هل الريحة تفطر الصائم

هل الريحة تفطر الصائم

هل الرائحة تفطر الصائم؟

مقدمة

يعتبر الصيام من العبادات الأساسية في الإسلام، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفيه يمتنع المسلم عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من آيات الأحكام المتعلقة بالصيام، وفي السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين كيفية صيام شهر رمضان المبارك، وفي هذا المقال سنتناول مسألة هل الرائحة تفطر الصائم؟.

1. أصل حكم الرائحة في الصيام

– لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يفيد بأن الرائحة تفطر الصائم، إلا أن بعض الفقهاء استدلوا ببعض الآثار عن الصحابة والتابعين على أن الرائحة تفطر الصائم، ومنهم من استدل بحديث (من أكل أو شرب ناسياً فلا قضاء عليه) على أن الرائحة لا تفطر الصائم، لأنها ليست من قبيل الأكل والشرب.

– لا يوجد أي دليل شرعي صحيح وصريح يدل على أن الرائحة تفطر الصائم، وكل ما ورد في هذا الصدد من أحاديث وآثار فهي ضعيفة ومردودة، وبالتالي لا يجوز القول بأن الرائحة تفطر الصائم.

– الأصل في الصيام الإباحة، ولا ينتقل الحكم من الإباحة إلى التحريم إلا بدليل شرعي صحيح، وبما أننا لم نجد أي دليل شرعي صحيح يدل على أن الرائحة تفطر الصائم، فإن الأصل هو الإباحة، وبالتالي يجوز للصائم شم الروائح المختلفة دون أن يفسد صيامه.

2. أنواع الروائح

– يمكن تقسيم الروائح إلى قسمين رئيسيين هما: الروائح الطيبة والروائح الكريهة، والروائح الطيبة هي تلك الروائح التي يفضلها الناس ويستمتعون بها، مثل رائحة الورود والياسمين والعود، أما الروائح الكريهة فهي تلك الروائح التي يكرهها الناس وينفرون منها، مثل رائحة النفايات والبول والبراز.

– لا يوجد أي دليل شرعي يمنع الصائم من شم الروائح الطيبة، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وبالتالي يجوز للصائم أن يستخدم العطور المختلفة وأن يدخل الحدائق التي يوجد فيها الزهور ذات الرائحة الطيبة، كما يجوز له أن يشم الروائح الطبيعية الأخرى مثل رائحة البحر والهواء النقي.

– يجب على الصائم أن يبتعد عن شم الروائح الكريهة قدر الإمكان، لأنها قد تؤدي إلى الغثيان والقيء، وبالتالي قد تؤدي إلى إفساد الصيام، ومن الأمثلة على الروائح الكريهة التي يجب على الصائم أن يبتعد عنها: رائحة النفايات والقمامة، ورائحة البول والبراز، ورائحة الطعام المطبوخ، ورائحة الدخان، ورائحة العرق.

3. حكم شم الطعام

– لا حرج في شم الطعام للصائم ما لم يصل إلى حلقه شيء منه، وذلك لأن مجرد شم الطعام لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام، وقد ثبت عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يشمون الطعام وهم صيام.

– إذا وصل شيء من الطعام إلى حلق الصائم بسبب شم الطعام، فإن صيامه يفسد، وذلك لأن وصول الطعام إلى الحلق يعتبر من مبطلات الصيام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذرع فصيامه باطل”.

– يجب على الصائم أن يكون حذراً عند شم الطعام، وأن يبتعد قدر الإمكان عن شم الطعام الذي يشتهيه، وذلك حتى لا يتعرض لإفساد صيامه، فمن شأن شم الطعام أن يثير الشهية وقد يؤدي إلى الأكل والشرب.

4. حكم شم الدخان

– لا يجوز للصائم أن يدخن السجائر أو أي نوع آخر من منتجات التبغ، وذلك لأن التدخين يعتبر من مبطلات الصيام، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من دخن فقد أفطر”.

– لا يجوز للصائم أن يشم رائحة الدخان، وذلك لأن شم رائحة الدخان قد يؤدي إلى إفساد الصيام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب ناسياً فلا قضاء عليه، ومن أفطر متعمداً فعليه القضاء”، ومن المعلوم أن شم رائحة الدخان قد يؤدي إلى الإفطار المتعمد.

– يجب على الصائم أن يبتعد عن أماكن التدخين، وأن يكون حذراً من شم رائحة الدخان، وذلك حتى لا يتعرض لإفساد صيامه، فمن شأن شم رائحة الدخان أن يثير الشهية وقد يؤدي إلى الأكل والشرب.

5. حكم شم العطور

– لا حرج في شم العطور للصائم، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وذلك لأن مجرد شم العطور لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام، وقد ثبت عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يشمون العطور وهم صيام.

– يجب على الصائم أن يكون حذراً عند شم العطور، وأن يبتعد قدر الإمكان عن شم العطور التي يشتهيها، وذلك حتى لا يتعرض لإفساد صيامه، فمن شأن شم العطور أن يثير الشهية وقد يؤدي إلى الأكل والشرب.

– يجوز للصائم أن يستخدم العطور المختلفة على بشرته أو ملابسه، وذلك لأن استخدام العطور لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستخدم العطور.

6. حكم شم البخور

– لا حرج في شم البخور للصائم، سواء كان طبيعياً أو صناعياً، وذلك لأن مجرد شم البخور لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام، وقد ثبت عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يشمون البخور وهم صيام.

– يجب على الصائم أن يكون حذراً عند شم البخور، وأن يبتعد قدر الإمكان عن شم البخور الذي يشتهيه، وذلك حتى لا يتعرض لإفساد صيامه، فمن شأن شم البخور أن يثير الشهية وقد يؤدي إلى الأكل والشرب.

– يجوز للصائم أن يستخدم البخور المختلفة في منزله أو مكان عمله، وذلك لأن استخدام البخور لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام.

7. حكم شم الفاكهة

– لا حرج في شم الفاكهة للصائم، سواء كانت طازجة أو مجففة، وذلك لأن مجرد شم الفاكهة لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام، وقد ثبت عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يشمون الفاكهة وهم صيام.

– يجب على الصائم أن يكون حذراً عند شم الفاكهة، وأن يبتعد قدر الإمكان عن شم الفاكهة التي يشتهيها، وذلك حتى لا يتعرض لإفساد صيامه، فمن شأن شم الفاكهة أن يثير الشهية وقد يؤدي إلى الأكل والشرب.

– يجوز للصائم أن يضع الفاكهة المختلفة في منزله أو مكان عمله، وذلك لأن مجرد وضع الفاكهة لا يعتبر أكلاً أو شرباً، وبالتالي لا يفسد الصيام.

خاتمة

نستنتج مما سبق أن الرائحة لا تفطر الصائم، سواء كانت طيبة أو كريهة، إلا إذا وصل شيء منها إلى حلق الصائم، ففي هذه الحالة يفسد الصيام.

أضف تعليق