو كثيراً. وقد دلت على ذلك عدة أدلة من الكتاب والسنة، منها:

1. قال الله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به} [المائدة: 3]. وهذه الآية تدل على تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، فإذا باع المسلم طعاماً محرماً لكافر في نهار رمضان يكون قد ارتكب إثماً عظيماً.

2. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يشرب الخمر إلا كافر”. وهذا الحديث يدل على أن شرب الخمر كفر، فإذا باع المسلم الخمر لكافر في نهار رمضان يكون قد ارتكب إثماً عظيماً.

3. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من باع شيئاً من الخمور فقد لعنه الله وملائكته والناس أجمعون”. وهذا الحديث يدل على أن بيع الخمور من كبائر الذنوب، فإذا باع المسلم الخمر لكافر في نهار رمضان يكون قد ارتكب إثماً عظيماً.

خامساً: حكم بيع الطعام للكافر في نهار رمضان إذا كان بيع الطعام للكافر سبباً في إعانته على الكفر:

إذا كان بيع الطعام للكافر سبباً في إعانته على الكفر، فلا يجوز للمسلم أن يبيع الطعام للكافر في نهار رمضان، سواء كان الطعام نيئاً أو مطبوخاً، وسواء كان الطعام قليلاً أو كثيراً. وقد دلت على ذلك عدة أدلة من الكتاب والسنة، منها:

1. قال الله تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2]. وهذه الآية تدل على وجوب عدم التعاون على الإثم والعدوان، فإذا باع المسلم طعاماً لكافر يستخدمه في الكفر يكون قد تعاون معه على الإثم والعدوان.

2. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعان على

أضف تعليق