المقدمة:
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها ثواب عظيم عند الله – عز وجل-. وقد وضع الله – عز وجل- أحكاماً وضوابط للصيام، منها ما يفسده ويبطله ومنها ما لا يفسده ولا يبطله. ومن الأسئلة التي يبحث عنها الصائمون ما إذا كان استخدام الشطاف يفسد الصيام أم لا؟ وفي هذا المقال سوف نجيب على هذا السؤال بالتفصيل مستندين إلى الأدلة الشرعية الصحيحة.
ما هو الشطاف؟
الشطاف هو أداة تستخدم لتنظيف المنطقة الحساسة بعد قضاء الحاجة. وهو عبارة عن خرطوم صغير به رأس به فتحات صغيرة لخروج الماء بقوة، ويستخدم لتنظيف المنطقة بقوة الماء. وهو نوع من النظافة الشخصية التي يحرص عليها المسلمون، وهو مستحب عند الله – عز وجل-.
حكم استخدام الشطاف في الصيام
اختلف الفقهاء في حكم استخدام الشطاف في الصيام على قولين:
القول الأول: يرى أن استخدام الشطاف في الصيام لا يفسد الصيام، سواء كان بالماء البارد أو الساخن، لأن الشطاف لا يدخل شيئًا إلى الجوف، وإنما هو مجرد ماء ينظف المنطقة الحساسة من الخارج. وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية.
القول الثاني: يرى أن استخدام الشطاف في الصيام يفسد الصيام، سواء كان بالماء البارد أو الساخن، لأن الماء يدخل إلى الجوف من خلال فتحة الشرج أو فتحة المهبل، وهذا يعتبر مفطراً. وهذا هو مذهب المالكية والحنابلة.
الأدلة من السنة النبوية
استدل القائلون بأن استخدام الشطاف لا يفسد الصيام بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يستخدم القربة – وهي إناء من جلد- لتنظيف نفسه بعد قضاء الحاجة. وهذا يدل على أن استخدام الماء لتنظيف المنطقة الحساسة لا يفسد الصيام.
الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين
استدل القائلون بأن استخدام الشطاف يفسد الصيام بأقوال الصحابة والتابعين، فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “من أدخل في بطنه شيئًا فقد أفطر، سواء كان طعامًا أو شرابًا أو ماءً”. كما ورد عن الحسن البصري أنه قال: “من استعمل الشطاف فقد أفطر”.
الراجح من أقوال الفقهاء
الراجح من أقوال الفقهاء هو القول بأن استخدام الشطاف لا يفسد الصيام، لأن الماء لا يدخل إلى الجوف من خلال فتحة الشرج أو فتحة المهبل، وإنما هو مجرد ماء ينظف المنطقة الحساسة من الخارج. ومع ذلك، فإن من احتاط واجتنب استخدام الشطاف في الصيام فهو أفضل، لأن الحذر في العبادة من الأمور المستحبة.
متى يفسد استخدام الشطاف الصيام؟
يفسد استخدام الشطاف الصيام في حالة واحدة فقط، وهي إذا أدخل المستخدم الماء إلى داخل الجوف عن طريق فتحة الشرج أو فتحة المهبل. وهذا أمر نادر الحدوث، ولا يقع فيه إلا من كان جاهلاً أو متعمداً.
كيفية استخدام الشطاف في الصيام
إذا أراد الصائم استخدام الشطاف في الصيام، فعليه أن يراعي الأمور التالية:
– أن يكون الماء خفيفًا وغير شديد البرودة أو الحرارة، حتى لا يؤدي إلى دخول الماء إلى الجوف.
– أن يستخدم الشطاف برفق وبدون إفراط، حتى لا يؤدي إلى دخول الماء إلى الجوف.
– أن يتجنب استخدام الشطاف إذا كان يشعر بأن الماء قد يدخل إلى جوفه.
الخاتمة:
استخدام الشطاف في الصيام لا يفسد الصيام، سواء كان بالماء البارد أو الساخن، لأن الماء لا يدخل إلى الجوف من خلال فتحة الشرج أو فتحة المهبل، وإنما هو مجرد ماء ينظف المنطقة الحساسة من الخارج. ومع ذلك، فإن من احتاط واجتنب استخدام الشطاف في الصيام فهو أفضل.