هل اسماء سور القران توقيفية

هل اسماء سور القران توقيفية

هل أسماء سور القرآن توقيفية؟

مقدمة

القرآن الكريم كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وقد اهتم العلماء بدراسة القرآن الكريم من جميع جوانبه، ومن بينها أسماء السور، فقد اختلف العلماء في حكم تسمية السور، وهل هي توقيفية أي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سماها، أم أنها اجتهادية أي أنها من اجتهاد الصحابة والتابعين.

الأقوال في حكم تسمية السور

اختلف العلماء في حكم تسمية السور على أقوال كثيرة، منها:

القول الأول: أن أسماء السور توقيفية أي أنها من وضع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا القول هو الراجح عند جمهور العلماء، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور بأسمائها، كما في قوله: “سورة الفاتحة، وسورة البقرة، وسورة آل عمران”، وغيرها.

القول الثاني: أن أسماء السور اجتهادية أي أنها من اجتهاد الصحابة والتابعين، وهذا القول ضعيف، واستدلوا على ذلك بأن بعض السور قد اختلف في اسمها، مثل سورة التوبة تسمى أيضا سورة براءة، وسورة الإخلاص تسمى أيضا سورة الصمد.

القول الثالث: أن أسماء السور توقيفية في بعضها واجتهادية في بعضها الآخر، وهذا القول وسط بين القولين السابقين، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمى بعض السور بأسمائها، مثل سورة الفاتحة، وسورة البقرة، وسورة آل عمران، وأن الصحابة والتابعين قد اجتهدوا في تسمية بعض السور الأخرى، مثل سورة التوبة وسورة الإخلاص.

أدلة القائلين بأن أسماء السور توقيفية

استدل القائلون بأن أسماء السور توقيفية بعدد من الأدلة، منها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور بأسمائها، كما في قوله: “سورة الفاتحة، وسورة البقرة، وسورة آل عمران”، وغيرها.

أن الصحابة والتابعين كانوا يسمون السور بأسمائها التي سماها بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يختلفوا في ذلك.

أن أسماء السور متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتواتر يمنع من وقوع الخطأ أو النسيان.

أدلة القائلين بأن أسماء السور اجتهادية

استدل القائلون بأن أسماء السور اجتهادية بعدد من الأدلة، منها:

أن بعض السور قد اختلف في اسمها، مثل سورة التوبة تسمى أيضا سورة براءة، وسورة الإخلاص تسمى أيضا سورة الصمد.

أن بعض السور لم يرد لها اسم في القرآن الكريم، مثل سورة النصر وسورة الكوثر، وإنما سميت بهذين الاسمين من قبل الصحابة والتابعين.

أن أسماء السور لم ترد في القرآن الكريم بصيغة الأمر أو النهي، وهذا يدل على أنها ليست من وضع النبي صلى الله عليه وسلم.

الراجح في المسألة

الراجح في مسألة أسماء السور أنها توقيفية أي أنها من وضع النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك للأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور بأسمائها، وأن الصحابة والتابعين كانوا يسمون السور بأسمائها التي سماها بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أسماء السور متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خاتمة

أسماء سور القرآن الكريم توقيفية أي أنها من وضع النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك للأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، وقد اهتم العلماء بدراسة أسماء السور ومعانيها، ووضعوا العديد من الكتب في ذلك، ومن أشهر هذه الكتب كتاب “أسماء سور القرآن الكريم” لابن تيمية، وكتاب “أسماء سور القرآن الكريم ومعانيها” لابن كثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *