هل الحقن تحت الجلد تبطل الصيام

هل الحقن تحت الجلد تبطل الصيام

هل الحقن تحت الجلد يبطل الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ويبدأ الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وخلال هذه الفترة يجب على الصائم أن يمتنع عن تناول الطعام والشراب والجماع، كما يجب عليه أن يتجنب كل ما يمكن أن يبطل صيامه، ومن الأمور التي يكثر السؤال عنها ما إذا كان الحقن تحت الجلد يبطل الصيام أم لا، وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

أولاً: تعريف الحقن تحت الجلد:

الحقن تحت الجلد هو نوع من الحقن يتم إعطاؤه في الطبقة الدهنية الموجودة تحت الجلد، وعادةً ما يستخدم الحقن تحت الجلد لإعطاء الأدوية أو اللقاحات، كما يمكن استخدامه لإعطاء سوائل أو مواد أخرى مثل المحاليل الغذائية أو المواد المشعة.

ثانيًا: أنواع الحقن تحت الجلد:

هناك نوعان رئيسيان من الحقن تحت الجلد، وهما:

1. الحقن تحت الجلد العميق:

وهو الحقن الذي يتم إعطاؤه في الطبقة العميقة من الدهون الموجودة تحت الجلد، وعادةً ما يستخدم هذا النوع من الحقن لإعطاء الأدوية التي تحتاج إلى وقت طويل لامتصاصها في الجسم.

2. الحقن تحت الجلد السطحي:

وهو الحقن الذي يتم إعطاؤه في الطبقة السطحية من الدهون الموجودة تحت الجلد، وعادةً ما يستخدم هذا النوع من الحقن لإعطاء الأدوية التي تحتاج إلى امتصاصها بسرعة في الجسم.

ثالثًا: حكم الحقن تحت الجلد في الصيام:

اختلف الفقهاء في حكم الحقن تحت الجلد في الصيام، فذهب بعضهم إلى أنه يبطل الصيام، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا يبطل الصيام، واستدل كل فريق بأدلة من السنة النبوية الشريفة.

1. الفريق الأول:

يرى الفريق الأول أن الحقن تحت الجلد يبطل الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

حديث أم عطية الأنصارية رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقض”، وهذا الحديث يدل على أن إدخال شيء إلى المعدة عمدًا يبطل الصيام.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم”، وهذا الحديث يدل على أن الصيام هو الامتناع عن الأكل والشراب والجماع، وإذا دخل شيء إلى المعدة عمدًا بطل الصيام.

2. الفريق الثاني:

يرى الفريق الثاني أن الحقن تحت الجلد لا يبطل الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحْتَجَم وهو صائم”، وهذا الحديث يدل على أن الاحتجام لا يبطل الصيام، والاحتجام هو إخراج الدم من الجسم عن طريق عمل شقوق صغيرة في الجلد، وهذا يعني أن إدخال شيء إلى الجسم عن طريق الجلد لا يبطل الصيام.

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل وهو صائم”، وهذا الحديث يدل على أن الاكتحال لا يبطل الصيام، والاكتحال هو وضع الكحل في العين، وهذا يعني أن إدخال شيء إلى الجسم عن طريق العين لا يبطل الصيام.

3. الرأي الراجح:

الرأي الراجح في هذه المسألة هو أن الحقن تحت الجلد لا يبطل الصيام، وذلك لأن الحقن تحت الجلد لا يعتبر إدخال شيء إلى المعدة، كما أنه لا يعتبر إدخال شيء إلى الجسم عن طريق الفم أو الأنف، لذلك فهو لا يبطل الصيام.

رابعًا: الحالات التي يبطل فيها الحقن تحت الجلد الصيام:

هناك بعض الحالات التي يبطل فيها الحقن تحت الجلد الصيام، وهي:

إذا كان الحقن يحتوي على مواد غذائية أو دوائية يتم امتصاصها في الدم، فإن ذلك يبطل الصيام، لأن هذه المواد تعتبر طعامًا أو شرابًا.

إذا كان الحقن يحتوي على مواد مهيجة أو ضارة تؤثر على صحة الصائم، فإن ذلك يبطل الصيام، لأن هذه المواد تعتبر محرمة في الصيام.

إذا كان الحقن يتم في الوريد أو العضل، فإن ذلك يبطل الصيام، لأن الحقن في الوريد أو العضل يعتبر إدخال شيء إلى الجسم عن طريق الفم أو الأنف.

خامسًا: حكم استخدام بخاخات الربو وغيرها في الصيام:

لا يبطل استخدام بخاخات الربو وغيرها من الأدوية التي يتم استنشاقها في الصيام، وذلك لأن هذه الأدوية لا تعتبر طعامًا أو شرابًا، كما أنها لا تؤثر على صحة الصائم.

سادسًا: حكم استخدام القطرات العينية والأذنية في الصيام:

لا يبطل استخدام القطرات العينية والأذنية في الصيام، وذلك لأن هذه القطرات لا تعتبر طعامًا أو شرابًا، كما أنها لا تؤثر على صحة الصائم.

سابعًا: حكم استخدام التحاميل الشرجية في الصيام:

لا يبطل استخدام التحاميل الشرجية في الصيام، وذلك لأن هذه التحاميل لا تعتبر طعامًا أو شرابًا، كما أنها لا تؤثر على صحة الصائم.

الخاتمة:

الحقن تحت الجلد لا يبطل الصيام، وذلك لأنه لا يعتبر إدخال شيء إلى المعدة، كما أنه لا يعتبر إدخال شيء إلى الجسم عن طريق الفم أو الأنف، إلا أنه يجب الحذر من الحالات التي يبطل فيها الحقن تحت الجلد الصيام، وهي الحالات التي ذكرناها في هذا المقال.

أضف تعليق