هل الجليل من اسماء الله الحسنى

هل الجليل من اسماء الله الحسنى

مقدمة

الأسماء الحسنى هي أسماء الله تعالى التي وردت في كتابه العزيز أو سنة نبيه الكريم، وهي من صفات كمال الله وجلاله وعظمته، وقد حثنا الله تعالى على أن ندعوه بها ونعبده ونذكره بها، قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف: 180].

ومن الأسماء الحسنى التي وردت في القرآن الكريم اسم “الجليل”، فهل هذا الاسم من أسماء الله الحسنى؟ وما معناه؟ وما دلالاته؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

معنى اسم الجليل

الجليل هو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه العظيم الشأن والرفيع القدر، الذي لا يدانيه شيء في عظمته وجلاله، وهو من الجلالة، وهي العظمة والكبرياء، وقد جاء في القرآن الكريم في سورة الحشر قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} [الحشر: 23]، فذكر الله تعالى اسمه “الجبار” من بين أسمائه الحسنى، وذلك لأن الجبار هو الذي لا يقهر ولا يغلبه أحد.

دلالات اسم الجليل

اسم الجليل يدل على عظمة الله تعالى وجلاله، وأن لا شيء يعظم عليه، فهو المتكبر الذي لا يدانيه شيء في عظمته، وهو القاهر الذي لا يقهره أحد، وهو العزيز الذي لا يذل، وهو الجبار الذي لا يغلبه أحد، وهو المتعال الذي لا يدانيه شيء في علوه، وهو العلي الذي لا يعلو عليه شيء، وهو الأعلى الذي لا يوجد من هو أعلى منه.

فضل ذكر اسم الجليل

ذكر اسم الجليل من أفضل الذكر، وهو من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده عشر مرات، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه البخاري].

مواضع ذكر اسم الجليل في القرآن الكريم

ورد اسم الجليل في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها:

قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} [الحشر: 23].

قوله تعالى: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبًا} [غافر: 36-37]، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: “أي أرتقي في الأسباب التي يصعد بها إلى السماء، حتى أبلغ أعلى السموات فأرى إله موسى، أهو كما يزعم موسى أنه فوق السموات على العرش، أم هو كما يقول فرعون أنه كاذب في دعواه ذلك؟”.

قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم} [البقرة: 54]، قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية: “يقول تعالى ذكره لنبيه موسى: واذكر إذ قلت لقومك يا بني إسرائيل إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل، وذلك أنهم اتخذوا العجل بعد أن رأوا ما رأوا من الآيات، وأوحى الله إليهم أن لا يتخذوا من دونه إلهًا، وأن من اتخذ إلهًا من دونه فإنه يضله عن سواء السبيل”.

مواضع ذكر اسم الجليل في السنة النبوية

ورد اسم الجليل في السنة النبوية الشريفة في عدة مواضع، منها:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده сто раз في اليوم، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه البخاري].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، وكانت له حرزًا من الشيطان يوم القيامة” [رواه البخاري].

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده في كل يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه مسلم].

حكم تسمية المولود باسم الجليل

يجوز تسمية المولود باسم الجليل، وهو من الأسماء المستحبة التي يثاب عليها المسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم” [رواه أبو داود].

خاتمة

اسم الجليل من أسماء الله الحسنى، ومعناه العظيم الشأن والرفيع القدر، الذي لا يدانيه شيء في عظمته وجلاله، وهو اسم يدل على عظمة الله تعالى وجلاله، وفضله أن ذكره من أفضل الذكر، وهو من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية في عدة مواضع، ويجوز تسمية المولود باسم الجليل، وهو من الأسماء المستحبة التي يثاب عليها المسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *