حكم الدعاء للكافر

حكم الدعاء للكافر

حكم الدعاء للكافر

مقدمة

الدعاء هو طلب الخير من الله تعالى، ويعد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه. وقد شرع الله تعالى الدعاء في كل وقت ومكان، فالدعاء عبادة عظيمة، أمر الله بها عباده لما فيها من منافع عظيمة للعباد، وذلك لما يترتب عليه من نشر المحبة والألفة بين الناس، وتوادهم وتراحمهم، وإزالة العداوة والبغضاء بينهم، ولذلك حث الشرع على الدعاء للمسلمين، سواء أكانوا أقارب أم أباعد، أحياء أم أموات، وأما الدعاء للكفار فهو جائز في بعض الحالات ومحرم في حالات أخرى، سنتناولها بالتفصيل في هذا المقال.

أقسام الكفار

ينقسم الكفار إلى قسمين:

الكافر الأصلي: هو الذي لم يسبق له الدخول في الإسلام، إما أن يكون ولد على دين الكفر أو ارتد عنه.

الكافر المرتد: هو الذي دخل في الإسلام ثم خرج عنه.

حكم الدعاء للكافر الأصلي

لا يجوز الدعاء للكافر الأصلي بالهداية إلى الإسلام، لأن هذا يعني طلب زيادة الكفر، وهو ما لا يجوز شرعًا.

يجوز الدعاء للكافر الأصلي بالشفاء من الأمراض، أو بالرزق، أو بالستر، أو بأي خير دنيوي آخر، وذلك لأن الدعاء له بالخير لا يعني رضًا بكفره، بل هو من باب الرحمة به، وإحسان إليه.

لا يجوز الدعاء للكافر الأصلي بدخول الجنة، لأن هذا يعني الشفاعة له، والشفاعة لا تكون إلا للمؤمنين.

حكم الدعاء للكافر المرتد

لا يجوز الدعاء للكافر المرتد بالهداية إلى الإسلام، لأن هذا يعني طلب زيادة الكفر، وهو ما لا يجوز شرعًا، بل تجب عليه التوبة من كفره والعودة إلى الإسلام.

لا يجوز الدعاء للكافر المرتد بالشفاء من الأمراض، أو بالرزق، أو بالستر، أو بأي خير دنيوي آخر، وذلك لأنه قد ارتكب ذنبًا عظيمًا بخروجه من الإسلام، فلا يجوز إكرامه أو إحسانه إليه.

يجوز الدعاء على الكافر المرتد بالهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة، وذلك لأنه قد استحق ذلك جزاءً لما اقترفه من ذنب عظيم، وهو الردة عن الإسلام.

حكم الدعاء للكافر في أوقات الشدة

يجوز الدعاء للكافر في أوقات الشدة، مثل وقت المرض أو الحروب أو الكوارث الطبيعية، وذلك من باب الرحمة به وإحسان إليه، وليس هذا من قبيل الدعاء له بالهداية إلى الإسلام أو الشفاعة له.

من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم للكافر في أوقات الشدة: “اللهم اشفه من مرضه”، “اللهم ارزقه من فضلك”، “اللهم استر عليه”، “اللهم نجّـه من البلاء”.

لا يجوز الدعاء للكافر في أوقات الشدة بالهداية إلى الإسلام أو الشفاعة له، لأن هذا يعني طلب زيادة الكفر، وهو ما لا يجوز شرعًا.

حكم الدعاء على الكافر

يجوز الدعاء على الكافر بالموت أو الهلاك أو العذاب في الدنيا والآخرة، وذلك لأنه قد استحق ذلك جزاءً لما اقترفه من ذنب عظيم، وهو الكفر بالله تعالى.

من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم على الكافر: “اللهم اهلكه”، “اللهم عذبه في الدنيا والآخرة”، “اللهم انتقم منه”، “اللهم لا تتركه يفلت من عقابك”.

لا يجوز الدعاء على الكافر بالمرض أو الفقر أو أي بلاء آخر، وذلك لأن هذا من باب اللعن، واللعن محرم شرعًا، إلا في حق الكافر الذي يستحق ذلك.

حكم الدعاء للكافر بالهداية

لا يجوز الدعاء للكافر بالهداية إلى الإسلام، لأن هذا يعني طلب زيادة الكفر، وهو ما لا يجوز شرعًا.

الدعاء للكافر بالهداية من باب إظهار الشفقة عليه والرحمة به، وليس من باب القبول بكفره، أو التنازل عن الدعوة إلى الإسلام.

أفضل ما يمكن فعله لدعوة الكافر إلى الإسلام هو الدعاء له بالهداية في الخفاء، مع بذل الجهد لنشر تعاليم الإسلام والتعريف بها بين غير المسلمين.

حكم الدعاء للكافر بالصحة والعافية

يجوز الدعاء للكافر بالصحة والعافية، وذلك من باب الرحمة به وإحسان إليه، وليس هذا من قبيل الدعاء له بالهداية إلى الإسلام أو الشفاعة له.

من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم للكافر بالصحة والعافية: “اللهم اشفه من مرضه”، “اللهم عافه من كل سوء”، “اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية”.

لا يجوز الدعاء للكافر بالصحة والعافية إذا كان يستخدمها في سبيل الشر والعدوان على المسلمين أو غيرهم، بل يجب الدعاء عليه في هذه الحالة بالهلاك والعذاب.

الخاتمة

الدعاء عبادة عظيمة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد شرع الله تعالى الدعاء في كل وقت ومكان، والدعاء للكافر جائز في بعض الحالات ومحرم في حالات أخرى، وقد بينا ذلك بالتفصيل في هذا المقال، نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين والكافرين، وأن يعافينا جميعًا من كل سوء.

أضف تعليق