من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه

من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

في هذا المقال، سنتناول موضوع تحريف اليهود للكلم عن مواضعه، وهو من أخطر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز. وسنتطرق إلى دوافع اليهود في تحريف الكلم، وكيفية مواجهتنا لهذه الظاهرة الخطيرة.

أولاً: دوافع اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه:

1. الحقد والحسد:

– يحمل اليهود حقدًا وحسدًا عميقين تجاه المسلمين، وذلك بسبب مكانة الإسلام العظيمة ورسالة نبيه الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.

– لذلك، يسعون إلى تحريف الكلم عن مواضعه لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في أعين الناس.

2. إثارة الفتن والنزاعات:

– يحاول اليهود إثارة الفتن والنزاعات بين المسلمين من خلال تحريف الكلم عن مواضعه.

– فهم يدركون أن المسلمين أمة واحدة متماسكة، وأن أي فتنة أو نزاع بينهم سيضعفهم ويهزمه.

3. إعلاء شأن اليهودية:

– يسعى اليهود إلى إعلاء شأن اليهودية على حساب الأديان الأخرى، وخاصة الإسلام.

– لذلك، يحرفون الكلم عن مواضعه لتشويه صورة الأديان الأخرى وجعلها تبدو أقل شأناً من اليهودية.

ثانياً: وسائل اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه:

1. تحريف النصوص الدينية:

– يحرف اليهود النصوص الدينية، سواء كانت التوراة أو الإنجيل، وذلك بتغيير كلماتها أو حذفها أو إضافتها.

– يهدفون من خلال هذا التحريف إلى إخفاء الحقائق وإظهار اليهودية بمظهر متفوق على الأديان الأخرى.

2. تأويل النصوص الدينية على غير معناها:

– لا يكتفي اليهود بتحريف النصوص الدينية، بل يقومون أيضًا بتأويلها على غير معناها الصحيح.

– يحاولون من خلال هذا التأويل إثبات مزاعمهم الباطلة وإخفاء الحقائق عن الناس.

3. نشر الأكاذيب والشائعات:

– يلجأ اليهود إلى نشر الأكاذيب والشائعات عن الإسلام والمسلمين من أجل تشويه صورتهم في نظر الناس.

– يستخدمون وسائل الإعلام المختلفة لنشر هذه الأكاذيب والشائعات، ويستغلون جهل بعض الناس وعدم معرفتهم بالحقيقة لنشر سمومهم.

ثالثاً: آثار تحريف اليهود للكلم عن مواضعه:

1. تشويه صورة الإسلام والمسلمين:

– يؤدي تحريف اليهود للكلم عن مواضعه إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أعين الناس.

– يجعل هذا التحريف الناس ينظرون إلى الإسلام والمسلمين على أنهم متطرفون وإرهابيون.

2. إضعاف المسلمين:

– يساهم تحريف اليهود للكلم عن مواضعه في إضعاف المسلمين.

– عندما يصدق الناس الأكاذيب والشائعات التي ينشرها اليهود، فإنهم يفقدون الثقة في المسلمين وفي دينهم.

3. إثارة الفتن والنزاعات:

– يؤدي تحريف اليهود للكلم عن مواضعه إلى إثارة الفتن والنزاعات بين المسلمين.

– عندما ينشر اليهود الأكاذيب والشائعات عن المسلمين، فإنهم يحاولون إثارة كراهية الناس للمسلمين وجعلهم يتقاتلون فيما بينهم.

رابعاً: كيفية مواجهة تحريف اليهود للكلم عن مواضعه:

1. تحصين المسلمين عقائديًا:

– يجب تحصين المسلمين عقائديًا من خلال تعليمهم عقيدة التوحيد الصحيحة وتبصيرهم بمكر اليهود وتحريفهم للكلم عن مواضعه.

– يمكن ذلك من خلال إقامة الدورات والندوات والمحاضرات التي تهدف إلى تعليم المسلمين عقيدتهم الصحيحة وتحصينهم من الشبهات.

2. تعزيز الوحدة الإسلامية:

– يجب تعزيز الوحدة الإسلامية لمواجهة تحريف اليهود للكلم عن مواضعه.

– يمكن ذلك من خلال إقامة المؤتمرات واللقاءات التي تجمع بين المسلمين من مختلف الدول والطوائف وتعمل على تعزيز الوحدة والترابط بينهم.

3. فضح مكر اليهود:

– يجب فضح مكر اليهود وتحريفهم للكلم عن مواضعه أمام العالم أجمع.

– يمكن ذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر الحقيقة وإظهار أكاذيب اليهود وافتراءاتهم.

خامساً: الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية على تحريف اليهود للكلم عن مواضعه:

1. الأدلة القرآنية:

– قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة: “وَلَوْلا عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.

– قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ”.

2. الأحاديث النبوية:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن اليهود والنصارى حرفوا كتاب الله حتى جعلوا العبد آلهًا”.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تصدقوا أهل الكتاب إلا أن يصدقوا الكتاب الذي أنزل إليكم”.

سادساً: موقف علماء المسلمين من تحريف اليهود للكلم عن مواضعه:

– أجمع علماء المسلمين على أن اليهود حرفوا كتاب الله تعالى.

– قال الإمام ابن حزم: “واليهود والنصارى حرفوا كتاب الله تعالى”.

– قال الإمام القرطبي: “اليهود حرفوا التوراة والإنجيل”.

سابعاً: الخاتمة:

وفي الختام، فإن تحريف اليهود للكلم عن مواضعه هو من أخطر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز. ويجب على المسلمين أن يكونوا على علم بهذا التحريف وأن يتحصنوا منه من خلال تحصين أنفسهم عقائديًا وتعزيز الوحدة الإسلامية وفضح مكر اليهود.

أضف تعليق