هل السعي لفك السحر حرام

مقدمة:

يعتبر السحر من أخطر الأعمال المحرمة في الإسلام، وقد حذرنا الله تعالى منه في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والسعي لفك السحر هو محاولة لإبطال مفعول السحر وإبطال آثاره الضارة، وقد اختلف العلماء في حكم السعي لفك السحر، فمنهم من حرمة ومنهم من أباحه بشرط عدم استخدام أي طرق أو وسائل محرمة.

هل السعي لفك السحر حرام؟

أولاً: تعريف السحر:

السحر هو كل قول أو عمل أو عقيدة يهدف إلى التأثير على الآخرين بطريقة خفية أو غير طبيعية، وذلك باستخدام قوى خارقة للطبيعة أو أدوات سحرية، وقد يكون السحر عملاً محرماً أو عملاً مباحاً، فالسحر المحرم هو الذي يهدف إلى إلحاق الأذى بالآخرين أو إفساد عقولهم أو إفساد عقيدتهم، أما السحر المباح فهو الذي يهدف إلى إبطال مفعول السحر المحرم أو الذي يهدف إلى تحقيق منفعة أو حاجة مشروعة.

ثانياً: حكم السعي لفك السحر:

اختلف العلماء في حكم السعي لفك السحر، فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه بشرط عدم استخدام أي طرق أو وسائل محرمة، فمن العلماء من حرم السعي لفك السحر مطلقاً، سواء كان فكه باستخدام وسائل محرمة أو وسائل مباحة، وذلك لأن السحر من الأعمال الشيطانية المحرمة، ولأن السعي لفكه يعد اعترافاً بشرعية السحر، ومن العلماء من أباح السعي لفك السحر بشرط عدم استخدام أي طرق أو وسائل محرمة، وذلك لأن السحر من الأعمال الضارة التي يجوز إبطالها، ولأن السعي لفكه لا يعد اعترافاً بشرعية السحر، بل هو محاولة لإبطال مفعوله وإبطال آثاره الضارة.

ثالثاً: الأدلة على تحريم السعي لفك السحر:

من الأدلة على تحريم السعي لفك السحر، ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”، ومن الأدلة على تحريم السعي لفك السحر ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى ساحراً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”، ومن الأدلة على تحريم السعي لفك السحر ما رواه الإمام الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”.

رابعاً: الأدلة على إباحة السعي لفك السحر:

من الأدلة على إباحة السعي لفك السحر، ما رواه الإمام الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصيب منكم بعين أو سحر فليقرأ المعوذتين”، ومن الأدلة على إباحة السعي لفك السحر ما رواه الإمام ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصابته عين أو سحر فليقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين”، ومن الأدلة على إباحة السعي لفك السحر ما رواه الإمام النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصيب منكم بعين أو سحر فليقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين”.

خامساً: شروط السعي لفك السحر المباح:

إذا أراد الشخص السعي لفك السحر، فيجب عليه أن يتبع الشروط التالية:

1- ألا يستخدم أي طرق أو وسائل محرمة، مثل: الشرك بالله تعالى، أو الكفر بالله تعالى، أو الاستعانة بالجن والشياطين، أو استخدام التمائم والتعاويذ.

2- ألا يعتقد أن السحر حلال أو مباح، بل يجب أن يعتقد أنه حرام ومحرم.

3- ألا يصدق السحرة والكهنة والمشعوذين، بل يجب أن يتجنبهم ويتجنب الاستماع إلى أقوالهم.

سادساً: حكم السعي لفك السحر باستخدام وسائل محرمة:

إذا سعى الشخص لفك السحر باستخدام وسائل محرمة، مثل: الشرك بالله تعالى، أو الكفر بالله تعالى، أو الاستعانة بالجن والشياطين، أو استخدام التمائم والتعاويذ، فإن هذا العمل يعتبر من الكفر بالله تعالى، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره على ما فعله.

سابعاً: حكم السعي لفك السحر باستخدام وسائل مباحة:

إذا سعى الشخص لفك السحر باستخدام وسائل مباحة، مثل: الرقية الشرعية، أو قراءة القرآن الكريم، أو الدعاء إلى الله تعالى، فهذا العمل جائز ومباح، ولا حرج فيه، ويجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى وأن يثق بقدرته على إبطال السحر وإبطال آثاره الضارة.

الخاتمة:

السعي لفك السحر هو محاولة لإبطال مفعول السحر وإبطال آثاره الضارة، وقد اختلف العلماء في حكم السعي لفك السحر، فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه بشرط عدم استخدام أي طرق أو وسائل محرمة، والحكم الراجح هو أن السعي لفك السحر جائز ومباح بشرط عدم استخدام أي طرق أو وسائل محرمة، ويجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى وأن يثق بقدرته على إبطال السحر وإبطال آثاره الضارة.